x

خريطة التحالفات القبلية في اليمن.. تاريخ من الصراع

الإثنين 04-12-2017 17:06 | كتب: عبد الفتاح بدوي |
قادة القبائل اليمنية والسياسيون يشاركون في مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء، 23 فبراير 2012. - صورة أرشيفية قادة القبائل اليمنية والسياسيون يشاركون في مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء، 23 فبراير 2012. - صورة أرشيفية تصوير : أ.ف.ب

المكوّن القبلي ركيزة أساسية في التركيبة الاجتماعية اليمنية، كياناتٌ معترف بها، لها أعرافها وتقاليدها الراسخة، والأهم من ذلك لها مسلحوها، نفوذ هذه القبائل لعب دورًا أساسيًا في المشهد السياسي اليمني خلال العقود الماضية، لكن اليوم بات أكثر تأثيرًا من ذي قبل، خاصة أن الصراع بين القبائل لا شك انتقل إلى مرحلة جديدة بعد اغتيال الرئيس اليمني المخلوع على عبدالله صالح، وهو الذي كان يتزعم المليشيا التي ترفض حكم الرئيس الشرعي الجديد عبدربه منصور هادي.

كثيرة هي قبائل اليمن، لكن ثلاثًا منها هي الأكثر وزنًا في ميزان التحالفات السياسية، والحديث هنا يدور عن قبائل حاشد، وبكيل، ومدحج، حيث تتركز معظم القبائل في الشمال، باستثناء قبيلة مدحج التي تتواجد في الجنوب.

وعلى مر التاريخ قدّر حكام اليمن الدور السياسي الهام للقبائل، فتحالفوا مرات معها، وحاربوها مرات أخرى، آخر هؤلاء كان الرئيس المخلوع على عبدالله صالح، الذي استطاع إدارة الصراع القبلي بحنكة لصالحه، حتى أنه كان يطلق على نفسه لقب «الراقص على رؤوس الثعابين»، حتى التهمه في النهاية حلفاؤه الحوثيون الذين سمح لهم بالسيطرة على صنعاء ومساحات واسعة من اليمن عقب تنصيب عبدربه منصور هادي، رئيسًا شرعيًا للبلاد.

ولاءات سياسية

أما عن الولاءات السياسية لـ«بكيل»، القبيلة الأكبر في اليمن، فأهم مكوناتها هي «ذو محمد» و«ذو حسين» و«ذو هيلان»، وتدين كلها بالولاء لصالح، أما المكون الرابع وهو قبيلة «أرحب» فينقسم ولاؤها بين الرئيس المخلوع على عبدالله صالح والشيخ صادق الأحمر، أحد زعماء حزب الإصلاح.

كان يتزعم قبيلة بكيل، أو جنود على عبدالله صالح المخلصون كما يطلق عليهم البعض، الشيخ سنان أبولحوم، والشيخ ناجي بن عبدالعزيز الشايف، وتدعم قبيلة بكيل في معظمها جماعة الحوثي، كامتداد لدعمها التاريخي لصالح، وإن كان فرعها المسمى أرحب يميل بولائه بعض الشيء إلى حزب الإصلاح، ما جعلها في مرمى نيران الحوثيين، حلفاء رؤوس القبيلة.

أما قبيلة حاشد، ثاني أقوى القبائل اليمنية، وهي القبيلة التي ينحدر منها صالح وغريمه اللدود الشيخ صادق الأحمر، وقد قسمت الثورة اليمنية في 2011 حاشد إلى موالين لصالح وآخرين موالين للأحمر، وهو التقسيم الذي جعل لاحقا جزءا من القبيلة يصطف إلى جانب الحوثيين، فيما اصطف جزؤها الآخر إلى جانب حزب الإصلاح الذي يقوده «الأحمر».

صالح والأحمر

ومع دخول الحوثيين إلى صنعاء طُرد موالو الأحمر خارج اليمن بأمر من ابن عمهم حليف الحوثيين المقتول على عبدالله صالح.

وبعكس بقية القبائل ذات الاصطفاف التقليدي تبدو قبيلة مدحج والمدن الجنوبية المجاورة لها أكثر المناطق تأثرا بالمشهد السياسي اليمني، إذ تنقسم الولاءات فيما بينها إلى موالين لصالح وموالين للرئيس عبدربه منصور هادي، لكن الخلاف المذهبي بين أبناء مناطق البيضاء ومأرب والجوف تحول دون قيام حلف متماسك مع الحوثيين، أما داعمو شرعية هادي فهم أبناء مناطق عدن وتعز والعوالق وشبوة.

خريطة التحالفات القبلية السياسية هذه تظهر أن القوة التي يتمتع بها الحوثيون قبليَّة أكثر منها عسكرية، وهي عائدة بشكل أساسي لحليفهم المخلص السابق على عبدالله صالح، ونجله أحمد، الذي رقص على رؤوس الثعابين حسب تعبيره، وحوّل أعداء البارحة إلى «أصدقاء اليوم»، ثم ما لبث هؤلاء الأصدقاء أن انقلبوا عليه وقرروا التخلص منه لينفردوا بالحكم فهل يهنأ لهم حكم «اليمن السعيد»؟.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية