x

طارق الشناوي للسياسة حسابات أخرى!! طارق الشناوي الثلاثاء 19-09-2017 21:31


سألنى: هل تستمر المقاطعة الثقافية مع الكيان الصهيونى، رغم أن (الميديا) نشرت صورا للرئيس السيسى فى لقائه الذى اتسم بدرجة عالية من التفاهم والود والحميمية مع نتنياهو فى أمريكا؟! قلت له: الرئيس يعقد جلسة أو سلسلة جلسات، هذا موقف سياسى، لديه حساباته، بينما القرار الملزم لنا جميعا كمثقفين منذ عام 79 انطلق من مصر فى ظل رئاسة الراحل سعد الدين وهبة لاتحاد النقابات الفنية، وبعدها التزمت به كل النقابات العربية بالإجماع، فصار ملزما، هو عدم التطبيع. تم مؤخرا إيقاف المخرج اللبنانى زياد الدويرى فى مطار بيروت وكان عائدا من مهرجان (فينسيا) متوجا بجائزة أحسن ممثل لفيلمه (القضية 23)، بسبب فيلم سابق له اسمه (الصدمة) 2012.. والتهمة أنه مكث فى إسرائيل 11 شهرا واستعان بممثلين وفنيين إسرائيليين، ورغم ذلك فإن المخرج قال مدافعا عن نفسه لم أطبّع، ولا أدرى إذا لم يكن هذا تطبيعا سافرا مع الكيان الإسرائيلى.. فما هو إذن التطبيع؟!. عندما مثلا سافر الكاتب الراحل على سالم بسيارته إلى تل أبيب كان هناك ضوء أخضر من النظام لجس النبض، وجاءت النتيجة طبعا رافضة أى محاولة للاختراق. يظل الأمر فى بعض جوانبه غير مقنن تماما، يحدث مثلا أن يشارك فنان عربى فى عمل أجنبى، ويكتشف بعد التوقيع أن هناك ممثلين أو فنيين إسرائيليين. الأمور تبدو اجتهادية، من يزور السلطة الفلسطينية فى (رام الله) بدعوة رسمية يجب أن يحصل على إذن من السلطات الإسرائيلية، صحيح أن التصريح فى ورقة خارجية وغير مثبت فى الجواز، ولكنه فى النهاية يحمل توقيع إسرائيل.

عندما ارتدى الموسيقار محمد عبدالوهاب رتبة اللواء وقاد فرقة الموسيقى العسكرية التى استقبلت الرئيس أنور السادات بعد عودته من توقيع اتفاقية «كامب ديفيد» فى مطار القاهرة عام 1979، وعزفت السلام الوطنى الجديد «بلادى بلادى لك حبى وفؤادى»، كلمات يونس القاضى وتلحين سيد درويش، كانت هذه نقطة فارقة على مستوى التوجه السياسى والفكرى والتاريخى، وقبل ذلك الوجدانى. هل من السهولة أن تتبدل فى لحظات مشاعر الناس، من «ياما العدو راح يشوف» إلى «مصر يا أرض النعيم فزت بالمجد القديم» نشيدنا الوطنى السابق يدعو لحمل السلاح ودحر العدو، بينما «بلادى بلادى» يكتفى بالتغنى بأمجاد الوطن «مصر يا ست البلاد أنت غايتى المراد» هكذا كتبها الشيخ يونس، لكن يبدو أن هناك من لم يستسغ تعبير «ست» فأحالها برعونة إلى «أم» بينما «ست» تشع ظلالا أعمق. التقيت وزير الثقافة الفلسطينى د. إيهاب بسيسو على هامش مهرجان الإسكندرية السينمائى فى شهر سبتمبر الماضى، وكان السؤال الذى ردده: نحن نريد الفنان والمثقف والصحفى العربى فى أرضنا بـ «رام الله».. وقوفكم معنا هو الهدف لنتحدى الصلف الإسرائيلى بثقافتنا العربية.. قلت له: النقابات المهنية وليس فقط الفنية، وبينها بالطبع نقابة الصحفيين، تجرّم ذلك، لأنه قرار جمعية عمومية، إلا أننا نشهد اختراقات هنا وهناك، وهكذا تعددت الثقوب.

■ ■ ■

(تصحيح لابد منه) جاء فى عمود أمس أن اللجنة العليا للمهرجانات وافقت على توجيه دعم أدبى للمهرجان الذى تحول إلى فضيحة (شرم الشيخ)، وصحة الواقعة أن اللجنة اعترضت، والذى وافق وعلى مسؤوليته الشخصية وزير الثقافة حلمى النمنم، لذا لزم التنويه.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية