حذر محمد علاء أبوالعزايم، شيخ الطريقة العزمية، مما سماه حرباً أهلية بين الطرق الصوفية والسلفيين بسبب استمرار مسلسل هدم الأضرحة، ووصف السلفيين بـ«بلطجية» يريدون محو رموز الأمة الإسلامية، التى تعد قدوة للشباب، ويتذكرون سيرتهم وثورتهم على الحكام الظالمين.
قال «أبوالعزايم» إن سبب تأسيس حزب للطرق الصوفية هو الحفاظ على كياناتها خوفاً من وصول جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين للحكم.
وأضاف، خلال ندوة «الإسلام والسياسة والحوار مع الآخر»، الثلاثاء ، التى أعقبها الإعلان عن حزب التحرير المصرى بمقر المشيخة العزمية بالقاهرة، أنه شارك فى تأسيس الحزب مع الدكتور إبراهيم زهران، رئيس الحزب، منسق عام الحملة الشعبية لوقف تصدير الغاز لإسرائيل، لتمهيد الاتصال بالكيانات العاقلة من الإخوان والسلفية من أجل الوصول لصيغة تفاهم بين جميع الأطراف.
وأكد أنه عرض مشروع التفاهم مع السلفيين فى 2007 لكنهم اختلفوا فى مكان اللقاء، إذ رفضوا عقده داخل إحدى قاعات الأزهر الشريف، بحجة أن الدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر الراحل، غير محايد، ثم رفضوا عقد اللقاء بمقارهم، أو مقر الطريقة، حتى انتهى الأمر بالتأجيل إلى أجل غير مسمى.
وقال إن كل البشر سلفيون، فالبوذيون واليهود والمسيحيون والمسلمون سلفيون، لأنهم استقوا ديانتهم من سلفهم، والجيل الحالى خلف وليسوا سلفاً، ومن يقل إن الصوفيين دراويش فى السياسة وعُبّاد قبور فهو مخطئ، فالمنهج الصوفى قمة الزهد والتدين وصفاء الروح، مؤكداً أن الصوفيين لهم تاريخ كبير وأصحاب شأن سياسى مثل العز بن عبدالسلام، فهو من ساند «قطز» ضد التتار، وكذلك الإمام عبدالرحيم القنائى، وسيدى عبدالقادر الجيلانى، وكانوا من يسيسون الأمور لمساعدة الحكام فى حروبهم ضد الأعداء.
وطالب «أبوالعزايم» الجيش والشرطة بالتدخل بقوة، وأشار إلى أن «آل البيت هم قدوتنا ولا يمكن لأحد أن يزيل القدوة من الوجود كله»، موضحاً أنه فى حال التمادى فى الهجوم على أضرحة أولياء الله الصالحين ستكون هناك وقفة من الصوفية للدفاع عنها.
من جانبه، قال الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق: «الوهابية بينها وبين النبى عداوة وليسوا بمسلمين، فالمسلم لا يكن إلا كل الحب والتبجيل للنبى»، مؤكداً أن الله سيقتص للرسول ولآل البيت، وأضاف أن الإسلام كله سياسة، فالرسول أقام دولة تدرس فى جميع الكليات السياسية فى العالم، وانتقد من وصف الاستفتاء بأنه «غزوة الصناديق»، وتساءل: «هى بلد أبوهم؟ أين كانوا أيام الثورة؟».
وقال الدكتور أحمد السايح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن ازدياد حالات الاعتداء على الأضرحة جعله يطلب من أهله فى الصعيد إرسال رشاش آلى بجانب ما لديه من طبنجات، لكى يقتل بها كل من يهاجم ضريحاً.
وأكد الدكتور إبراهيم زهران، رئيس حزب التحرير المصرى، أن يوم 25 يناير كان مشيئة إلهية وإرادة بشرية لكن المشيئة كانت مقدمة، وانتقد السلفيين قائلاً: «إن هؤلاء أشبه بأناس أتوا من الكهف»، مؤكداً أن الثورة مستمرة حتى تحقق جميع مطالبها، وأشار إلى أن الفكرة الرئيسية للحزب تقوم على التسامح مع الآخرين.
وشهد اللقاء عرض فيلم «انتفاضة الحرمين»، الذى أعده شباب الطريقة العزمية لعرض مسلسل هدم الأضرحة منذ دعوة محمد بن عبدالوهاب، مؤسس الدعوة الوهابية.