أعلن قصر الإليزيه، الجمعة، ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لبحث الملف السوري والعلاقات الثنائية.
وذكر الإليزيه، في بيان، أن الرئيس ماكرون ذكر بالخطوط الحمراء التي تم التأكيد عليها بشأن الملف السوري في لقاء فرساي (فرنسا) بين الزعيمين حول حظر الاسلحة الكيميائية والحاجة الملحة لايصال المساعدة الإنسانية، وشدد على ضرورة العمل في الأسابيع القادمة من اجل تجديد مهمة آلية التحقيق المشتركة بين الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية، معتبرا أن تلك الالية التي جرى تفعيلها بموافقة روسيا ولا يمكن التشكيك في منهجيتها وحيادها، أظهرت فاعليتها لتحديد المسئولين عن الهجمات الكيميائية بينها هجوم (خان شيخون) في 4 أبريل.
وطالب الرئيس الفرنسي بضرورة قيام الاعضاء الدائمين بمجلس الأمن على إنهاء استخدامات الأسلحة الكيميائية والحفاظ على نظام عدم الانتشار الذي يمثل التشكيك فيه تهديدا للأمن الجماعي، ولفت إلى أن باريس لن تتنازل عن مكافحة الإفلات من العقاب وعن التفكيك الكامل والتام للبرنامج الكيميائي السوري، ودعا روسيا إلى استخدام كل نفوذها على النظام السوري لضمان إيصال المساعدات الإنسانية في أقرب وقت لا سيما في الغوطة الشرقية حيث يعيش مئات الآلاف من الاشخاص في ظروف صعبة.
وأوضح بيان الرئاسة الفرنسية أن الرئيس ماكرون أحيط علما بالمشاورات التي جرت في إطار عملية آستانة، وأكد لبوتين أهمية التقدم في المسار السياسي باعتباره الحل الوحيد لإرساء سلام دائم في سوريا ومنع ظهور معاقل جديدة للارهابيين، مذكرا بضرورة أن تندرج كل الجهود من أجل التسوية السياسية ضمن الإطار الذي حدده مجلس الأمن الدولي.
وأكد الرئيس ماكرون أن باريس مستعدة للعمل دون تأخير مع روسيا وأعضاء مجلس الأمن الدائمين والقوى الإقليمية لإتاحة إجراء انتقال سياسي وذات مصداقية والحفاظ على وحدة سوريا وحماية الأقليات.
وذكر البيان أن الرئيسين الروسي والفرنسي تطرقا إلى ضرورة التنفيذ الصارم للاتفاق النووي الإيراني وأكدا تمسكهما بالحوار المنتظم والصريح بينهما، وأن ماكرون أشاد بدينامية العلاقات الثنائية تنفيذا للتوجهات المتفق عليها خلال زيارة الرئيس الروسي لمدينة فرساي الفرنسية في مايو الماضي.
وأكد ماكرون أهمية الروابط القائمة بين المجتمعين المدنيين الروسي والفرنسي، معتبرا أنها ستزداد قوة بإطلاق بحلول نهاية العام (حوار تريانون) في إشارة إلى القصر الذي التقى فيه الزعيمان بمدينة فرساي في مايو الماضي، بحسب بيان الإليزيه الذي أفاد أيضا باتفاق الزعيمين على مواصلة المشاورات وتبادل الزيارات خلال الفترة القادمة.