x

٣ ملفات شائكة: الإخوان وحقوق الإنسان وقانون المنظمات

الأحد 27-08-2017 21:42 | كتب: محمد السيد علي |
ترامب يستقبل السيسي في البيت الأبيض، واشنطن، 3 أبريل 20147. - صورة أرشيفية ترامب يستقبل السيسي في البيت الأبيض، واشنطن، 3 أبريل 20147. - صورة أرشيفية تصوير : وكالات

تأرجحت العلاقات المصرية- الأمريكية منذ أن بدأت رسميًا بفتح قنصلية للولايات المتحدة فى 1832 وحتى الآن، بين التعاون والصراع عبر المراحل المختلفة، وبلغ الصراع ذروته عام 1967 حين قطعت القاهرة العلاقات السياسية مع واشنطن إثر قيام الأخيرة بتقديم دعم عسكرى غير محدود لإسرائيل فى عدوانها على مصر فى عدوان 1967، وبعد انتصار مصر التاريخى فى حرب أكتوبر وتحرير سيناء، تم استئناف العلاقات فى مارس 1974 وخلال سنوات قليلة استطاع البلدان بناء علاقات استراتيجية واقتصادية وأمنية تهدف لاستقرار المنطقة، رغم ما يشوبها بين الحين والآخر من خلافات.

وتتمثل نقاط الخلاف فى عدم وجود سياسة نهائية واضحة من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب حول مستقبل جماعة الإخوان فى مصر، وعلاقتها بالإدارة الأمريكية، ويلفت بعض السياسيين ومراكز الأبحاث والدراسات فى الولايات المتحدة إلى أن أى إجراء أمريكى لتصنيف «الإخوان» منظمة إرهابية سيثير حساسية كبيرة لأنه سيؤثر على علاقات واشنطن بعدة دول من بينها تركيا وقطر التى تحتضن «الإخوان»، ويبدو أن ترامب وإدارته يسعيان لتحقيق المعادلة الصعبة فى تبنى سياسة براجماتية فى القضايا الخارجية ومنها التعاطى مع «الإخوان» وفى يونيو الماضى حذّر وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون، من التعقيدات التى قد تواجه الولايات المتحدة وسياساتها الدولية فى حال تصنيف الإخوان على قوائم الإرهاب، وقال إن الجماعة تضم أجنحة متعددة باتت ضمن حكومات فى بعض الدول، وقال إن «تنظيم الإخوان يضم 5 ملايين عضو، وبات هناك داخل التنظيم أجنحة متعددة، والأجنحة التى ربطت نفسها بالعنف والإرهاب صنفناها على قوائم الإرهاب، ولكن هناك عناصر وأجنحة باتت جزءا من الحكومات فى البحرين وتركيا».

ومن النقاط الخلافية، قانون المنظمات غير الحكومية، وانتقاد واشنطن الدائم لمصر لعدم إحرازها تقدما على صعيد احترام حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية، وهو ما تنفيه مصر، لكن واشنطن انتهت إلى حجب مساعدات عن مصر بقيمة نحو 291 مليون دولار. وبحسب سفارة مصر فى واشنطن، تعتبر مصر حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة وشريكا رئيسيا فى السلام فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفى الحرب على الإرهاب، بسبب نفوذها الإقليمى وموقعها الجغرافى، وتحتفظ الدولتان بعلاقات عسكرية وثيقة، وتطورت العلاقات لتشمل التعاون فى مكافحة الإرهاب وعملية السلام وعمليات حفظ السلام فى أفريقيا وتعميق التكامل الاقتصادى الإقليمى، تفتخر مصر بالمشاركة فى 8 عمليات لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة من بين العمليات الـ 15 الجارية فى العالم، بإجمالى 2613 فردًا، وتحتل المرتبة العاشرة بين الدول المساهمة فى عمليات حفظ السلام الرئيسية لتحقيق الاستقرار الدولى. وهناك تحالف استراتيجى بما يعنيه من تعاون عسكرى وتدريب ومناورات مشتركة وبرامج تسليح وتصنيع عسكرى ومحاربة الإرهاب، ومع تزايد التطرف تواجه الدولتان تحديات أمنية غير مسبوقة، وأضافت السفارة أنه باعتبار مصر شريكا فى التحالف ضد «داعش»، فهى تعمل مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولى على توفير المعلومات الاستخباراتية، وقطع مصادر تمويل الإرهابيين وتجنيدهم، والاستفادة من المؤسسات الدينية فى مصر فى الخطاب الذى ينبذ التطرف.

وتقدم الولايات المتحدة دعما حاسما لمصر فى حملتها ضد «داعش» والإرهابيين فى سيناء، ويشمل تسليم مروحيات «أباتشي»، وهى من القطع العسكرية المهمة والمؤثرة فى الحرب على الإرهاب فى سيناء.

وتمتد الشراكة الاستراتيجية الأمريكية مع مصر إلى ما هو أبعد من المبادرات الدبلوماسية والتجارية لتشمل مجموعة واسعة من المبادرات التعليمية والثقافية التى تقيم صداقات دائمة، وتشارك الدولتان فى الحفاظ على التراث الثقافى الغنى لمصر عبر مشروع الحفاظ على الآثار المصرية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية