x

«هاآرتس»: مصر تخوض حربا للسيطرة على مياه النيل

الأربعاء 26-05-2010 14:13 | كتب: علا عبد الله ‏ |
تصوير : other

قالت صحيفة" هاراتس" الإسرائيلية، إن مصر تخوض حربا للسيطرة على مياه نهر النيل في ظل ما تواجهه من معارك بِشأن تقسيم مياه النيل بين مصر والسودان من ناحية، ودول الاتفاقية الإطارية التي وقعتها كينيا ورواندا وتنزانيا وأثيوبيا وأوغندا، فيما أكدت صحيفة "الإيكونومست" البريطانية في ملفها الأسبوعي، إن عدم امتلاك مصر لمورد مائي سوى نهر النيل، جعلها حريصة حرصا طوال الأعوام الماضية على منع أي مشروعات في دول المنابع من شأنها تقليل حصتها من المياه.

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لها، أعده «زيفي بريال»، وتم نشره على موقعها الإلكتروني باللغة الإنجليزية، أن هناك انتقادات لمصر بأنها لا تبذل أقصى ما في وسعها لتنويع مصادرها من المياه أو الحفاظ على مياه النيل التي يعتمد عليها نحو 90% من سكان مصر، مؤكدة أن دعوة الرئيس مبارك بعض رؤساء الدول الأفريقية في القاهرة لمنع اعتماد اتفاقية جديدة لما يسفر عن تأمين ما يكفي من المياه لجميع سكانها بحلول عام 2017.

وأوضحت الصحيفة في تقريرها الذي جاء تحت عنوان "عندما يجف نهر النيل"، أن المعارضة المصرية وجهت انتقادات قوية جدا للحكومة المصرية، تحملها مسؤولية توقيع دول المنابع للاتفاقية الإطارية، مرجعة الأمر إلي إهمال القاهرة لفترات طويلة علاقاتها مع الدول الأفريقية، بما سمح لإسرائيل بتقوية علاقاتها مع تلك الدول، ومد نفوذها للتأثير على مصادر المياه لمصر.

ولفتت «هاراتس» إلى أن المعارضة في مصر تتهم إسرائيل بأنها "أشعلت نيران" أزمة دول حوض النيل، وتحملها مسؤولية دفع الدول الأفريقية لصياغة الاتفاقية الإطارية، قائلين إن "إسرائيل لديها مصالح اقتصادية في بعض هذه الدول من خلال بناء السدود المخطط لها هناك"، منوهة إلى أن الصحف المصرية منذ أكثر من عام وقبل بدء المفاوضات حول الاتفاقية الإطارية، تعتبر إسرائيل العدو الرئيسي الذي من المرجح أن يحدث نقصا مستقبليا في حصة مصر من المياه، معتمدين في ذلك على تصريحات وزير الخارجية الإٍسرائيلي «افيجدور ليبرمان»، فيما سبق ضد مصر والرئيس مبارك، إذ اقترح مهاجمة السد العالمي.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن الحكومة المصرية واجهت انتقادات المعارضة، بنشر أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، لائحة توضح عدد مرات الزيارات الرسمية لممثلي الدول الأفريقية لمصر، وما يمثلها من زيارات مصرية للدول الإفريقية للتأكيد على قوة

العلاقات المصرية الأفريقية بالمقارنة مع علاقاتها مع إسرائيل.

وأضافت أن تقرير الخارجية بشأن زياراتها لم يقنع كثير من البرلمانيين في مصر المعارضة الذين يعتقدون أن العلاقات بين الدول فقط لا تقاس بعدد الزيارات فحسب، وإنما بالطريقة التي تتصرف بها هذه الدول تجاه مصر.

وشددت الصحيفة على أن الرئيس مبارك لا ينوي إقناع القادة الأفارقة بـ"السحر" وحده، وإنما يسعى لكسب مساعدة الدول الأوروبية لإقناع الدول الأفريقية بوقف الاتفاقية، مستشهدة بمحاولات مبارك للحصول على مساعدة رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني في إقناع تلك الدول الأٍسبوع الماضي.

وأكدت الصحيفة أن قضية المياه في مصر تعد مصدر قلق خاص لإسرائيل، لأنه إذ أصبحت مصر دولة "عطشى" لا يمكنها ضمان بقاء سكانها "هادئين" أو الحفاظ على استقرار النظام، مشيرة إلى أنه على الرغم من صعوبة تبديد إسرائيل الشكوك التي تدور حولها بشأن أزمة المياه، إلا أنه تستطيع أن تقترح على مصر بعض المشاريع لتحلية مياه البحر بمساعدة دولية، وهو الأمر الذي رفضته القاهرة لارتفاع تكلفته فضلا عن إحداثه انتقادات للحكومة من قبل المعارضة.

ومن ناحيتها، وصفت صحيفة "الإيكونومست" في تقريها بعنوان "حتى أخر قطرة"، دول المنابع خاصة كينيا وأثيوبيا، بأنها "غير سعيدة" بحصول مصر على الكمية الأكبر من مياه نهر النيل منذ اتفاقية عام 1929، التي بموجبها تأخذ مصر 96 % من نسبة المياه المتدفقة من شمال السودان، قائلة إن توقيع اتفاقية مصر والسودان في عهد عبد الناصر بشأن إنشاء السد العالي، والتي خصصت 75% من مياه النيل لمصر مقابل 25% للسودان، زادت من استياء دول المنابع التي ظلت تفكر في طريقة أكثر عدلا للجميع بشأن حصص مياه النيل بعد فشل مساعيها طوال السنوات الماضية.

وشددت المجلة البريطانية على أنه لا سبيل لحل أي صراعات مقبلة بشأن المياه إلا بالتعاون دون التنافس بين دول حوض النيل، مقترحة البحث عن منافع مشتركة بين البلدان وليس تقسيم المنافع فيما بينهما، خاصة أن تنظيم المياه بين الدول لابد أن يسبق السعي نحو تقسيم حصص المياه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية