قبل الرئيس السوري بشار الأسد، الثلاثاء، استقالة حكومته برئاسة محمد ناجي عطري، حسبما أعلن التليفزيون السوري في الشريط الإخباري، بعد الاحتجاجات التي طالت العديد من المدن السورية، في خطوة يراها الكثيرون محاولة من الرئيس السوري لاحتواء موجة الاحتجاجات التي بدأتها مدينة درعا (جنوب البلاد).
كان فاروق الشرع، وزير الخارجية السوري، قال في تصريحات للصحفيين في دمشق، الثلاثاء، إن الرئيس الأسد سيلقي كلمة هامة خلال اليومين القادمين «تطمئن كل أبناء الشعب، فترقبوها باهتمام لأنها هامة»، لكنه لم يدل بمزيد من التفاصيل عن هذه الكلمة.
وتعليقا على حديث الشرع، قال عضو مجلس الشعب السوري محمد حبش في اتصال مع قناة الجزيرة، إن ما ينتظره الناس من خطاب الرئيس الأسد هو إعلان رفع قانون الطوارئ الذي أعاق الحياة في البلد، وإقرار قانون الأحزاب والإعلام، وأضاف «كما ننتظر تبييض السجون وإطلاق معتقلي الرأي كافة ، بحيث يرتاح الناس وتتحول مطالبهم إلى مطالب عادية».
ميدانياً، نقل عن شهود عيان قولهم إن احتجاجات جديدة اندلعت الثلاثاء، في مدينة درعا للتنديد بقانون الطوارئ وإن قوات الأمن السورية أطلقت النار على المتظاهرين، لكن السلطات السورية نفت إطلاق النار على المحتجين.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر سوري مسؤول قوله، إن الأنباء التي نقلتها وسائل إعلام عن إطلاق النار من قبل قوات الأمن بعد ظهر الثلاثاء على متظاهرين في مدينة درعا «عارية من الصحة».
لكن شاهد العيان محمد توفيق، من درعا، أكد للجزيرة أن قوات الأمن السورية أطلقت النار في الهواء لتفريق المتظاهرين في المدينة، وأن المتظاهرين الذين حملوا لافتات تطالب بالحرية والمساواة والعدالة والقصاص لشهداء المدينة ردوا برشق قوات الأمن بالحجارة.
وأشار توفيق إلى أن المدينة أفاقت على تواجد أمني كثيف في جميع أنحائها، وأوضح أن قوات الأمن منعت المواطنين من إقامة عزاء جماعي للشهداء الذين سقطوا برصاص قوات الأمن في المدينة في الأيام الماضية.
وكان مصدر رسمي سوري أكد أن 12 شخصاً قتلوا بينهم عناصر من الأمن في الاحتجاجات التي شهدتها مدينة اللاذقية في اليومين الماضيين، كما انتشرت الاحتجاجات الجمعة في أنحاء سوريا، في ما وصفته رويترز بتحد لحكم أسرة الأسد المستمر منذ 40 عاماً، بعد مقتل العشرات في الاحتجاجات بجنوب البلاد.