دخلت فى الموضوع مباشرة، فالوقت لايحتمل رفاهية المقدمات! سألتها- وهى رئيسة الجمعية المصرية لسيدات الأعمال منذ عام 95 بغرض التنمية الاقتصادية والتمكين الاقتصادى للمرأة بالدول الأفريقية- هل رجال الأعمال مقصرون بالنسبة للقارة الأفريقية؟
قالت د. أمانى عصفور رئيسة جمعية سيدات أعمال دول الكوميسا:
- إنهم غير متواجدين بالكثافة المطلوبة فى المنتديات السياسية والاقتصادية.
قاطعتها: حللى أسباب هذا الغياب!
قالت: أولاً عدم معرفة بالسوق الأفريقية، ثانياً: هناك ناس لديهم اعتقاد خاطئ أن القارة الأفريقية «مفيهاش أمان» وأن التعاملات المالية غامضة ولا يعلمون كيف يدقون على الأبواب الأفريقية، وبصراحة أكثر هناك رجال أعمال لا تهمهم أفريقيا بقدر اهتمامهم بالشمال أى أوروبا.
قلت: من استطاع اختراق السوق الأفريقية بجدارة؟
قالت أمانى عصفور: تركيا والصين!
قلت: ما السر وراء هذا الاختراق؟
قالت: التواجد المستمر لرجال أعمال تركيا ورجال أعمال الصين أو فى منتدى القرن الأفريقى فى جنوب أفريقيا لم يكن هناك «حد من مصر» كل ما نفعله فى المنتديات على هامش أعمال قمة الكوميسا «محدش بيحضرها يا فندم» لازم أكون متواجدة فى المحافل الأفريقية وتبقى فيه متابعة، إحنا بنتكلم عن أفريقيا أكتر ما بنشتغل معاها، نحن نحتاج أن نؤدى دوراً أكبر وننسق جهودنا لأننا نعمل فى جزر منعزلة، لازم يكون فيه تعاون بين الحكومة ومؤسسات المجتمع المدنى والقطاع الخاص وعليهم كشركاء وضع خطة للتعامل مع القارة الأفريقية. صحيح الحكومة تحاول ولكن لابد من تفاعل أكثر وتحرك أنشط ووجود أكثف الوحيد الذى عنده استثمارات المقاولين العرب، متواجدون ولكن دخلت مجال البناء والتشييد لتحصل على الكيكة! تسألنى لماذا الصين أقول لك لأنها تدخل كدولة وليس كقطاع خاص فقط وإحنا بنكتفى بالمعارض التجارية وهذا لا يصنع استثمارا قوياً، إيه يعنى لما أكون متواجدة فى جيبوتى بسيراميك وللعلم تواجدنا ضعيف جداً أنت طلبت الصراحة المطلقة وليس «الطحن بدون غلة» على حد تعبيرك.
معلومات
■ أول اتصال بأفريقيا كان للملكة حتشبسوت حين ذهبت بأسطولها البحرى عند استلامها الحكم قبل 3500 سنة، عن طريق البحر الأحمر إلى القرن الأفريقى وأتت بالتوابل والبذور التى زرعتها أمام معبدها بالأقصر ووصلت حتى بلاد الصومال وربما كانت هذه أول رحلة تجارية بين القرن الأفريقى ومصر.
■ منظمة الوحدة الأفريقية، آباؤها المؤسسون جمال عبدالناصر ونهرو وكانت بهدف التحرير السياسى.
■ عدد دول حوض النيل عشر دول.
■ 500 مليون أفريقى، تعداد القارة الأفريقية.
■ إسرائيل بأجنده خفية غير معلنة حفزت الشعب الإثيوبى ضد مصر يقال لهم «مصر تريد أن تمنع عنك الميه وهى مستمتعة بالنيل».
قلت لأمانى عصفور: هل الهوية الأفريقية من أبجديات المصير؟
قالت: هذا تعبير دقيق، أنا باعتبر نفسى أفريقية، وبالطبع أنت تعلم ما فعله الغرب بالتفرقة بين الشمال الأفريقى «البيض» وأفريقيا الصحراء، لابد أن تدخل الهوية الأفريقة مفرداتنا السياسية ليكون عملا جاداً من الاستثمار فى البلاد الأفريقية الواعدة، إحنا أفارقة بنتكلم عربى، واللى بيتكلموا عربى 22 دولة منهم 10 دول أفريقية و12 دولة أسيوية، إحنا أفارقة بنتكلم عربى مش عرب. العربى هو لغة أفريقية صميمة.
سألتها: ما الحصاد المعنوى لجمعية سيدات الأعمال؟
قالت: المحصول كان مؤتمر الاتحاد العالمى لسيدات الأعمال وضم 110 دول وأنشئ فى جنيف عام 1930 وسنة 87 عاد هذا المؤتمر بوصف أن مصر دولة أفريقية وعربية وجاءت 700 سيدة من 73 دولة فى العالم وكان لديهن أفكار خاطئة عن مصر، الإرهاب والتحرش وغياب حقوق للسيدات، وعندما جئن وراقبن الحياة المصرية قلن بالحرف الواحد «سأجئ مصر ومعى أسرتى»، أريد أن أضيف لك معلومة أن التسويق السياحى الأفريقى لا يوجد له لا مكتب ولا دعاية! هناك تصور خاطئ تماماً أن الأفارقة لا يسافرون وهذا غير صحيح، إنهم يسافرون ويجوبون العالم، ومن أجل هذا كونت مجموعة للتسويق السياحى والتعريف بأجمل مناطق مصر، الأفارقة يشترون من دبى لأن العقل الذكى فى دبى استطاع أن يجذبهم. سحر دبى يكمن فى «حركة بضائع وشركات شحن» تعمل بكفاءة.
قلت لها: فى زمن آخر كان هناك بعثات لـ.. «طرق الأبواب».
قالت بحماس: ما أحوجنا إلى بعثات من هذا النوع والتواصل مع الأفارقة، والتواجد المكثف فى منتدياتهم.
قلت لأمانى عصفور: لقد كنت أراقب السيسى فى جلساته مع الرؤساء الأفارقة فى منتدى شرم الشيخ، كنت أسمعه يتكلم عن «التكامل» الاقتصادى بين دول القارة بدلاً من المنافسة، كنت أسمعه يتكلم عن «مستقبل التعاون»، كنت أسمعه يتكلم عن العائد الكبير غداً وليس اليوم، كنت أسمعه يقول بحسم «إن التنمية تحتاج إرادة قاطعة» كنت أسمعه يقول «نحن ملتزمون بإنشاء شبكات ربط وطرق تعزز التكامل» كلام مهم على لسان رئيس مصر والهدف: جذب مزيد من الاستثمارات وتدفقات رؤوس الأموال لتنمية القارة.. ماذا بعد؟
قالت: الله يكون فى عونه لأنه يسافر ويصحب معه رجال أعمال علشان يعملوا بزنيس، بيسافروا ويقابلوا الناس بس مفيش بعد كده متابعة، والحكاية ليست مقابلات والسلام، الحكاية تواصل ومعرفة، أقول هذا من واقع ارتباطى كرئيسة للاتحاد العالمى لسيدات الأعمال وأنا أول عربية أفريقية أمسك المنصب ده وكان حكراً على أمريكا وأوروبا.
معلومات
■ د. أمانى عصفور أستاذة أطفال فى المركز القومى للبحوث وعندها شركة أجهزة طبية.
■ لا تستثمر فى أفريقيا لأن الأجهزة الطبية كلها لها وكلاء ولكنها أسست شركة اسمها «رؤية أفريقية» هى استشارات تجارية لزيادة التجارة بين دول أفريقيا.
■ مصر لديها تجارة مع دول الكوميسا بمقدار 22 مليار دولار وبيننا وبين العالم 300 مليار دولار ومصر تصدر لدول الكوميسا بما قيمته 2٫5 مليار دولار فقط منها مليار ونصف لليبيا والسودان.
■ أقرب معرض لنا سيكون فى جيبوتى.. إنه معرض للاستثمار والبنية التحتية.
■ رغم أن فى مصر 165 مصنعاً للدواء، لكن القارة الأفريقية تستورد الدواء من الصين والهند لأنهم «عارفين السكة كويس» لكى تبيع الدواء لابد من تسجيله.
■ لم تستطع المصانع المصرية للدواء أن يكون لها مكان فى القارة لأن هذا يحتاج مثابرة ونفسا طويلا الأمر يحتاج إلى تحالفات وهذا ناقص فى مصر.
سألت د. أمانى عصفور: هل نحتاج إلى وزير للشأن الأفريقى؟
قالت بحماس وثقة: لازم.
قلت: هل ينبغى أن يعود الدور الذى كان يقوم به «محمد فايق»؟
قالت بنفس الحماس والثقة: لازم.
قلت: معنى هذا أن الجهد المصرى الأفريقى فى زمن عبدالناصر كان أكبر مما هو الآن؟
قالت: أهم شىء قبل المقارنة هو الاقتناع بالهوية وأن «أنا أفريقى أتكلم العربية»، إذا لم يكن لدى قناعة بأن هويتى أفريقية لن أحقق شيئاً ولن تصل رسالتى، إحنا اتفقنا يا أستاذ مفيد أن التجارة البينية بين الدول لا تعتمد على الحكومة بل تعتمد على القطاع الخاص والقطاع علشان ينهض لابد من تحالفات والتحالفات المصرية دى تكون حاضرة وموجودة فى كل المنتديات. قاطعتها: هل عند المستثمر المصرى عقدة خوف؟
قالت: هو يسمع عن القارة الأفريقية ما لا يسره ويخاف من ظلام القارة وعدم معرفة الواقع، يخاف من الأمراض والأوبئة، هناك آليات جديدة من خلال مجلس أعمال الكوميسا هو الدليل والمرشد الأمين.
معلومات
■ مجلس أعمال الكوميسا تأسس منذ 15 سنة، والآن له دور أكبر وأصبح صوت القطاع الخاص.
■ من مهام المجلس سياسات داعمة للقطاع الخاص الأفريقى ومن الممكن تغيير قوانين وتشريعات لزيادة التجارة البينية لدول الكوميسا.
■ نحاول دعم تجارة الدواء فى 19 دولة ليكون هناك تناغم.. نحاول الدعم الفنى بتدريب أفارقة من كل الفئات.
■ النقطة الأساسية والمحورية هى إيجاد قاعدة بيانات أفريقية لقراءة الواقع صح.
سألت: من أفسد دورنا فى سد النهضة؟
قالت أمانى عصفور: «حكم الإخوان سببوا ضررا كبيرا لمصالح مصر» وفى الإعلام بنحكم بعضنا وأحياناً نسىء إلى الشعب الإثيوبى، وعندما قابلت السيدة الأولى فى إثيوبيا قالت لى «إن الإعلام فى مصر بيعضد هوة بينا وبينكم» الأفارقة لما يزوروا مصر ويشوفوا النيل يتصوروا أننا عايشين فى جنة وازدهار ورخاء ومياه فائضة، نحن لم يصل صوتنا عن الصور الحقيقية والجفاف المائى والصحارى.
قاطعتها: هل الصورة الذهنية عن أفريقيا واضحة للمصريين؟
قالت: هم شايفين أفريقيا مجاعات، وأمراض، وأخطار وهذا غير صحيح، لابد من دور شباب يوضح الصورة المغلوطة.
قلت: ما دور وزير فى الحكومة المصرية للشأن الأفريقى؟
قالت: مطلوب مجلس أعلى، أعضاؤه ناس بتحب أفريقيا مؤمنة بالقارة، حافظة إمكانياتها، تفكر خارج الصندوق.
سألت د. أمانى عصفور: من يشوه صورتنا عند الأفارقة؟
قالت: الغرب طوال الوقت يبث فى النفوس الأفريقية أن «دول عرب ولونهم أبيض ومش أفارقة» وهذا أهم شىء يجب أن يشغلنا ترسيخ الهوية الأفريقية، إن إحنا أفارقة وتحت الاتحاد الأفريقى 55 دولة تشملنا كلنا وأن أفريقيا فيها رخاء وفيها تكامل «لازم دى تكون الرؤية بتاعتنا اللى المفروض أن إحنا نتبناها لأنها هى أجندة الاتحاد الأفريقى 2063 لأنها تعمل على نهضة أفريقيا».
سألتها: كيف ترى السفيرة «منى عمر»؟
قالت: شخصية لها احترامها وكل الناس يكنون لها الاحترام والتقدير لأنها عاشقة لأفريقيا ولها صلات كتير فى أفريقيا والأهم من ذلك لها رؤية أفريقية.
قلت: هل الشأن الأفريقى على أجندة الرئاسة؟
قالت: حاضرة بشدة فى زياراته ولقاءاته ودعوات الشباب الأفريقى إلى مؤتمر الشباب فى شرم الشيخ وفى أحاديثه السياسية وتربطه صداقات شخصية ببعض القادة الأفارقة.
سألت: هل عندنا أرقام عن السياح الأفارقة؟
قالت: ليس لدى إحصائية رسمية!
قلت: ملناش أو بالمناسبة أطلقت مبادرة جديدة «جراند أفريكا تاور» يعنى الناس تيجى تزور القارة الأفريقية من القاهرة إلى كيب تاون بحيث إن السايح ييجى ياخد أفريقيا بشكل كامل ويبتدى بمصر وينتهى بجنوب أفريقيا.