أعلن اللواء على محسن صالح الأحمر، وهو الأخ غير الشقيق للرئيس اليمنى على عبدالله صالح، انضمامه للثورة فى بلاده، فيما أقال صالح الحكومة، بعد تزايد استقالة أعضائها احتجاجاً على جرائم القتل التى مارسها النظام ضد المعتصمين سلمياً فى صنعاء.
وأكد الأحمر، قائد المنطقة الشمالية الغربية، دعمه وتأييده مع كامل أفراد وضباط وقادة المنطقة «لثورة الشعب السلمية». وقال - فى بيان أمس - إن انضمامه إلى الثورة «من أجل مصلحة الوطن العليا».
ويحظى الأحمر باحترام وتأييد واسع داخل المؤسسة العسكرية، كما يحظى بتقدير معظم القبائل والواجهات الاجتماعية.
كما أكد قادة آخرون بالجيش اليمنى حمايتهم للشباب المحتجين فى ساحة التغيير والعاصمة صنعاء، فى تطور لافت يشكل حدثاً بارزاً فى مسيرة الاحتجاجات، حيث أعلن اللواء حميد القشيبى، قائد اللواء 310 مدرع، انضمامه وتأييده لثورة الشعب السلمية. وقال فى تصريحات لقناة «الجزيرة»: «نحن مع ثورة الشباب السلمية ونحن ننضم إلى هذه الثورة السلمية من أجل المحافظة على الأمن والاستقرار وحماية الشعب اليمنى البطل، ونحن مع التغيير».
واعتبر القشيبى «أن التغيير سيعنى توحد اليمن وحدة حقيقية، وأن هذه فرصة للجيش ليكون مع هذا الزخم الشعبى ومع هذه الجماهير ونحن فى خدمة الشعب وأبناء اليمن، للمحافظة على سلامة الشعب ومكاسب الوطن». وأضاف: «أقول للأخ الرئيس يكفى.. يكفى.. فما حدث يوم الجمعة لا يرضاه أحد ولا يرضاه دين ولا خلق».
كما أعلن عميد فى الجيش اليمنى أمس انضمامه مع 59 ضابطا آخر إلى الحركة الاحتجاجية المطالبة بتغيير النظام، إضافة إلى 50 ضابطا آخرين من أجهزة وزارة الداخلية. وقال العميد ناصر على الشعيبى «أعلن باسم 60 ضابطا من حضرموت الانضمام إلى ثورة الشباب»، مشيراً أيضا إلى أن «50 ضابطاً من الداخلية فى حضرموت».
ويأتى ذلك فيما تتوالى الاستقالات والانشقاقات عن نظام الرئيس اليمنى فى القطاعات العسكرية والدبلوماسية والإدارية.
وكان الرئيس اليمنى أقال الحكومة، أمس الأول، وكلفها، فى الوقت نفسه، بالاستمرار فى تصريف الشؤون العامة العادية ما عدا التعيين والعزل حتى تشكيل الحكومة الجديدة، وهو ما اعتبره البعض خطوة إستباقية لإيقاف انهيار الحكومة بعد تزايد استقالة أعضائها احتجاجا على عنف السلطات ضد المعتصمين سلمياً.
وجاء القرار الجمهورى بعد استقالة ثلاثة وزراء من حكومة الدكتور على محمد مجور وبعض السفراء وعدد من وكلاء الوزارات، وأعضاء مجلسى النواب والشورى، وعدد من قيادات القوات المسلحة، مما يخلق فراغا دستورياً.
وفى الوقت نفسه، شدد أعضاء الائتلاف اليمنى للتغيير على ضرورة رفض الشرفاء من اليمنيين أى منصب يعرض عليهم، مؤكدين أن قبول منصب وزارى فى حكومة صالح معناه المشاركة أو الموافقة أو المعاونة على قتل الشعب اليمنى. وأكدوا أنهم يثقون فى القيادات اليمنية، ويعلمون مسبقا أن أحداً لن يرضى لنفسه أن يكون مشاركا فى قتل الأبرياء، وأن جميع من يعرض عليهم منصب سياسى فى الحكومة الجديدة سيرفضون.
وميدانياً، شهدت شوارع صنعاء انتشار مصفحات ومدرعات عسكرية على المنشآت الحكومية والعسكرية، وفى مقدمتها القصر الرئاسى فى ميدان السبعين والبنك المركزى اليمنى، إضافة إلى تطويقه بأسلاك شائكة، كما انتشرت قوات عسكرية ومصفحات على مبنى التوجيه المعنوى ووزارة الدفاع وبنك التسليف التعاونى الزراعى.
ومن جانبه، أعلن النائب زيد الشامى، عضو مجلس النواب، نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمنى للإصلاح، عن اختفاء مئات الشباب من ساحات التغيير، لا يعرف مصيرهم حتى الآن.
وطالب الشامى خلال تشييع جثامين شهداء ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء، الرئيس على صالح إذا كان لايزال يرى نفسه رئيسا للبلاد أن يكشف عن مصير هؤلاء الشباب الذين لا ذنب لهم ويطلق سراحهم، مشدداً على المعتصمين ألا يبرحوا مكانهم حتى يعود الشباب المختفون. وشدد على ضرورة محاكمة النظام، متهما إياه بارتكاب الخيانة العظمى لاستباحة دماء الشعب اليمنى.
فى الإطار نفسه، شهدت محطات الوقود ومحال السلع الأساسية «الزيت والدقيق والسكر والأرز» وغيرها من المواد الأساسية إقبالا ملحوظا بسبب حرص المواطنين على تخزين المواد الأساسية تحسبا لوقوع حرب أهلية.
جاء ذلك فى الوقت الذى قتل فيه حوالى 20 شخصاً فى معارك دارت أمس الأول فى شمال اليمن بين الجيش وقبائل موالية للسلطة من جهة والمتمردين الحوثيين من جهة أخرى، حسبما أفادت مصادر عسكرية وقبلية.
وأوضحت المصادر أن المعارك اندلعت للسيطرة على موقع استراتيجى للجيش عند مدخل محافظة الجوف الشمالية، وتمكن الحوثيون من السيطرة عليه. وأشار مصدر قبلى إلى أن «المعارك بدأت أمس الأول واستمرت حتى الليل، واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة»، مشيراً إلى أن اشتباكات متقطعة دارت خلال الأيام الماضية فى المكان بين الجيش والحوثيين، مما أسفر عن مقتل عدة متمردين. وأضاف المصدر أن الحوثيين «تمكنوا من إسقاط الموقع والسيطرة عليه، وفيه دبابتان وعدة مركبات عسكرية».
ومن ناحية أخرى، دعا أشرف عقل، السفير المصرى باليمن، جميع الأطراف اليمنية إلى ضرورة تغليب المصلحة الوطنية العليا للبلاد للخروج من «الأزمة العاصفة»، مشددا على ضرورة التقاء جميع المبادرات التى تطرح على الساحة اليمنية عند نقطة التقاء، بحيث تحسم جميع القضايا بالحوار بين جميع الأطراف بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية. وقال أشرف، أمس: «هناك حكماء كثيرون فى اليمن ولن يعدموا الوسيلة فى التواصل وإيجاد نقاط اتفاق لحقن الدماء ونزع فتيل التوتر.