محمود عزت، قائد الجناح القديم فى الإخوان، كما يلقبه البعض، هارب من جهات الأمن منذ ثورة 30 يونيو حتى الآن، ويعد القائد الفعلى للجماعة ومرشدها، وتتبعه أجهزة الأمن، باعتباره المرشد بالإنابة خلفاً لمحمد بديع، المسجون حالياً، على ذمة قضايا عنف وإرهاب.
محمود عزت الهارب مع آخرين منذ عزل محمد مرسى، أحد لا يعرف مكانه بالتحديد، بينما أشارت تقارير أمنية فى بعض الأوقات أنه موجود داخل القاهرة، فى حين تخرج شائعات بين الحين والآخر، عن وجوده خارج مصر، وبالتحديد فى غزة، وأرغمته الظروف مؤخراً، نتيجة الصراع داخل التنظيم، على إصدار تسجيل صوتى، أول رمضان، زعم فيه إدارته للتنظيم من داخل مصر، وهو ما قامت الأجهزة الأمنية بتتبعه فى محاولة لمعرفة مكان.
يعرف عن «عزت» أنه الذى يدير الجماعة بالفعل، وأنه «داهية الإخوان» منذ اختياره عضواً بمكتب الإرشاد فى 1981، حيث تم إسناد تأهيل وتدريب الشباب إليه، ويقال إن الذين ظهروا بعد ثورة يناير فى قيادة الجماعة هم تلاميذ له، ومنهم محمد مرسى وسعد الكتاتنى ومحمد البلتاجى وعصام العريان، وجميعهم كان «عزت» السبب الرئيسى فى تصعيدهم بعدما تم إعادة تشكيل مكتب الإرشاد، وفقاً لرؤيته، والإطاحة بكل من يعارضه أو يفكر فى معارضته.
برزت قوة «عزت»، عندما خطط لإحداث تغييرات كبيرة فى مكتب الإرشاد، فكان المهندس الحقيقى فى تولى محمد بديع المسؤولية كمرشد للجماعة، خلفاً لمهدى عاكف، المرشد الأسبق المحبوس حالياً على ذمة قضايا، كما أنه كان السبب الرئيسى فى إبعاد الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد السابق، وإبراهيم الزعفرانى، كما أن بعض شباب التنظيم اتهم «عزت» بأنه كان سبب فى وصول الأجهزة الأمنية إلى القيادى محمد كمال، وتصفيته فى شقة بالقاهرة.
عزت ولد فى 13 أغسطس 1944، بمصر الجديدة بالقاهرة، وتعرف على الإخوان فى 1953، وانتظم فى صفوف الجماعة منذ 1962، ثم تعرض للاعتقال فى 1965، وصدر ضده حكم عليه بالسجن 10 سنوات، وخرج فى عام 1974، وأكمل دراسته وتخرج فى كلية الطب، وظلت صلته بالعمل الدعوى فى مصر موصولة، خصوصاً فى المجال الطلابى التربوى، حتى ذهب للعمل فى جامعة صنعاء فى قسم المختبرات عام 1981، ثم سافر إلى إنجلترا ليكمل رسالة الدكتوراه، ثم عاد إلى مصر ونال الدكتوراه من جامعة الزقازيق عام 1985.