x

السفيرة المصرية بأوغندا «مى طه»: أوغندا أكبر داعم لمصر فى أزمة «سد النهضة» (حوار)

الخميس 07-09-2017 22:48 | كتب: أيمن هريدي |
المصري اليوم تحاور« السفيرة مى طه خليل »،سفيرة مصر فى أوغندا المصري اليوم تحاور« السفيرة مى طه خليل »،سفيرة مصر فى أوغندا تصوير : اخبار

قالت السفيرة المصرية فى أوغندا، مى طه خليل، إن العلاقات المصرية الأوغندية تطورت بشكل كبير عقب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأخيرة، والتى عكست دور مصر الحقيقى فى القارة الأفريقية، كما أنها ساهمت فى توسع الاستثمارات المصرية بأوغندا.

وأضافت السفيرة، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أن الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى وصف علاقة بلاده بمصر بـ«الحبل السرى».. وكان غاضبا من حكم الإخوان المسلمين، ولفتت إلى أن الأوغنديين يعشقون لاعب المنتخب الوطنى محمد صلاح، وعندهم شغف بالدورى الإنجليزى، مؤكدة أن مستوى منتخبهم تطور.. وإلى نص الحوار:

المصري اليوم تحاور« السفيرة مى طه خليل »،سفيرة مصر فى أوغندا

■ فى البداية كيف جاء اختيارك للعمل كسفيرة لمصر فى أوغندا؟

- أولاً أنا أول سيدة تتولى منصب سفيرة مصر فى أوغندا، لأنه كان من المعتاد أن يكون السفير هنا رجلاً، وكانت التجربة تمثل تحدياً كبيراً أمامى حتى أثبت جدارتى، خاصة أن الخارجية استغربت طلبى وحماسى عندما طلبت العمل فى أوغندا لكنى كنت متمسكة بالتجربة.

■ حدثينا عن طبيعة العلاقات بين مصر وأوغندا؟

- العلاقات بين البلدين تطورت فى الفترة الأخيرة، خصوصاً بعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى أوغندا مرتين منذ توليه رئاسة البلاد، ما دفع العلاقات الثنائية للتقدم مقارنة بالسنوات الماضية التى شهدت تراجعاً فى علاقة مصر بالدول الأفريقية بما فيها أوغندا، لأن الأوغنديين كانوا يعتقدون أننا ننظر إليهم باستعلاء، الأمر الذى أضعف العلاقات، لكن زيارة الرئيس كان لها تأثير إيجابى.

■ ما الذى دفعك للعمل كسفيرة فى أوغندا؟

- لأن البلد له طبيعة خاصة وعلاقته بمصر طيبة مؤخرا، وكان العمل به تحد أمامى حتى أستطيع كسر القاعدة فى تولى السفراء الرجال المسؤولية، والحمد لله نجحت فى إنجاز المهام التى كانت أمامى، خاصة أنه عقب تسلمى المهمة فى فبراير 2017 وبعد أيام قليلة أبلغونى بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لأوغندا وكان مطلوباً منى أن أحضّر للزيارة فى سرية تامة، وقمت بعمل جلسات مع الجهات المعنية فى أوغندا للتحضير لزيارة الرئيس، وكان الموضوع يمثل تحدياً لأنها المرة الأولى لى فى مجال عملى كسفيرة أن أكون مسؤولة عن التحضير لزيارة الرئيس، وهى مسألة ليست سهلة، والحمد لله استطعت أن أقدم أوراق اعتمادى بعد الترتيب الناجح للزيارة.

■ فى رأيك ماذا يمثل الاستقبال الخاص والاستثنائى للرئيس السيسى من قبل نظيره الأوغندى والاهتمام بالزيارة؟

- بالتأكيد الاستقبال الخاص للرئيس دليل على المكانة الخاصة التى تحظى بها مصر فى أوغندا، كما أن الرئيس يورى موسيفينى، عاشق لمصر منذ عهد جمال عبدالناصر الذى يعتبره رمزاً للاستقلال والزعامة، ويرى أن السيسى امتداد لفكر عبدالناصر وفترة الستينيات التى كانت تشهد دوراً إيجابياً لمصر فى القارة الأفريقية ودعمها لثورات التحرر للدول التى كانت محتلة، بجانب دور مصر التاريخى فى مساعدة ودعم أوغندا فى التحرر والاستقلال من الاحتلال الإنجليزى، كما أن موسيفينى كان غاضباً من فترة حكم محمد مرسى لمصر، لأن عنده مشكلة طائفية فى أوغندا، بسبب نظام عيدى أمين، الرئيس السابق للبلاد، وكان ضد وجود حزب سياسى ذى طابع دينى، حتى إنه عندما قابل مرسى قال له «أنت عامل إخوان مسلمين فى مصر، وإذا عملت هنا إخوان مسيحيين يبقى الوضع إيه»! وكان يتمنى أن يرى مصر كما كانت فى الستينيات، حتى جاء السيسى الذى وجدوا فيه فكر عبدالناصر وبدأت العلاقات تعود لطبيعتها، حتى إن موسيفينى وصف علاقة بلاده بمصر بالحبل السرى، وزاد التقدير بين البلدين بعد زيارة الرئيس وبعد أن شاهدوه عن قرب ووجدوه متواضعاً، ما أدى إلى حدوث أمور خارج البروتوكول الخاص باستقبال الرؤساء.

■ مثل ماذا؟

- أولاً موسيفينى خرج بنفسه لاستقبال الرئيس وهو حدث غير معتاد فى أوغندا لأنه معتاد أن يوفد مندوباً لاستقبال الرؤساء، كما أن الاجتماع الذى كان مخصصاً للرؤساء ومدته وفقا لجدول الزيارة 20 دقيقة استمر ساعتين، كما أصر الرئيس الأوغندى على اصطحاب الرئيس السيسى فى سيارته الخاصة، وبعد مغادرة الرئيس البلاد وبعد انتهاء بروتوكول التوديع كنا نجلس على مقاعد بالمطار، وفوجئنا بالرئيس الأوغندى يقف فترة طويلة، وبصراحة شعرنا بالحرج لأن الرئيس الأوغندى يقف ونحن جالسون فقمنا لكن الرئيس طلب منهم الجلوس، وقال لى «هل تعلمين سبب وقوفى؟»، فقلت له: لا. فرد: «من عاداتنا عندما نودع صديقا عزيزا وله مكانة خاصة أن نظل واقفين حتى تعبر طائرته الخاصة أول (تلة)».

■ ما الهدف الأساسى من زيارة الرئيس لأوغندا؟

- الزيارة كان لها أكثر من هدف حيث كان الرئيس يسعى أولاً للتواصل الشخصى بين الرئيسين، بجانب عمل شراكة استراتيجية فى الموضوعات المهمة، خصوصاً مكافحة الإرهاب لأن أوغندا عندها خبرة فى هذا الأمر، حيث ساعدت الصومال فى مكافحة الإرهاب، بجانب التشاور فى قضية جنوب السودان وقضية مياه النيل، بجانب تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادتها.

■ وما النتائج التى ظهرت على أرض الواقع بعد الزيارة؟

- بالطبع النتائج بدأت تظهر للنور، من خلال الاستثمارات المصرية فى أوغندا التى بدأت تزيد، وأتوقع تطورا كبيرا فى المجالات الاقتصادية والسياسية، كما أن الرئيس الأوغندى داعم لمصر فى قضية مياه النيل، وذلك بعدما دعا رؤساء حوض النيل لعقد اجتماع لمناقشة الموضوع، وذلك للحفاظ على حقوق جميع الدول، خصوصاً مصر، من المياه بعد الأزمة التى أثارها بناء سد النهضة فى إثيوبيا.

■ فى رأيك هل السياسة الخارجية فى عهد الرئيس السيسى تغيرت للأفضل.. خصوصاً داخل القارة الأفريقية؟

- بالتأكيد علاقة مصر بالدول الأفريقية تغيرت للأفضل، من خلال الزيارات الناجحة للرئيس بعد السنوات التى شهدت فتوراً فى علاقة مصر بمعظم الدول الأفريقية، وزادت خلالها الفجوة، ما تسبب فى ابتعادنا عن الدور الإقليمى لمصر، لكن البوصلة حالياً تغيرت، والرئيس يدرك أن مصر لابد أن تعيد دورها الريادى فى القارة، وبالفعل بدأت الأمور تتغير وتعود مصر إلى القارة من جديد.

■ كم عدد أعضاء الجالية المصرية فى أوغندا؟

- الجالية المصرية ليست كبيرة، وأتمنى أن يزيد العدد لأنه لا يتجاوز 200 فرد، وهو ليس كبيرا لكنه يضم أطيافا مختلفة، فهناك رجال أعمال وأساتذة جامعة وممثلون من الأزهر والكنيسة وعمال وفنيون، وأتمنى أن تشهد الفترة المقبلة زيارات متبادلة وتواجدا أكبر من المصريين فى السوق الأوغندية ونستطيع الاستفادة من أوغندا لتوطيد العلاقة بين البلدين بالشكل الذى يفيدنا.

■ حدثينا عن الترتيبات التى سبقت وصول بعثة المنتخب إلى كمبالا لخوض مباراته مع أوغندا؟

- فى البداية أرسلت خطابا إلى وزارة الخارجية الأوغندية، وطلبت عقد اجتماع مع الجهات المعنية من الشرطة وممثلين عن اتحاد الكرة والمطار ووزارة الشباب والرياضة للتنسيق حول استقبال البعثة، وطلبت خلال الاجتماع زيارة مطار عنتيبى للإشراف بنفسى على كافة الترتيبات الخاصة بإجراءات الوصول، وشاهدت التعامل الجيد مع البعثة ويكفى أن خروج البعثة لم يستغرق 20 دقيقة، وهو أسرع خروج لبعثة خارجية، كما أن المطار به 6 «كونترات» (مكاتب لضباط الجوازات)، وطلبت تخصيص 4 للبعثة ووافق المسؤولون على طلبى، كما عاينت مكان انتظار أتوبيس المنتخب والسيارات المخصصة لباقى أعضاء البعثة وطلبت زيادة تأمين البعثة وتمت الموافقة على كل مطالبى، كما طلبت زيادة التأمين للبعثة أمام الفندق وأثناء نقل المنتخب من الفندق إلى الملعب للتدريب وأثناء المغادرة، وأعتبر نفسى محظوظة لأننى عاصرت أهم حدثين قبل انتهاء فترة عملى فى أوغندا هما زيارة الرئيس والمنتخب واستفدت منهما فى عملى كسفيرة.

■ ما وجهتك المقبلة بعد أوغندا؟

- سوف أتسلم عملى كسفيرة لمصر فى قبرص خلال الفترة المقبلة، وأنا سعيدة بتجربتى فى أوغندا التى أعتبرها «كورس» مكثفاً لعملى كسفيرة، خصوصا فى مسألة الترتيب لزيارة الرئيس، وأتمنى أن أواصل نجاحاتى فى قبرص التى تعتبر تجربة مهمة نظرا للعلاقات المتشعبة بين البلدين فى إطار التعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان فى حقول الغاز، وبحكم علاقة قبرص بالاتحاد الأوروبى وغيرها من الأمور التى تخص العلاقة مع قبرص.

■ وما رأيك فى مستوى المنتخب الأوغندى؟

- المنتخب الأوغندى تطور كثيرا خلال الفترة الأخيرة، رغم التغييرات التى حدثت فى الجهاز الفنى للمنتخب بعد تغيير الجهاز الفنى، وطموحاتهم زادت فى التأهل لكأس العالم، كما أن الشعب الأوغندى مهتم بالكرة ويتابع الدورى الإنجليزى بشغف كما يتابعون مباريات ليفربول ويشجعون محمد صلاح، لدرجة أن الصحف الأوغندية تنشر تقارير مطولة عن صلاح بشكل مستمر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية