بعد مرور 6 أشهر فقط على افتتاح الرئيس مبارك مشروع الصرف الصحى فى رشيد، غرقت المدينة فى بحيرات من المجارى، وحاصرت المياه الملوثة الأهالى داخل بيوتهم، التى باتت السلالم الخشبية السبيل الوحيد للدخول أو الخروج منها.
يقول محمد أحمد محمد العقدة، الذى يعمل فى مهنة تصنيع الأقفاص «50 سنة»: «لا أستطيع دخول منزلى الذى تحول إلى مستنقع، إلا بسلالم، علما بأن مشروع الصرف الصحى فى المدينة افتتحه الرئيس مبارك قبل 6 أشهر.. فكيف نعيش فى هذا المناخ الفاسد الذى يجلب لأهالى المدينة بأكملها الأمراض والأوبئة؟!».
وقال العقدة إنه من منطقة «قطقط»، وإن مياه المجارى أغرقت الطابق الأرضى بمنزله، مما اضطره وأسرته إلى إخلائه والإقامة فى الطابق الثانى، باستخدام سلم خشبى للصعود إلى هذا الطابق.
وأكد يوسف موسى «55 سنة»، بائع متجول، ومقيم بمنطقة الشهاوى، أن مياه الصرف دخلت غرفة نومه والرائحة لا تطاق فى المنزل، مشيراً إلى أن رشيد مهددة بكارثة صحية من جراء ذلك.
وفى منطقة الجناين، قال أحمد منيسى، صاحب محل بقالة: «كل مناطق رشيد غارقة فى مياه المجارى، بسبب فشل مشروع الصرف الصحى فى رشيد، الذى استمر العمل فيه نحو 15 سنة».
وأرسل عدد من المحامين فى رشيد إنذارات، على يد محضر، للدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الإسكان والصحة والبيئة والإدارة المحلية، ورئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، ورئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، ومحافظ البحيرة ورئيس مدينة رشيد، أكدوا فيها معاناة المواطنين بسبب فشل مشروع الصرف الصحى بالمدينة، وطالبوا بفتح باب التحقيق فيه. كما تقدم عدد من الأهالى ببلاغات إلى نيابة رشيد، وصفوا فيها مشروع الصرف بأنه وهمى.
وقدم الدكتور عبدالحميد زغلول، نائب مجلس الشعب عن إدكو ورشيد، طلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان، أكد فيه أن المشروع لم يتم الانتهاء منه بعد، ويعانى مشاكل يصعب علاجها وأن الوحدة المحلية توقفت عن توصيل الصرف الصحى على المشروع الجديد للمنازل، مما يعنى ضياع نحو 200 مليون جنيه تكلفة إنشاء المشروع.
وقال اللواء فتح الله الجندى، رئيس مدينة رشيد، إن منطقة قطقط من المناطق منخفضة المنسوب داخل المدينة، مما ساعد على تأثرها بموجة الأمطار التى شهدتها المدينة الفترة الماضية، وأدت إلى تراكم المياه فيها، مؤكدا أنه يجرى حالياً مد خط صرف صحى إليها وتوصيلها بالمحطة للقضاء على هذه المشكلة نهائيا.
