طالبت جماعة الإخوان المسلمين، علماء السلف المشهود لهم برجاحة العقل ودقة الفهم، بمراجعة المواقف والفتاوى التى أثارت قلقا وبلبلة فى الشارع المصرى، والعمل على تهدئة الناس الذين أصابهم الذعر مما طرحه البعض عن هدم الأضرحة ورفض السياحة، وما شابه ذلك، واحترام الاجتهادات الفقهية المتنوعة دون إصرار على رأى واحد فى المسائل الفقهية التى تحتمل
العديد من الآراء والاجتهادات، ومراعاة مصالح الوطن، بما يقطع الطريق على دعاة الفتنة والمتربصين بأمنه ووحدته وسلامته.
قال الدكتور عصام العريان، المتحدث باسم الجماعة: «ليست لدينا الآن نية لعقد لقاءات بين الصوفية والسلفية، وهناك خلافات قديمة فى الناحية الفكرية بين الصوفية وبين التيارات السلفية أعتقد أنها يمكن أن تحل فى مناخ من الحرية، على أن يكون هناك اتفاق مشترك يسعى إليه الطرفان دون وساطة».
ووصف الدكتور عبدالرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد فتوى هدم الأضرحة بأنها «اجتهاد خاطئ»، لا يمكن أن يقوله أحد من العلماء، وعلى السلفيين أن يتبرأوا من صاحب هذه الفتوى، وأضاف لـ«المصرى اليوم«: «يجب على التيارات الإسلامية أن تجلس مع بعضها البعض لتوحيد الخطاب الدعوى، وعلى المستوى الشخصى أسعى للقاء التيارات الإسلامية كثيرا، أما على مستوى الجماعة، فلا تتضمن أجندتها الحالية إقامة مؤتمر لجميع التيارات، وتابع: «يجب على مشيخة الأزهر أن تعقد لقاءات للتيارات الإسلامية، وكنت قرأت أن شيخ الأزهر يسعى لجمعهم للحديث حول الخطاب الدعوى والضوابط التى يجب الالتزام بها».
من جانبه، قال الشيخ محمد علاء الدين أبوالعزايم، مؤسس حزب التحرير المصرى، شيخ الطريقة العزمية، إنه يرحب بدعوة الإخوان لوأد الفتنة واتحاد جميع التيارات الإسلامية، مؤكدا أنه مع الجماعة فى نفس دعوتهم، للتحرك عمليا لعقد جلسة تجمع الطرق الصوفية والسلفيين، لمحاولة تهدئه الشارع.
فى سياق متصل، دعت الجماعة، فى رسالتها الإعلامية، مساء أمس الأول، المجلس العسكرى والحكومة لاتخاذ الإجراءات التى تكفل سرعة محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك، وكل رموز نظامه، الذين تورطوا فى أعمال البلطجة والعنف وقتل المتظاهرين فى مختلف محافظات مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير وحتى إعلانه التنحى.
وطالبت الجماعة، الشعب المصرى بالمشاركة فى جمعة التطهير والضغط للإسراع بتغيير المحافظين وحل المجالس المحلية والاتحاد والنقابات العمالية، وإعادة فتح ملفات نهب أراضى الدولة وبيع القطاع العام والمبيدات المسرطنة، والمسؤولين عن قتل المصريين من خلال تسميم غذائهم وشرابهم وتدمير صحتهم.
وأكدت ضرورة حل الحزب الوطنى، الذى وصفته بالـ«فاسد والمفسد»، وملاحقة أعضائه ورموزه.