x

مارلين سلوم مهزلة اسمها «ديمقراطية أمريكا» مارلين سلوم الخميس 21-12-2017 13:57


الرئيس الأمريكي يهدد بوقف المساعدات المالية عن الدول التي لن تصوت في الأمم المتحدة للقدس عاصمة إسرائيل.. «يا القدس اسرائيلية يا بلاش».. فعلاً لا نصدق ما نسمعه وما نراه. هل يعقل أننا نمشي بالزمن إلى الأمام ونتقدم؟ هل فعلاً هذا الرجل هو رئيس لأكبر دولة والتي من المفترض أن تشرئب الأعناق كلما تحدث؟

الرئيس يهدد، فهل نخاف ونتراجع؟ يقول «إنهم يأخذون مئات الملايين من الدولارات وربما مليارات الدولارات ثم يصوتون ضدنا»، ونحن نسأله: أمريكا ممن تأخذ الأموال؟ كم ضريبة يدفع العالم الثالث من أجل أن تحيا أمريكا؟ كم مرة تأتي حروب ولا ترحل عنها، لأن المخطط الأمريكي يجب أن يكون.. أو لا نكون؟ وكأنه لا يعلم أن كل الدول تحتاج إلى الأمن والاستقرار ووقف التلاعب بمصائرها والمتاجرة بأرواح أبنائها وبأرضها لا الملايين والمليارات التي يهدد بقطعها!

كيف يمكن للدول الذاهبة إلى الأمم المتحدة أن ترضى بالتهديد فترضخ مذلولة؟ أليس في هذا التحدي خرقاً فاضحاً ووقحاً «للديمقراطية» التي تتغنى بها أمريكا، وإثباتاً مدموغاٌ بتوقيع ترامب أن دولته لا تعرف إلا الديكتاتورية في قراراتها، وأن رئيسها غير الدبلوماسي لا يتحلى بأي حكمة؟

هل نخاف من التهديد؟ من يخاف لا يمكن أن يكون سيد قراره، فهو إما مأجور وخائن، وإما ضعيف لا يستحق أن يحكم بلده ولا يستحق ثقة شعبه ولا يستحق أيضاً أن يحمل هوية البلد التي يمثلها والمؤتمن عليها. من يرضخ للتهديد هو مستعمَر وإن كان بلده حراً.

من يصدّر الإرهاب إلى العالم؟ من يشعل الفتن والحروب كي يتسلل إلى دول غنية بثرواتها الطبيعية وتراثها وحضارتها فترضخ وتنهار ليسود هو، فيأخذ الملايين والمليارات من الأموال ويأخذ معه الأمان والأحلام.. بل يسرق شبابها ويشرد كبارها وأطفالها ويقتل رجالها؟

هل يسكت العالم طويلاً أمام هذه المهزلة التي اسمها «ترامب»؟ ربما تضحك الشعوب وتنشغل بالنكت التي يطلقونها عليه، ويحللون نفسيته وشخصيته من خلال حركة جسده ويديه وملامح وجهه، وترامب ينزعج فعلاً من تلك السخرية ويقلق ويشاهد التلفزيون ويتابع الأخبار.. لكنه في المقابل يشغل العالم بجنونه ويفعل ما يشاء، فهل يتركونه اليوم يلهو بنا وبتاريخنا ومقدساتنا وبقدسنا؟

لا تتأثر أمريكا بحملات المقاطعة الاقتصادية التي تدعو إليها بعض المنظمات والجمعيات وبعض الأفراد، بل نتأثر نحن إن لم نقف في وجه هذه الوقاحة السياسية، وإن خافت بعض الدول من التهديدات.. القدس ليست لإسرائيل ولن تكون، ولا تشترى وتباع بالأموال، ولا المليارات تشتري الضمائر الحية والمخلصة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية