x

فتحى عبدالوهاب: غرور النظام وأحمد عز وتزوير الانتخابات أهم أسباب الثورة

الأحد 20-03-2011 15:39 | كتب: نجلاء أبو النجا |
تصوير : other

خاف فتحى عبدالوهاب من مجرد الحلم بالثورة.. من مجرد ظهور الأمل ولو من بعيد.. أو أن «يعشم نفسه» ويذهب بحلمه بعيدا عن أرض الواقع الذى يملأه الفساد السياسى.. لكن غرور النظام السابق وتعاليه.. كان أول إشارة تنبئ بحدوث الثورة والتغيير فى يوم ما.. كما كانت انتفاضة البرادعى ودعوته للتغيير العام الماضى واستجابة الناس له إشارة أخرى تؤكد أن الثورة على وشك الحدوث وأن الناس على وشك الانفجار.. ومع انطلاق أول أيام الثورة انضم فتحى إليها.. ولم يكن أمامه مثل الجميع إلا أن يقول «يا قاتل يا مقتول»، فأما أن تنتصر الثورة ويتحقق الأمل.. وإما الفشل.

ما سبب انضمامك للمتظاهرين منذ اليوم الأول رغم خطورة الوضع؟

- كنت أشعر بحالة سخط وأتساءل مثل أى مصرى «إحنا إيه اللى مخلينا راضيين بالعيشة دى وساكتين؟»، ومع ظهور البرادعى واكتشاف الرغبة العارمة فى التغيير التى أُعلنت بكل وضوح وبدون خوف مع قدومه العام الماضى، شعرت بأن هناك شمعة صغيرة تضاء فى طريق الحرية، ورغم خوفى من الفشل رأيت أننا نسير فى طريق ثورة قريبة بعدما استفحل الظلم والفساد وزادت حالة الإرهاب المعنوى والسياسى والاجتماعى الذى يمارسه النظام الفاسد، وبعد الانتخابات البرلمانية المزورة تأكدت أن النظام وصل لدرجة من الغرور والتعالى والبجاحة التى حتما ستسقطه فى أقرب فرصة، وانضممت للثورة من اليوم الأول وبلا تفكير ومهما كانت النتائج.

لماذا ترى أن أحمد عز من أهم العناصر التى أدت للثورة؟

- كل أعضاء النظام السابق كانوا أشبه بشبكة عنكبوتية سامة تظهر قوية جداً ومخيفة لكنها هشة وضعيفة، وكان وجود شخص مثل أحمد عز لا علاقة له بالسياسة وفجأة يصبح فى ظل فساد النظام رجل سياسة ومسؤولاً ويمارس العمل السياسى بنفس قوة احتكاره للحديد كل هذا يؤكد أن النظام فى حالة خلل سيعقبه انهيار، لهذا اعتبرت عز أحد أهم الرموز التى تبشر بالثورة وسقوط النظام وقلت ذات مرة «والله الراجل ده هيودى النظام فى داهية بتقاريره الوهمية اللى بتأكد أن الشعب المصرى مرفه وبيشرب مياه غازية وبيركب تكييفات»، فى الوقت الذى اتبع النظام وأعوانه مع الشعب منظومة حقيرة وهى سياسة التضييق على «لقمة العيش» وجعل معظم المصريين «أرزقية» كل همهم توفير طعام يوم بيوم، وبهذا تحول المصريون إلى شعب ماشى جنب الحيط عشان لقمة اليوم فاستراح النظام.. لكن ازدياد القهر أدى للانفجار. فحتى لقمة العيش والفول أصبحت غير متواجدة، لذلك خرج الناس من أزمة قوت اليوم وكرهوها وخرجوا ليحطموا النظام وصناعه.

أنت ممثل، وطبيعى أن تختلف أهدافك ودوافعك للتغيير عن الفقراء؟

- الهم واحد على الجميع.. فإذا كان هناك من لا يجدون ثمن «رغيف عيش» فمشاكل الطبقات الأعلى ماديا قد تختلف فى النسبة والحسابات لكنها متشابهة فى الهموم فكلنا نعيش على «كف عفريت»، ولكل منا كوابيس، فمعظم الطبقات مذعورة من الفساد والمحسوبية وانعدام العدالة الاجتماعية، مما أدى لحالة من الانهزام.. ويكفى أن أقول إنى كنت أتمزق من منظر سيدة أجدها تتجه فى الخفاء نحو صندوق القمامة وتبحث فيه عن لقمة تطعمها لأطفالها الصغار الذين يمسكون فى ملابسها وهم فى حالة سيئة جداً.. كل هذا أصابنى بإحباط وحقد جعلانى أتمنى حدوث الثورة.

وهل ترى الثورة حققت كل المرجو منها؟

- أنا متفائل جدا.. صحيح أن هناك رؤوس فساد لا تزال حرة طليقة ويجب قطفها.. لكن أعتقد أن الأمور تمشى فى طريق صحيح لكن تدريجيا.. فالناس الآن لا تقوى على رؤية الفساد وتحاربه فى كل مكان.. والنجاح الأكبر للثورة أنها أخرجت أجمل ما فى المصريين من أخلاق وصفات وهذا هو الرهان فلم نعد أولئك المقهورين الضعفاء حتى فى وجود الثورة المضادة وشراستها نحن نقف يداً واحدة وهذا هو الرهان.. ويكفى أن هناك ديمقراطية وتعدد فى الآراء رغم قول النظام السابق إننا شعب غير مؤهل للديمقراطية لأن الثورة غيرت الجميع فأنا شخصياً أشعر بأنى ولدت من جديد، فقد كان فى يوم 25 يناير إلى جوارى فى اليمين قاض فى محكمة جنايات.. وعلى يسارى ميكانيكى، والإثنان تجمعهما إرادة صلبة وحب لمصر.

لماذا اتهمت حكومة شفيق منذ البداية بأنها غير صالحة؟

- لأنى لم أقتنع به من الأساس.. فهو رجل لطيف اللسان وكان الأولى به أن يمسك رئاسة ناد وليس رئاسة حكومة انفجرت بالفعل.. وكل ما لديه من مقومات يعلنها هى أنه «عمل مطارات» وقتها قلت «مصر مش مطار كدة الحكاية ماشية غلط»، ورفضت حكومة شفيق بكل حزم، وصدقت وجهة نظرى، فبمجرد إقالته.. ظهرت فضائح أمن الدولة وهذا يعنى أنهم كانوا «مسنودين عليه»، كما انفجرت أزمة أطفيح بعد إقالته وحاول أعوان النظام السابق اللعب بأخطر ورقة وهى الفتنة الطائفية.

هل توجد ثورة مضادة، وما تقييمك لخطورتها؟

- من البلاهة أن نظن أن الثورة ستقضى فى يوم وليلة على نظام وعناصر استمرت فى التوغل طوال ثلاثين عاما.

ما توقعاتك للانتخابات الرئاسية؟

- تم فتح سقف الحرية والديمقراطية. لذلك لن نقيم أى شخص فإذا كنت لا أريد شخصاً رئيسا للجمهورية فهذا لا يعنى أنى ضد حقه فى ترشيح نفسه.. والأهم من فكرة الترشيح أننا تخلصنا من السوق السوداء للأصوات والتى تبيع وتشترى الصوت «بالفلوس» ستكون الانتخابات حرة وسنحتكم فى النهاية للديمقراطية ورأى الاغلبية، وبالنسبة لى لا أنحاز حالياً لأى مرشح للرئاسة إلا بعد أن أرى كل البرامج الانتخابية وبناء عليها سأمنح صوتى لأفضل برنامج انتخابى.

وما رأيك فى انقسام الآراء بين مؤيدين لتعديلات دستورية وبين مطالبين بدستور جديد تماماً؟

- لا أعترض على هذا أو ذاك لكن يزعجنى الجدول الزمنى المتسرع الذى تسير به الأمور، فأعتقد أن الأمور تحتاج مزيداً من الوقت ولا داعى «لسلق» مستقبل مصر وفى رأيى مصر تحتاج جدول زمنى عام ونصف العام على الأقل حتى يأخذ كل شىء مجراه.. وعموماً أنا لست مؤيداً لترقيع الدستور، فنحن جديرين بدستور جديد وكامل ومحترم كل مواده فى صالح الشعب ومصر.

وكيف ترى علاقة الفن بالثورة وتأثره بها؟

- الفن كأعمال وإنتاج فيما بعد سيكون أفضل كثيراً لأننا تخلصنا من عقدة أمن الدولة والشرطة ونفوذ رجال الأعمال، فقد تعذب يوسف شاهين نفسه حتى يقدم شخصية أمين شرطة فى فيلم «هى فوضى». أما الآن فلن تعيقنا أى مشكلات أو قيود فى حرية الإبداع، وقبل الثورة أعتقد أن هناك أعمالاً حثت على الثورة وأدعى أن عاطف الطيب ذلك المبدع من المحرضين على الثورة بأعماله منذ سنوات طويلة، ويكفى أنه تنبأ بالثورة فى فيلم «البرىء»، ورمز للشعب المصرى فى صورة البرىء الذى يتمرد على القهر والفساد.. أما بالنسبة للإنتاج الحالى فلا أعرف أى ملامح للأعمال وخطة الإنتاج والتصوير فكل شىء متوقف لحين ترتيب أوراقنا، خصوصا فى ظروف حظر التجول وصعوبة التصوير، ويجب أن نعلم جيداً أن الحرية لها ثمن ولا يصح أن نقول «الثورة وقفت حالنا» فهى أكبر وأهم حركة فى مصر، وليست عاصفة ترابية وانتهت.

وما دور الفن فى تلك المرحلة الانتقالية الصعبة؟

- دور الفن لابد أن يكون تثقيفياً ويعمل على نشر الوعى، خاصة أننا اكتشفنا أن الأمية فى مصر لا علاقة لها بالوعى، فالناس لا تعرف الكتابة والقراءة ومع ذلك تفهم جيدا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية