على قدم وساق يجرى العمل خلال الساعات الأخيرة، التى تسبق زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الإسماعيلية، لافتتاح عدد من المشروعات القومية بالمحافظة، من بينها كبارى عائمة عابرة للمجرى الملاحى لقناة السويس والمرحلة الثانية لمشروع الاستزراع السمكى الذى يتضمن 3 آلاف حوض بشرق القناة.
وتفقد الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، رئيس المنطقة الاقتصادية، والفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، آخر التجهيزات اللازمة لاستقبال الرئيس، فى الإسماعيلية، حيث قاما بتفقد أعمال التأمين والتجهيزات اللازمة بشرق القناة، والاستزراع السمكى والأنفاق، للوقوف على آخر الاستعدادات التى تمت لاستقبال السيسى ومرافقيه.
وقالت مصادر مطلعة إنه تم الانتهاء من جميع الاستعدادات اللازمة للاحتفال، حيث تم الانتهاء من المنصة الرئيسيّة شرق القناة وسط إجراءات أمنية مشددة حول المنطقة الملاصقة لها، وشنت قوات الأمن حملات وعمليات تمشيط موسعة لجميع المناطق المحيطة بالمنصة.
وقال «مميش» إن هيئة قناة السويس أنهت جميع الاستعدادات اللازمة لاستقبال الرئيس، حيث تم الانتهاء من أعمال التجهيزات بالمنصة الرئيسيّة بشرق القناة، وأعمال العلامات والإشارات الضوئية والمرورية للكبارى العائمة التى سيفتتحها السيسى عبر «الفيديو كونفرانس»، من داخل المنصة الرئيسيّة لكوبرى الشهيد أحمد منسى بمنطقة الإرسال، وكوبرى الشهيد أبانوب صابر بالقنطرة.
وأضاف أن المزارع السمكية أنهت كل أعمال الاستعدادات داخل الأحواض بشرق القناة والتى سيفتتحها السيسى، وتم تجهيز كل الأحواض ووضع الشرح الوافى لها والطرق المؤدية إلى الأحواض، حيث سيقوم السيسى بمغادرة المنصة والتوجه إلى المزارع السمكية لافتتاح الـ3 آلاف حوض بالمرحلة الجديدة، كما سيتفقد الرئيس أعمال الأنفاق أسفل قناة السويس الحالية والجديدة.
وأشار «مميش» إلى أنه سيلقى كلمة أمام الرئيس السيسى يشرح خلالها آخر تطورات أعمال هيئة القناه والمنطقة الاقتصادية، وسيتم إعلان إيرادات هيئة قناة السويس خلال العام الحالى، وإمكانيات سفينة الخدمات البترولية أحمد فاضل، التى تمتلكها هيئة قناة السويس والتى دخلت خدمة حقول البترول والغاز.
وقال اللواء ياسين طاهر، محافظ الإسماعيلية، إن المحافظة ستتحول إلى عاصمة اقتصادية لمصر خلال العامين المقبلين، بعد انتهاء مشروعات التنمية الكبرى التى لم تحدث فى التاريخ، سواء فى معدلات التنفيذ والتوقيتات، حيث شهدت أكبر شبكة طرق وكبارى ومشروعات تنموية عملاقة، بينها مشروع قناة السويس، التى دخلت مرحلة تحقيق العائد فى اليوم الأول من افتتاحها.
وأشار «طاهر» إلى العبقرية فى الفكرة والتنفيذ لمشروع قناة السويس الجديدة التى اعتمدت على تمويل المصريين لها وليس الاقتراض من أى جهة، سواء داخلية أو خارجية، مشدداً على أن مشهد طوابير المصريين أمام البنوك لشراء شهادات تمويل القناة الجديدة أذهل العالم والاقتصاديين، لأنهم لأول مرة فى العالم يشاهدون المصريين فى طوابير لدفع الأموال من أجل وطنهم، ووصف المشهد بأنه كان نقطة تحول فى العالم لتأكيد شرعية ثورة 30 يونيو ولتأكيد لثقة الشعب فى الرئيس، موجها التحية للفريق مميش واللواء أركان حرب كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، على تنفيذ هذا المشروع العالمى فى عام واحد فقط.
وقال المحافظ إن حجم المشروعات التى تم تنفيذها بالإسماعيلية تقترب من 43 مليار جنيه خلال العامين الماضيين، بينها الإسماعيلية الجديدة وشبكة الطرق والمحاور المرورية الجديدة والتى حققت سيولة مرورية كبيرة من خلال الاعتماد على شارعيين رئيسين بوسط المدينة هما محمد على وأم كلثوم لإنهاء التكدس المرورى للأبد، لافتاً إلى أن شبكة الكبارى والأنفاق المقرر افتتاحها ستساهم فى تدفق حركة المرور وتسهل حركة العبور من وإلى سيناء وتحفز الاستثمار بها وتوطين البشر فيها.
وأضاف أن الرئيس السيسى قائد عسكرى قبل أن يكون قائدا سياسيا، ويدرك أبعاد الأمن القومى فى الحفاظ على سيناء وأهم محاورها توطين البشر والتنمية، مؤكدا أن مصر تخوض حربين فى آن واحد «تنمية وإرهاب»، وستنتصر فيهما بوحدة الشعب والجيش والشرطة خلف الرئيس، رغم كل التحديات، وأوضح أن مشروع صوامع القمح بالقنطرة بمنطقة جلبانة بطاقة 60 ألف طن يأتى، فى إطار تأمين رغيف الخبر للمصريين ضمن المشروع القومى للصوامع الذى أقيم فى مصر خلال العامين الماضيين انطلاقا من مبدأ «من لا يملك قوته لا يملك حريته».
ونفى المحافظ تحديد موعد لإعلان شروط تسلم وحدات مدينة الإسماعيلية الجديدة شرق قناة السويس والتى تضم 54 ألف وحدة سكنية يتم تخصيص مالا يقل عن 60% منها لأبناء الإسماعيلية، وفق شروط الإسكان الاجتماعى، ووصف المدينة بأنها مدينة من العصر الحديث لمستقبل المصريين وصديقة للبيئة بها 60% مساحات خضراء وأول مدينة تتضمن معايير بناء عالمية لذوى الاحتياجات الخاصة فى كل مبانيها.
وأكد أنه لا صحة لما تردد من وجود أحياء أو وحدات بالمدينة تم تخصيصها لأى جهات حكومية أو غير حكومية، وأنه فور الانتهاء رسميا من المدينة وتسليمها سيتم الإعلان رسميا عن شروط التسليم لكل أبناء مصر والإسماعيلية، ومن المقرر أن تنتهى العام المقبل.
وأشار المحافظ إلى منظومة المشروعات القومية الكبرى بالمحافظة، وعلى رأسها مشروع الأنفاق الذى تنفذه القوات المسلحة والهيئة الهندسية للجيش، بقيادة اللواء كامل الوزير، من خلال شركات وطنية مصرية وبعمال وخبرات فنية مصرية مائة بالمائة. مؤكدا أن معدل العبور بها لن يزيد على 5 دقائق ينتقل من خلالها المواطن من غرب القناة إلى شرقها، حيث مدينة الإسماعيلية الجديدة على بعد دقائق بالسيارة مشددا على أنه لن يكون هناك توقف أو تكدس أمام الأنفاق لاعتمادها على أحدث نظم إلكترونية عالمية للتفتيش بعيدا عن العنصر البشرى.
وقال إن الأنفاق تتكامل مع مشروعى كوبرى الشهيد أحمد منسى العائم بمدينة الإسماعيلية وكوبرى الشهيد أبانوب صابر بالقنطرة، لينهى السيسى عزلة سيناء إلى الأبد، بالإضافة إلى مشروع النفق الجديد المقرر إقامته بمنطقة سرابيوم عقب الانتهاء من افتتاح أنفاق الإسماعيلية وبورسعيد.
وأشاد المحافظ بمشروع الاستزراع السمكى الذى أقيم لأول مرة فى تاريخ مصر اعتمادا على مياه قناة السويس، ضمانا لنجاحه فى استغلال جديد لقناة السويس وتعظيم القيمة المضافة لها وتحويلها من مجرد محصل للرسوم إلى مستثمر حقيقى لتحقيق موارد إضافية، مؤكدا أن تكليف الرئيس للفريق مهاب مميش بتولى الهيئة الاقتصادية لتنمية منطقة القناة قرار تاريخى ساهم فى تغيير استراتيجى فى فكر وإدارة قناة السويس وحولها إلى مركز عالمى اقتصادى وصناعى وتجارى ولوجستى.
وتطرق المحافظ إلى الفندق العالمى الذى أقامته القوات المسلحة على ضفاف قناة السويس ونجاح الافتتاح التجريبى له الذى وصفته وكالات الأنباء العالمية بأنه لؤلؤة السياحة فى مصر على أرض الإسماعيلية من خلال توفير مشهد فريد للسفن وهى تعبر القناة.
وأوضح المحافظ: «المشروعات التى تم تنفيذها على أرض المحافظة والتى تمت خلال عامين تؤكد حقيقة واضحة كالشمس راسخة كالجبال هى أن مصر بتتولد من جديد، وأن آلام المخاض انتهت وبدأت أم الدنيا تتعافى وأنا فخور بأنى محافظ للإسماعيلية وشهدت كل هذه الإنجازات».