منذ إقصاء جماعة الإخوان الإرهابية، تسعى الدولة إلى إقناع المجتمع الغربى بجرائمها، ووفقاً لخبراء الإسلام السياسى فشلت الدولة فى تحقيق هذا الهدف، خاصة عقب تولى دونالد ترامب، رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، الذى خرج بتصريحات ضد التنظيم الدولى للإخوان وتوعد بإصدار قرار باعتبار «الإخوان» جماعة إرهابية ومطاردتها، لكن بعد فترة التزم الرئيس الأمريكى الصمت وتجاهل الحديث عن الإخوان فى كل خطاباته.
وقال عدد من خبراء الإسلام السياسى إن قيادات وشباب الجماعة يتحركون بحرية تامة فى معظم دول العالم، ورغم إرسال الأمن المصرى للإنتربول مذكرة بجميع أسماء الإخوان الهاربين إلى الخارج بالتهم الجنائية المنسوبة إليهم، إلا أن أمن أحد مطارات فى ألمانيا سمح بالإفراج عن عبدالرحمن عز، الناشط الإخوانى، الصادر ضده حكم فى أحداث العنف، وذلك بعد احتجازه وتوقيفه 5 ساعات فى مطار برلين بحجة أن التهم المنسوبة له سياسية أو جنائية.
وقال محمد سويدان، مسؤول العلاقات الخارجية لجماعة الإخوان، الهارب خارج البلاد، إن التنظيم الدولى للجماعة، نجح فى إجراء عدة اتصالات مع مسؤولين بالحكومة الأمريكية والكونجرس، وإقناعهم بالمستندات بأن الإخوان لم ولن تتورط فى ارتكاب أعمال إرهابية، وأنها دائما تصدر بيانات تدين الأعمال الإرهابية التى ترتكب فى معظم دول العالم حسب قوله، وفى الوقت نفسه نشر التنظيم الدولى للإخوان فى لندن، الشهر الماضى وثيقة أطلق عليها «وثيقة التعايش»، وقال فى النشرة الدورية التى تصدر عن مكتب إخوان لندن، إن الجماعة هدفها التعايش السلمى فى إطار مجتمع تعددى، ولا تسعى إلى فرض سيطرتها أو أفكارها.
وأوضح أحمد بان، الباحث فى الحركات الإسلامية: «فشلنا فى إقناع دول العالم بالجرائم التى ارتكبتها جماعة الإخوان، ويجب على المسؤولين فى مصر توثيق الجرائم التى ارتكبتها الجماعة فى حق الشعب المصرى وإقناع حكومات الدول التى تدعم جماعة الإخوان بالمستندات».
وأضاف أن قطر تمول عنف جماعة الإخوان وتسانده، وسخرت قناتها «الجزيرة» لخدمة هذا التنظيم، لافتاً إلى أنه رغم دعم تركيا الواضح للجميع للتنظيم، إلا أن الإدارة التركية لديها تحفظات على أداء قيادات الإخوان قبل وبعد ثورة 30 يونيو. وتابع «بان» أنه باستثناء دولتى «قطر» و«تركيا» فإن باقى حكومات الدول مثل أمريكا وألمانيا وإنجلترا ليست داعمة أو على خلافات مع الإخوان، فالعلاقة بينهم رسمية، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية استثمرت كثيراً فى الإخوان منذ عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، لافتاً إلى أنه من الصعب أن تأتى حكومة «ترامب» بإصدار قرار باعتبارها جماعة إرهابية.
وأكد أن التنظيم الدولى للإخوان تأثر كثيراً باستقلال إخوان المغرب والأردن عن إدارته، بالإضافة إلى قرار إخوان تونس «النهضة» وحماس فى غزة العمل بعيداً عن هذا التنظيم، موضحاً أن تلك الجماعات استطاعت أن تطور نفسها وتتعايش مع الظروف التى تمر بها بلادها، فاستقالت عن التنظيم الدولى، مشيراً إلى أن تلك التنظيمات لم تعتنق فكر الإخوان يوما لكن تأثرت بالفكر فى فترة معينة وبعدها تراجعت بعد سقوط الرئيس المعزول، محمد مرسى.
وقال اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز أمن الدولة السابق، عضو المجلس القومى لمكافحة الإرهاب، إن الإدارة الأمريكية مازالت تدعم جماعة الإخوان، وإن «ترامب» لم ينفذ ما وعد به من مطاردة تلك الجماعة الإرهابية، والتزم الصمت وترك الإخوان يتحركون بحرية تامة على أراضى دولته. وأضاف أن حكومات إنجلترا وألمانيا وبعض الدول العربية مثل تونس والمغرب والكويت تقف على الحياد من قيادات الإخوان وأرجع ذلك إلى اعتقادهم بأن تلك السياسة ستنجى بلادهم من خطر الإرهاب، قائلاً إن تلك السياسة فى بعض الدول نجحت ودول أخرى تعرضت للإرهاب.
وتابع «علام» إن الإنتربول يعمل بكفاءة فى عدد كبير من دول العالم، ولكن بعض التدخلات السياسية فى عمل هذا الجهاز من بعض الدول للإفراج عن متهمين تابعين لهم أفسد الكثير منها، مؤكدا أن الإفراج عن عبدالرحمن عز رغم صدور حكم نهائى ضده بالسجن 25 سنة فى أحداث العنف يرجع لأسباب سياسية.