x

أول حوار مع قيادى في داعش بعد القبض عليه في سوريا (نص كامل)

مسؤول الحدود فى «داعش» يكشف لـ«المصري اليوم» خبايا التنظيم وعقيدته
الإثنين 23-10-2017 22:14 | كتب: صفاء صالح |
المصري اليوم تحاور«عصام الدين عدنان » المصري اليوم تحاور«عصام الدين عدنان » تصوير : اخبار

يجلس اليوم حليق الذقن، قصير الشعر على عكس هيئته التي اعتاد عليها منذ مجيئه من المغرب منذ أكثر من 4 أعوام، للانضمام لتنظيم أقنعه بأنه يمكنه أن يبنى هنا في سوريا دولة للخلافة، يتحدث مسؤول ملف الحدود في تنظيم داعش للمرة الأولى عقب القبض عليه في عملية تحرير الرقة، ويكشف عن أسرار دخول الأجانب إلى سوريا عبر الحدود التركية، وكيف كانت تركيا وليبيا مساعدا لانتقال المقاتلين المصريين بالتنظيم من سوريا إلى ليبيا ومنها إلى سيناء بهويات ليبية مختومة بأختام مطارات طرابلس ومصراتة وبنغازى، يشرح لنا كيف تم نهب بترول وآثار سوريا وخروجهما مقابل دخول شحنات الأسلحة وغض الطرف عن دخول المقاتلين الأجانب.. كما يكشف عن كواليس التنظيم الدموى واغتصابه للأطفال الأيزيديين تحت مسمى الغلمان.. وإلى نص الحوار:

المصري اليوم تحاور«عصام الدين عدنان »

■ هل لك أن تعرفنا بنفسك؟

- اسمى عصام الدين عدنان من الرباط بالمغرب مواليد 1983، خريج هندسة وكنت أعمل في الأعمال الحرة ببلدى المغرب.

■ متى انضممت لتنظيم «داعش».. وما هو سبب انضمامك؟

- انضممت للتنظيم في شهر سبتمبر 2013، كانت الأسباب كثيرة فإلى جانب الخلفيات الأيديولوجية لدى في فترات سابقة كان أول سبب مقنع هو ما كان يعيشه الشعب السورى من ظلم وقهر ومشاهد دامية كنا نراها على شاشات التليفزيون، وما كان يحدث في الثورات العربية وتأثيرها الكبير وكنا جميعا ضد الظلم والاستبداد والطغيان، إلى جانب تأثير الحركات الإسلامية علينا.

■ هل كنت تنتمى لأى حركة إسلام سياسى قبل داعش؟

- لا ولكنى كنت محسوبا على المعارضين السياسيين للديوان الملكى، ثم مع الالتزام الدينى بدأ الأمر يتغير، باتت النظرة أن المسلمين يجب أن يكون لهم كيان وقوة حتى يحموا الشعوب المضطهدة.

■ كيف أتت إليك فكرة الذهاب إلى سوريا والانضمام للتنظيم؟

- لم تكن فكرتى، ولكن التواصل بدأ مع شباب مصرى نشط على فيسبوك وقت الثورات العربية.

■ مع أي من هؤلاء الشباب تواصلت وكيف وصلت لذلك المصرى؟

- كان هناك أشخاص يحملون أسماء مستعارة على فيسبوك، وكنت شغوفا بمتابعة الثورات العربية وكان الشباب الإسلامى في مصر من أنشط العناصر حتى داخل الميدان، وبدأت أنصت لبعض الأصوات التي نادت بأن هذه الثورات يجب أن تصحح وأن تكون أهدافها إسلامية، ثم نشط خلال هذه الفترة سفر المصريين إلى الأراضى السورية، وكان الشخص الذي تعرفت عليه اسمه الحركى عامر المصرى وهو مهندس من المنصورة قتل بعد ذلك في إحدى المعارك، وصل قبلى إلى سوريا، وبدأ يحثنى على المجىء ويخبرنى أن النظام السورى سوف يزول قريبا ويجب أن أكون مساهما في الأمر، وشرح لى مسار الدخول عبر تركيا، وهو من سهل دخولى عبر مهربين من تركيا إلى سوريا، وكان بانتظارى داخل الأراضى السورية بعد أن أمدنى بأرقام المهربين للتواصل معهم، وكان الدفع للمهربين من خلال التنظيم نفسه.

■ ومن أي المعابر دخلت إلى الأراضى السورية؟

- دخلت عن طريق الحدود من منطقة تل أبيض ومكثت فترة في ريف تل أبيض في صحبة عامر المصرى، الذي اصطحبنى بعد ذلك إلى حلب، وتوسط لى لدى امرائه كى يوفروا لى عملا معه وكان هو يعمل على الحدود في استقبال المهاجرين الجدد ووافق الأمراء على عملى معه لإجادتى لغة ثانية، كما أنهم كانوا يفضلون أن يستقبل المهاجرين على الحدود مهاجرون مثلهم وليس السوريين.

■ وما المدة التي قضيتها على الحدود؟

- بعد شهر ونصف في منطقة تل أبيض انتقلنا للعمل في حلب ثم إدلب من بعدها، كان العمل دائما على الحدود مع تركيا لتسهيل دخول المهاجرين واستقبالهم.

■ كيف كنتم تمارسون عملكم في التهريب دون أن تعترض طريقكم السلطات التركية؟

- السلطات التركية لم تعترض عملنا على الإطلاق، وأحيانا كان المهاجرون يدخلون بختم تركى رسمى خاصة في معبر عزاز (بوابة السلام) وكذلك باب الهوى كنا نستقبل المهاجرين منها بشكل رسمى، وكان بعض الأشخاص يلجأون للتهريب فقط لأنهم هم الذين لا يريدون لجوازاتهم أن يظهر بها أنهم دخلوا سوريا عبر تركيا خوفا من بلدانهم إذا عادوا إليها، فكانوا يختارون طريق التهريب عبر البوابات غير الرسمية التي فتحت بحجة إغاثة اللاجئين مثل بوابة أطمة بريف إدلب، ونهر العاصى نفسه كان معبرا للتهريب، وهو نهر عرضه 4 أمتار في داركوش، يعبره المهاجرون بحضور الحرس التركى الذي كان أقصى ما يفعله هو أن يطلق طلقات بالهواء، في البداية كنا نخاف حتى أخبرنا الأمراء بأن هذه الطلقات إعلان بدء التهريب أو إيقافه.

■ هل كان التهريب مقتصرا على البشر عبر هذه البوابات؟

- جموع من السيارات كانت تنطلق كل ليلة مع بداية الطلقات محملة بنفط وبشر وبضائع مثل السجائر والشاى وغيرهما.

■ بصفتك كنت مسؤولا عن الحدود لمدة سنة و7 شهور كيف كان يدخل السلاح ليد داعش؟

- الفترة التي كنت بها في إدلب كان السلاح متوفرا داخل الدولة السورية في ذلك الوقت، لكن كنا نرى في بوابة أطمة أو باب الهوى دخول شاحنات من الذخيرة، طبعا لم تكن تأتى للتنظيم مباشرة لأنه كان في بدايته، ولكن كانت تأتى باسم بعض الفصائل مثل أحرار الشام أو المجلس العسكرى وكانت توضع في المستودعات بالأراضى السورية ثم يشتريها داعش، ثم بعد ذلك رأينا بعض الأسلحة لا يمكن أن تأتى إلا من خلال حكومة رسمية مثل صواريخ ومدفعيات مضادات الدروع أو غيره من السلاح الصينى أو الأمريكى، فهذا السلاح تصديره صعب يجب أن يشترى عن طريق حكومة، أما السلاح الروسى فكان التنظيم يحصل عليه من مافيا السلاح ولكن كل هذه الكميات من السلاح صعب أن تتوفر داخل الأراضى السورية كغنائم لأن السلاح كان جديدا وكذلك الرشاشات والأسلحة الآلية كانت جديدة في صناديقها وكذلك مواد التفجير وأجهزة اللاسلكى، فكانت مواد التفجير كالسماد (مادة النترات) وفتيل التفجير وكل هذه المواد المحظور تداولها بالأساس مثلا كانت تدخل عبر تركيا بشكل رسمى عن طريق بوابة السلامة وبوابة باب الهودى وحتى بوابة تل أبيض وهذا في المرحلة التي كانت فيها «داعش» مجرد فصيل وسط الفصائل.

■ ولكن التنظيم أعلن عن نفسه كتنظيم دولة؟

- هناك تفاصيل تاريخية تحكم ذلك فمثلا باب الهوى أول من سيطر عليه كان جبهة النصرة، وتل أبيض أخذته فصائل أخرى ثم أخذه داعش ولكنها لم تكن تتواجد مباشرة بل كانت تضع فصيلا من الجيش الحر تابعا لداعش على البوابات، ورصدت ذلك بنفسى في تل أبيض حيث كان به فصيل من الجيش الحر التابع لداعش، وكانت هذه الفصائل تتولى مراقبة البضائع وتسهيل مرور الأشخاص.

■ كيف تكونت داعش في سوريا مع وجود القاعدة ممثلة في جبهة النصرة؟

- حكى لى عامر بحكم أنه سبقنى في الالتحاق بالتنظيم منذ نشأته أنه في البداية كانت جبهة النصرة تابعة للقاعدة، ثم بدأت تؤخذ البيعات للبغدادى وكان يعين أشخاصا تابعين له من تحت الطاولة حتى يسحب البساط من الجبهة وقائدها الجولانى.

■ ماذا تعرف عن عامر المصرى وظروف دخوله سوريا للجهاد مع داعش؟

- في البداية لم تكن فكرة الجهاد من البداية بل أتى عامر بنفس منطقى في زمن الثورات مع الحس الدينى لأننا لم نتربّ وسط أحزاب سياسية ولم يتأثر فكرنا بشىء غير الواعز الدينى والثورة على الظلم والقهر ثم تحول إلى فكر إسلامى ثم تطور لمفهوم الجهاد ثم إلى دولة لها أحكام وشريعة.

■ أين ذهبت بعد سنة ونصف من العمل على الحدود؟

- بعد عام ونصف بدأت المشاكل مع عناصر داعش المحلية التي سيطرت على التنظيم، حيث انقسم التنظيم إلى محلى ممثل في ريف الرقة والريف الشمالى والعنصر العراقى وبات المهاجر غير مرغوب فيه وقيلت صراحة «أنتم جئتم وقودا للمعارك»، لذا تم توقيفى لمدة شهرين للتحقيق لأن موضوع الحدود كان حساسا جدا وبه من الأسرار ما يجعلهم يقلقون من تواجدى به كل هذه الفترة بسبب المعلومات التي كانت لدى.

■ ما نوعية المعلومات التي كانت تخيفهم؟

- أكثر ما كان يخيفهم تفاصيل العلاقات بينهم وبين تركيا.

■ ما أكثر الجنسيات التي لاحظت مرورها من الحدود؟

- كان أكثر الجنسيات من الجمهوريات الروسية مثل الشيشان وغيرها وكذلك من المغرب العربى أيضا سواء توانسة أو جزائريين أو من المغرب حتى لو كانوا أوروبيين ولكن أصولهم من بلاد المغرب العربى.

■ وماذا عن المصريين ودرجة توافدهم بحكم تواجدك على الحدود بعد فض رابعة؟

- في الفترة التي كنت متواجدا بها تم تحويل المصريين إلى ليبيا وبعد تمدد التنظيم بدرنة قلت نسبة دخول المصريين لسوريا وتدفقوا إلى ليبيا حتى الليبيين تم تفريغهم من الداخل السورى وإرسالهم إلى ليبيا.

■ هل رصدت رحلة إرسال المصريين إلى ليبيا؟

- نعم وإلى سيناء أيضا.

■ إذن كيف يستطيعون دخول مصر بعد دخولهم سوريا عبر تركيا، ماذا عن الأمن المصرى؟

- كانوا يخرجون من الحدود التركية بطريقة عادية جدا، إما بهويات مزورة أو بهوياتهم الحقيقية فكانت تركيا تقوم بتحصيل غرامة منهم وتدعهم يعبرون فهى لم تكن لتكترث إن كان هذا قادما من داعش أم لا، ومن دخلوا سيناء من المصريين الدواعش دخلوها بجوازات مزورة عن طريق ليبيا فقد باتت ليبيا مركزا لتحويل المصريين بين سوريا وسيناء.

■ من كان يمدهم بجوازات مزورة؟

- كان الليبيون يقومون بتزويد المصريين بجوازات سفر ليبية ويختمونها بخاتم المطار الرسمى سواء كان في طرابلس أو مصراتة وحتى بنغازى، حيث كان التنظيم من الفصائل المسيطرة على عدة مطارات ليبية.

■ ماذا حدث بعد التحقيق معك؟

- أخذونى إلى الرقة وشددوا علىّ بعدم البوح بأى معلومة من عملى على الحدود وعشت بالرقة عاما ونصف العام.

■ من كان أميركم في الرقة؟

- لم يكن هناك أمير بعينه، كانت هناك تقسيمات ولاة وأمراء مدينة وأمراء قواطع، والحدود تحولت إلى هيئة الهجرة والتجهيز.

■ لماذا تم اضطهادك بسبب عملك على الحدود؟

- لأن أصل الخلاف بين داعش وتنظيمات أخرى كان الحديث عن التنظيمات الأخرى التي كانت تتعامل مع تركيا وعمالتها وتسبب ذلك في القتال، فماذا لو تم الكشف عن التعامل مع السلطات التركية والجلوس مع المخابرات التركية، كان ذلك سيكون بمثابة فضيحة.

■ بعد 4 أعوام في التنظيم، ألا تشعر بالندم للقدوم إلى سوريا؟

- لم أندم على المجىء لسوريا ولكن ندمت على انضمامى لهذا التنظيم فقد اكتشفت الآن أنها لعبة ولعبة قذرة.

■ هل كنت راضيا عن أحكام الرقة من ذبح واستباحة الأرواح والأعراض والأملاك؟

- بالطبع لا.. ومن البداية كانت المشاكل المؤدية إلى ذلك هي العنصرية الزائدة عند المقاتلين المحليين من التنظيم، خاصة في ريف الرقة وشمالها فلم تكن قضيتهم قضية إسلامية، كان همهم هو قتال الأكراد ومصادرة أملاكهم فكان شعارهم أن الأكراد ملاحدة وعملاء.

■ وماذا عن الحديث عن تفضيل المهاجرين على المحليين، ولذلك كان الأمراء من المهاجرين التوانسة والمصريين؟

- هذا في الفترة الأولى فقط كواجهة للتنظيم لاستجلاب المهاجرين، أما بعد ذلك فكان المهاجر الذي لا ينصاع لأوامرهم المخالفة للشرع يتم إيقافه ومحاكمته وتصفيته بتهمة العمالة أو الخلل العقدى، وكان دائما ما توجه للمصريين تهمة أنهم مازال لديهم «ترسبات إخوان».

■ ألم تخف من عناصر التنظيم عندما رأيتهم يطوفون بالرؤوس ويعلقونها بالميادين؟

- للأسف الإنسان ابن بيئته وصراحة وقتها كانت البيئة مسيطرة على لم أكن أذهب لمشاهدة الذبح لكن صار عندى تبلد إحساس عند سماع ذلك، حتى لو كان هناك اقتناع بالقصاص فإن ذبح الخروف حلال ولكن هناك أشخاص لا تستطيع أن تذبحه، لذا فما كان بى هو تبلد إحساس.

■ هل ما ترتديه الآن من قميص وبنطلون كنت تستطيع أن ترتديه وقت التنظيم.. وهل كنت حليق الشعر والذقن هكذا؟

- لا لم أكن حليق الذقن وكان شعرى طويلا، وكان علينا أن نرتدى الزى الأفغانى، تعودنا عليه.

■ كيف كانت علاقتك بجيرانك من أهل الرقة.. هل كانوا يخافونك كما يخافون التنظيم؟

- أكيد في فترة إقامتى بالرقة على مدار عام ونصف كان لى جيران من العوام كما كانوا يسمونهم وأحيانا كان البعض في التنظيم يطلقون عليهم الهوام (أى البهائم)، وهو كل من لا يقاتل معهم، وأنا كنت إن شممت رائحة سجائر أو أسمع صوت موسيقى، فكنت لا أهتم أو أبلغ عمن يفعل كما كان يفعل الباقون، ولكن إن قابلته على أنصحه أن هذا لا يجوز.

■ ألم تشعر أنك كنت تعيش في عزلة وسط ناس يخافون منك ومن تنظيمك؟

- نعم كنت أعيش العزلة حتى بأحكام شرعية، فكانوا يقنعوننا بأن العوام فسقة ولا يجب أن أختلط بهم، وكانت الأوامر ألا نأكل معهم أو نصلى.

■ هل كان لكم مساجد معينة خاصة لصلاتكم دون باقى أهل الرقة؟

- كنا نصلى في كل المساجد ولكن بشرط أن يكون الإمام داعشيا، إذا كان الإمام (من العوام)، فلا نصلى خلفه وكانوا يسحبون الإمام ويقدمون أي عنصر من التنظيم للإمامة.

■ كم كان راتبك في دولة «داعش»؟

- كانت المخصصات تختلف حسب الوظيفة، كانوا يعطون الشخص المنتمى لداعش 100 دولار شهريا ولزوجته 100 و50 دولارا عن كل طفل، وبدلات عن الطعام والكهرباء، أي كان الدخل يقترب من 500 دولار في الشهر.

■ هل رأيت مصريا ندم على مجيئه وحاول الهرب؟

- كثيرون حاولوا الهرب ولكن القتل كان جزاء من يتم اكتشافه، وهناك مصريون كثيرون أتوا إلى سوريا بعائلاتهم وقت حكم الإخوان وندموا ومنهم من نجح في عبور الحدود التركية ومنهم من ظل إلى الآن.

■ ماذا كنت تعمل في الرقة؟

- كنت أعمل في تصليح أجهزة الكمبيوتر وأعطى دورات لأعضاء التنظيم في تصليح أجهزة اللاسلكى.

■ من أين كانوا يحصلون على أجهزة اللاسلكى؟

- كانوا يستوردونها من شركات رسمية في تركيا مشهورة في هذا المجال ومنها شركة هيترا، واسمها مكتوب على اللاسلكى.

■ من أين كان يأتى التنظيم بالأموال التي تمكنه من شراء الأسلحة والأجهزة المتطورة فيما بعد؟

- المصدر الرئيسى كان آبار النفط، وكان يشتريه النظام السورى، أما في بداية الأمر فكان وسيط بيع البترول هو الجيش الحر، وأحرار الشام، حيث كانوا يضخون كميات ضخمة إلى تركيا، عبر أنابيب في إدلب وكان داعش في البداية يبعث بالشاحنات الضخمة إلى أراضى الجيش الحر في إدلب ومنها إلى تركيا، والنظام كان لديه حصة من النفط مقابل شاحنات غذائية أو أي شىء آخر، وذلك عندما حاصرت قوات سوريا الديمقراطية المناطق الشمالية فصارت كل المواد تدخل عن طريق حماة.

■ هل لديك معلومة من أين كان يأخذ التنظيم في مصر أوامره للقيام بعمليات في الأراضى المصرية؟

- عرفت أنه كان يوجد إدارة اسمها «إدارة الولايات البعيدة» مخصصة لإدارة الخلايا في مصر أو ليبيا وهم من يتابعون العمليات هناك.

■ ما التخصصات التي كانت مطلوبة من الدواعش المصريين للانضمام في صفوف التنظيم؟

- في البداية كانوا مهتمين بمهندسى الاتصالات والأطباء بغرض بناء دولة، ثم بعد ذلك كانوا يركزون على الأشخاص أقوياء البنية والمشهورين بالانضباط وبالسمع والطاعة.

■ هل كانت توجد مصادر أخرى لدخل التنظيم بجوار النفط؟

- كان النفط أولا ثم الآثار، كان يوجد ديوان اسمه ديوان الركاز كان له قسم خاص للنفط وآخر للآثار التي كان بها كميات كبيرة من الذهب، وكانت تشتريها تركيا كما كانت تشترى كل شىء.

■ ما الأشياء التي حدثت ولم تكن تتوقع أن تراها من مجتمع إسلامى وكان داعش يمارسها، مثلا ألم تندهش من اغتصاب الأيزيديات وبيعهن؟

- في الحقيقة لم أندهش مما حدث للايزيديات بقدر اندهاشى من الاعتداء على الأطفال الايزيديين واغتصابهم دون عقاب، كانوا يعاقبون على من يختلس 100 دولار، ولكن من اعتدوا على الأطفال فيما يسمى بالغلمان لم يعاقبه أحد، حتى الايزيديات عملوا لهن «كتيب استخدام»، كيف تباع، وكيف تشترى، وما يظهر من جسدها، وزعوه على كل مشتر لفتاة ايزيدية.

■ ما هو المصير الذي تتوقعه لك ولأسرتك اليوم؟ وهل تتوقع أن يستقبلك بلدك؟

- لا أتوقع أن تستقبلنى دولتى فقد كنت بالنسبة لها معارضا سياسيا والآن أنا داعشى، أما عائلتى فلن تستقبلنى، فقد تبرأوا منى لأنهم ظنوا فترة طويلة أنى هنا في سوريا اعمل في مجال الإغاثة الإنسانية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية