حَكمت المحكمة العسكرية اللبنانية، الخميس، حضورياً على الداعية الإسلامي، أحمد الأسير، بالإعدام، في القضية المعروفة بـ«أحداث عبرا» عام 2013.
وشهدت «عبرا» عام 2013، اشتباكات بين أنصار «الأسير»، وقوات الجيش اللبنانى، أسفرت عن العديد من القتلى والمصابين.
من النشأة في بيت فني لا يُبدي اهتمامًا بالدين، إلى قراءة غزيرة في الأديان، ثم الخروج من عباءة الداعية إلى ارتداء ثوب الجهادية، والتحريض على القتل، وحمل السلاح، تشكلت شخصية أحمد الأسير، «العدو الأول» لـ«حزب الله» اللبناني.
«الأسير» المولود عام 1968، في مدينة صيدا، لأم شيعية وأب تخرج في «ستوديو الفن»، شكّل الاجتياح الإسرائيلي للبنان قبل 33 عامًا نقطة تحوّل في حياته، فمشاهدة القتلى والمصابين دفعته إلى التفكير في الحياة والموت، واقترب أكثر من الدين، وهنا توترت علاقته بأهله، إذ يُعارضون فكرة التحزب.
صار الشاب في طريق الدين، والتحق بالجماعة الإسلامية، وأمضى في صفوفها 4 سنوات، ثم انضم إلى جماعة «الدعوة والتبليغ» التي تبتعد عن العمل السياسي، ومهمتها فقط نشر الإسلام في الداخل والخارج، لكن بحسب وسائل إعلام لبنانية، فإن «الأسير» وجماعته انتقلوا إلى الساحة السياسية عام 1997، وتحديدًا مع وضع حجر الأساس لمسجد «بلال بن رباح» في صيدا، فـ«الأسير» كان إمامه وخطيبه، ولم ينصب اهتمامه فقط على الأمور الشرعية، بل تحدث في خطبه عن الأحداث السياسية، خاصة في أفغانستان والعراق وفلسطين.
زادت شعبية «الداعية السُّني» في لبنان بسبب اهتمامه بالقضايا العربية والإسلامية، خاصة في بلده لبنان، إذ أعلن رفضه هيمنة فئة مُسلحة على البلاد، في إشارة إلى «حزب الله»، واتهم الجيش اللبناني بالتقاعس عن البحث في أنشطة جماعة حسن نصر الله، كما أعلن مناهضته لما أسماه «المشروع الإيراني»، وأطلق «ثورة الكرامة» لإعادة التوازن بين الطوائف اللبنانية المختلفة.
مع اندلاع ثورات الربيع العربي في 2011، أعلن «الأسير» دعمه للثورة السورية، وطالب بإسقاط الرئيس بشار الأسد، المدعوم من «حزب الله»، ونظم اعتصامات ومظاهرات تضامنًا مع السوريين، أبرزها اعتصام ساحة الشهداء وسط بيروت، كما ألقى خطابات عدة وصف فيها الأسد بـ«الطاغية المجرم».
دعمت «الأسير» مجموعات سُنية، منها «السلفيون، حزب التحرير، والجماعة الإسلامية»، ووقعت في يونيو 2013 اشتباكات استغرقت ساعات بين أنصاره والجيش اللبناني في بلدة عبرا قرب صيدا، إثر هجوم لجماعته على حاجز للجيش، وأدت المعارك إلى مقتل وجرح العشرات.
وتمكن الأسير وعدد من مرافقيه، أبرزهم المغني فضل شاكر الذي صار من أتباعه، بعد اعتزاله الغناء، قبل أن يعود مجدداً، من الفرار. بعدها بأقل من عام وتحديدًا في فبراير 2014، أصدر قاضي التحقيق العسكري اللبناني قرارًا اتهاميًا طلب فيه تنفيذ عقوبة الإعدام على 54 شخصًا، بينهم «الأسير»، بما يتعلق بتلك الأحداث.
كما انتقد «الأسير» المملكة العربية السعودية، وطالبها بـ«التوبة إلى الله من بعض الأعمال التي يقومون بها في نصرة ما وصفهم بالليبراليين على حساب المسلمين من أبناء الطائفة السُّنية».
وألقت السلطات اللبنانية القبض على «الأسير» في 2015، أثناء محاولته الفرار إلى مصر بجواز سفر مزوّر.