x

كيف تابع اليمنيون في مصر مقتل «صالح»؟: «المحاكمة بدلاً من القتل الدموي»

الإثنين 04-12-2017 22:50 | كتب: نورهان مصطفى |
علي عبدالله صالح علي عبدالله صالح تصوير : آخرون

أمام شاشة التلفزيون، جلسَ «سعيد»، 27 سنة، داخل منزله الكائن بحي الدقي، المشهور بكثرة تواجد اليمنيين، يتابع أحوال اليمن، يُقلب عينيه بين القنوات الإخبارية، حتى وجد أحد القنوات تبّث خبرًا يقول «مقتل على عبدالله صالح على يد الحوثيين»، الأمر الذي جعله يردد جملة واحدة دون انقطاع: «جريمة قتل شنعاء».

قبل أسبوع، جاء «سعيد» من اليمن إلى مصر، مصطحبًا شقيقه المنضم إلى صفوف التحالف العربي، بعد إصابته في أماكن متفرقة من جسده خلال الحرب، ورغم ذلك، قال إنهم حزِنوا على ما أصاب بلدهم، عندما شاهدوا فيديو مقتل الرئيس اليمني السابق، كمّا يشرح: «دي جريمة قتل شنعاء، كان الأفضل إنه يتسجن بدل المشاهد الدموية».

«أُصبت في عيني اليمين خلال الحرب»، طلبًا للعلاج أيضًا، جاء محمد على، 20 سنة، إلى مصر منذ شهر تقريبًا، طاف خلال أيامه على مستشفيات العاصمة، وقبل أن يذهب إلى جلسته العلاجية، اليوم، أخبره أصدقائه بمقتل «صالح»، ما جعله يعود بذاكرته إلى الحرب ويتابع نشرات الأخبار رغم ضعف بصره، قائلاً: «حزين على اليمن».

يُعرف حي الدقي بأنه مركز تواجد اليمنيين في مصر، يتراوح عددهم ما بين 80 و100 ألف شخص، وفقًا لتصريحات، إبراهيم الجهمى، ملحق شؤون المغتربين بالسفارة اليمنية بالقاهرة، والذين جاءوا إما للعلاج أو يعملون في المطاعم اليمنية المنتشرة في أرجاء الحي.
أمام أحد المطاعم اليمنية، وقف صدام جمال، 25 سنة، غير مكترث بما يحدث في اليمن، يُعرفك على نفسه «أنا من جنوب اليمن، إحنا مظلومين»، ثم يتذكّر منذ صباه

كيف تفتحّت عيناه على وجود الرئيس اليمني، على عبدالله صالح: «لم نر في الجنوب أي تحسن في أحوال الأحوال سواء في الصحة أو التعليم».
جعلت الحرب «صدام» يتقلب يمينًا ويسارًا بين عدة أعمال هامشيّة، حتى أُصيب وجاء إلى مصر بحثًا عن العلاج، ولكن الحرب لم تتركه، فتلقى خبر وفاة على عبدالله صالح أثناء تواجده في المطعم: «حزين إنه بشر واتقتل بالشكل ده، لكن مش حزين عليه».

«إحنا وعينا على صالح»، جملةٌ يقولها «عمر»، 24 سنة، طالب إدارة أعمال، جاء إلى مصر بحثًا عن متنفس للترفيه وهربًا من الحرب، منذ شهرين، ولكن أخبار اليمن لاحقته أيضًا، كما يقول: «كُنت نايم صحتني عمتي وهي تبكي منهارة تقول (صالح مات)».

يرى «عمر» أن مقتل «صالح» بطريقة دموية، وصمة عار في جبين اليمن، كما يقول: «اليمن مكنش فيها صحة ولا تعليم، لكن مكنش دموي، كُنا نتمنى يحاكم محاكمة عادلة على أخطائه، ولا يُقتل هكذا على يد جماعة وحشية»، مضيفًا: «مثلما كان مُحنك سياسيًا، كان سيئ».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية