x

أصدقاء «شريف» يطلقون مؤسسة لمحاربة الاكتئاب بعد وفاته

الخميس 07-09-2017 12:26 | كتب: سارة سيف النصر |
محمد ممدوح صديق شريف محمد ممدوح صديق شريف تصوير : اخبار

«أرجوكم.. ماتسيبوش بعض.. الاكتئاب مش شوية زعل وبيروحوا لحالهم.. الاكتئاب سرطان بياكل فيك لحد ما يجيب أجلك.. ربنا يرحمك يا صديقى.. هتوحشنى»، كلمات ودّع بها محمد ممدوح، 23 عاما، على صفحته الشخصية بـ«فيسبوك»، صديقه «شريف»، بعد انتحاره بسبب مرض الاكتئاب، فلم ينتظر «محمد» أن تمر الساعات الأولى على صدمة ذهاب صديقه إلا وقرر أن يُدشن هو وأصدقاؤه مؤسسة تطوعية لمحاربة والتوعية ضد مرض الاكتئاب، ويطلقون عليها اسم صديقهم المتوفى حتى يخلدوا ذكراه.. «مؤسسة شريف قمر».

«رسالة لكل أب وأم وأهل وأصحاب وأى شخص يعانى من الاكتئاب: هنحاول احنا نكون دايما جنب أي حد مصاب بلعنة الاكتئاب، اللى حابب يكون معانا يكلمنى، وأنا أقولُّه مطلوب إيه»، هكذا أعلن «محمد» عبر صفحته عن تأسيس مبادرته هو وأصدقائه، بعد عقد اجتماع في مساء اليوم الذي تُوفى فيه صديقه مع باقى «الشلّة»، حتى يناقشوا الأمر ويحوّلوا موت صديقهم من ألم وصدمة إلى شىء إيجابى.

«صديقنا كان بيعانى من الاكتئاب، وناس كتير غيره حوالينا، الناس بيستهزأوا بدَه، وساعات مابياخدوش بالهم وبتبقى النتيجة ان الاكتئاب بيزيد ويتحول لانتحار»، هكذا قال «محمد»، بعدما بدأ على الفور بالتواصل مع الأطباء النفسيين والإخصائيين لعرض الموضوع عليهم ودراسته بشكل دقيق. ويكمل: «فيه دكاترة وافقوا يعملوا ده بشكل مجانى، ودكاترة رفضوا ده، بس اللى اتأكدنا منه ان استحالة نخلِّى دكتور لكل مريض، هنعمل الموضوع بشكل أوسع، وهيبقى زى علاج جماعى، لأن العدد مهول».

«عقدة العلاج النفسى» والأسعار الخيالية للدكاترة والمصحات النفسية كانت أسبابا كافية عند أصدقاء «شريف» للهرولة لتقديم المساعدة والتوعية للناس: «فيه ناس كتير بعتولنا إنهم محتاجين علاج، بس مش قادرين على فلوسه، واحنا عاملين المؤسسة بشكل تطوعى غير هادفة للربح، وبالفعل اتواصلنا مع أول حالة، ووصّلناها لدكتور».

يسعى «محمد» وأصدقاؤه في الفترة المقبلة إلى وضع خطة مُحكمة لقيام المؤسسة على قدميها عن طريق إقامة ندوات ومحاضرات لدكاترة نفسيين للتوعية ضد الاكتئاب.

ويضيف «محمد»: «عاوزين كمان نعمل خط ساخن، اللى عاوز ينتحر يتصل عليه، ونوصّله بدكتور أو أي حد مننا يلحقه بسرعة.. والتوعية هتكون للمريض والأهل.. نِفسى يكون صديقى آخر حالة».

بعد تواصل «محمد» مع أحد أكبر الأطباء النفسيين بخصوص الفيديو الذي نُشر لصديقه قبل الانتحار، قرر أن يوجه رسالة: «يا ريت كل اللى نشر الفيديو يمسحه، وماحدش يتفرج عليه، لأن الدكتور قال لى ان الفيديو ده هيساعد أي مريض نفسى على إن حالته تدّهور أكتر».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية