تصاعد الوضع الأمنى فى اليمن بعد أن فتحت قوات من الجيش النار على متظاهرين من المتمردين الشيعة شمال البلاد أثناء احتجاجات نظموها الجمعة ضد نظام الرئيس على عبد الله صالح وسط أنباء عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
واتهم المتمردون الحوثيون قوات الجيش بإطلاق صواريخ استهدفت المحتجين فى قرية بمديرية حرف سفيان شمال صنعاء، حيث أكد مسؤول محلى وآخر من المتمردين أن المتظاهرين طالبوا برحيل الرئيس صالح عن الحكم، ورد الجيش على مطالبهم برصاص قواته مما أدى إلى سقوط 4 قتلى وإصابة 7 آخرين بجروح.
وفى الوقت الذى أكد فيه مسؤول كبير فى الحكومة اليمنية أن الرئيس صالح سيرد بشكل «إيجابى» على خطة قدمتها المعارضة تطالبه فيها بالتنحى وإجراء إصلاحات سياسية، تواصلت الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل صالح فى شتى أنحاء البلاد.
وعرض تحالف لأحزاب المعارضة فى اليمن - انضم إليه بعض الزعماء القبليين والدينيين - «خارطة طريق» من 5 نقاط على الرئيس اليمنى، حيث أكد زعماء المعارضة أن خطتهم ستمهد الطريق أمام تنحى صالح بحلول نهاية عام 2011، إلا أن شباب الثورة والنشطاء أبدوا تشككهم وطالبوا باستقالته على الفور.
وقال متحدث باسم المعارضة محمد الصابرى: «إن الرئيس اليمنى سيوافق على الخطة ولكنها بحاجة لموافقة من الشارع، إذ إنه حتى لو قبل الرئيس مبادرتهم فلابد أن يطرحها التحالف على الشعب الذى سيقرر هل يقبلها أم لا».
ومن بين الخطوات المقترحة فى خطة المعارضة تغيير الدستور وإعادة صياغة قوانين الانتخابات لضمان تمثيل عادل فى البرلمان، وإقالة أقارب «صالح» من المناصب القيادية فى الجيش وقوات الأمن وضمان حق الاحتجاج السلمى.
من جانبها، اعتبرت الناشطة البارزة فى صنعاء سامية الأغبرى «أن هذه طريقة واضحة للالتفاف على ثورة الشباب»، موضحة أن المحتجين لن يقبلوا بما هو أقل من رحيل هذا النظام فورا دون أى تأخير.
وقال شادى حامد، من مركز بروكينجز فى الدوحة: «إنه يجب عدم التعويل كثيرا على ما سمى بالرد الإيجابى، فالاستراتيجية الآن هى التسويف والبقاء أطول فترة ممكنة على أمل أن يفقد المحتجون قوة الدفع.. ويجب ألا يسقط أحد فى وهم أن الرئيس سيصبح ديمقراطيا بين عشية وضحاها».
وساد جو من الارتباك فى اليمن بعد مزاعم من حزب المؤتمر الشعبى الحاكم بأنه يواصل محادثاته مع المعارضة، إلا أن المتحدث باسم «اللقاء المشترك» محمد القباطى أكد قائلاً: «لن يكون هناك أى حوار مع الحزب الحاكم، فمطلبنا الوحيد هو سقوط النظام ثم يمكننا أن نتحاور».