داخل استراحة منزله بقرية أغورمى بواحة سيوة، يجلس الشيخ عبدالله جيرى، الذي تجاوز عامه الثامن والستين، بجوار ابنه محمد وحفيدتيه فاطمة ومريم، يحكى لهم ذكرياته في حرب السادس من أكتوبر، وظروف تجنيده، والوضع الذي أجبره ليستمر داخل الجيش لمدة ست سنوات متتالية.
بنبرة صوت يملؤها الفخر والثقة، يبدأ «جيرى» حديثه بدور واحة سيوة في حرب السادس من أكتوبر، التي لا يعلم الكثيرون دورها الكبير في الحرب، بداية من استخدام اللغة الأمازيغية كإحدى اللغات التي تمت الاستعانة بها في الشفرة، وحتى تقديمها مئات المصابين والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء لوطنهم بدون أن يتم تكريمهم أو حتى تعويضهم من قبل الدولة، قائلا: «محدش كرمني».
ويرى محمد، الابن الأصغر لـ«جيرى»، أن والده نموذج يفتخر به دائما وأبدا، ويقول: «ورثت عن والدى روح التضحية والفداء، وعلى استعداد أن أستكمل خطاه عندما تحتاجنى البلاد، فقد كان يقوم بواجب وطنى، وفخرى الأكبر أن ابنتىّ تجلسان حول جدهما وتستمعان لحكايات النصر العظيم».