من الشخصيات التي ارتبط بها وتعامل معها عمرو موسى، حينما كان وزيراً للخارجية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، أسامة الباز، المستشار السياسي للرئيس.
في مذكراته «كِتَابِيَهْ» الصادرة عن «دار الشروق» مؤخراً، يَحكي «موسى» عن «الباز»، وكيف حافظ هو واللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات العامة، على كبرياء الرجل الذي كان دوره يتراجع في مؤسسة الرئاسة، مع صعوده لوزارة الخارجية.
وفق «موسى» فإنه بعد 10 سنوات من حكم مبارك، كان الأخير قد بدأ يُدرك أطر الحركة على الساحة الدولية، فأبعد أسامة الباز، مستشاره السياسي، بعدما وصله تعليقات بأن «الباز» هو الذي يحرّك الرئيس من وراء الستار، وأنه هو الموجّه والصائغ.
يقول «موسى»، إنه عندما صعد على رأس «الخارجية» كانت التقارير تُقدم إلى مبارك بشكل مؤسسي من خلال الوزارة، والمخابرات العامة، ولم يُعد «الباز» يتسلم أي تقارير بشكل شخصي.
تراجع دور «الباز» دفع اللواء عمر سليمان، وعمرو موسى، إلى محاولة الحفاظ على كرامته وكبريائه، خاصة حينما تحكّمت وزارة الخارجية والمخابرات العامة في السياسة الخارجية. يقول الأمين العام الأسبق للجامعة العربية: «لم نحاول سليمان وأنا أبداً أن نُبعد الباز، فكانت أوامري واضحة للمسؤولين في وزارة الخارجية بعرض كل المعلومات التي تصل الوزارة من مصادرها المختلفة على أسامة الباز كما تُعرض على وزير الخارجية، بجانب تلبية كل طلباته».
ويضيف: «حينما عُينت وزيراً للخارجية كان ذلك يتزامن مع تراجع الدور الذي كان يلعبه الباز بجوار مبارك، لكنني توجهت إلى حمايته والحفاظ على كرامته بأن أبقيته أطول فترة ممكنة وكيلاً أول للوزارة، ومكتبه كان بنفسي اتساع مكتبي، وأشعرت الجميع بأنه لا دور للحساسية معه».