x

«وصمة الإيدز».. مرضى تحت «مقصلة المجتمع»

الأربعاء 13-12-2017 21:14 | كتب: آلاء عثمان |
مستشفى الحميات «صورة أرشيفية» مستشفى الحميات «صورة أرشيفية» تصوير : اخبار

فى الأول من ديسمبر الجارى، زُينت صدور عدد من الشخصيات العامة والعاملين فى منظمات دعم حقوق المُصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة «إيدز» بشريط أحمر صغير، رمز حملة مناصرة المصابين بهذا الفيروس عالميًا، ورغم اهتمام الآلاف وما عقد من مؤتمرات ندوات حول العالم احتفالا باليوم العالمى لمكافحة الإيدز، توفيت سيدة مؤخرًا، فى منطقة بولاق الدكرور، بالجيزة، لأسباب- وفق ما تردد على لسان جيرانها- وثيقة الارتباط بإصابتها «بالإيدز»، إلا أن المرض ذاته لم يسلب ربة المنزل والأم لطفلين حياتها، بل «اتخذت قرار الانتحار» عقب قرار مجلس عرفى بمنطقة سُكناها طردها وأسرتها من المنطقة لإصابتها بالإيدز، بحسب بعض الروايات.

من وجهة نظر العاملين فى مجال الدعم النفسى والاجتماعى لمرضى الإيدز لا تبدو الحادثة خارجة عن نطاق المألوف، فالطرد والمقاطعة مجرد أطياف من أشكال اضطهاد مجتمعى يتعرض لها المصابون بالإيدز جراء ما يتبع المرض من وصم اجتماعى شديد.

يحاول شريف عبدالعزيز، الناشط فى مجال الاستجابة لمرض الإيدز، وضع تأريخ للوصم الاجتماعى الملاحق للفيروس، إذ يعود لاكتشاف الفيروس فى ثمانينيات القرن الماضى، والذى اقتُرن بشكل خطأ بفئات معينة من المجتمع بينهم المثليون جنسيًا، ما أدى لظهور الوصم العالمى الذى تراجع فى مناطق عدة حول العالم، بيد أنه لم يتراجع بالقدر ذاته فى مصر، ويقول: الوصم موجود بسبب المعلومات الخاطئة والشعور بالذنب والعار الملاحق للمصاب، فى حين حملات التوعية بالمرض بشكل جاد بدأت خلال الـ10 سنين الماضية.

ويحدد عبدالعزيز عددا من أبرز المعلومات الجوهرية حول مرض الإيدز الواجب أن يتعرف عليها المجتمع، ليعيد فهم المرض بطريقة صحيحة، دون سوء فهم أو تصورات وهمية: أول شىء لازم الناس تعرفه هو طرق الانتقال الحقيقية لمرض الإيدز، وهى طرق متنوعة للغاية، وأى حد معرض أنه يكون مصاب بالمرض فى أى وقت، هو مش مقتصر على فئة بعينها، يؤكد عبدالعزيز كذلك أنه على عكس الشائع أن مرض الإيدز له علاج دوائى ومن حق كل مريض أن يحصل على جرعاته الدوائية بشكل دائم كأى من المصابين بأمراض مزمنة كارتفاع ضغط الدم أو السكر.

على أرض الواقع يلعب الوعى دورًا كبيرًا فى قدرة المتعايشين مع فيروس الإيدز على الدفاع عن أنفسهم، عندما يأتى الأمر للإقصاء المجتمعى الممنهج، إذ يعتبر كما يوصف ظرفا مُتكررا، سواء كان طردا لطفل أو شابا من المدرسة لإصابة أحد الوالدين أو مقاطعة أفراد العائلة لأيهم بسبب إصابته بالفيروس، أو حتى طرد من وظيفة رسمية أو منطقة سكنية فيقول: الاضطهاد للأسف متكرر لكن اللى بيوصل منه للإعلام بيكون الأكثر تطرفًا وأغلب الناس نتيجة لغياب الوعى أو الرغبة فى تفادى انتشار الخبر أو الفضيحة، بيقبلوا الحلول العرفية وبيرضخوا لها، فى حين أن له خطوات قانونية أو قضائية بسيطة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية