قال الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري إن التصريحات التي تصدر عن الدول العربية الأربع بشأن الأزمة الخليجية تتسم بالتناقض وتتجاهل المبادرة الكويتية .
وأضاف آل ثان، في مؤتمر صحفي مشترك عقده اليوم بالعاصمة القطرية الدوحة مع نظيره سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، أن «قطر تتمسك برؤيتها في أن الحوار هو السبيل لحل الأزمة، وأن تتم عملية تسوية تبادلية ملزمة لكل الاطراف» .
وقال إن قطر دعت باستمرار إلى الحوار ولكن الدول «المحاصرة لقطر» السعودية والإمارات والبحرين ومصر لم ترد على المقترحات الكويتية بشأن الأزمة «ونأمل أن يتم احترام الوسيط الكويتي ودوره والبعد عن منهج عدم الرد» .
وأوضح الوزير القطري أن الوضع وبعد ثلاثة أشهر من بداية الأزمة هو أن الأزمة تحولت إلى مشكلة ليس مع الحكومة القطرية وأنما مع الشعب القطري، في إشارة إلى ما أسماه التأثير الإنساني الذي طال الأسر المشتتة والطلاب والمستثمرين القطريين .
وأشار إلى أن قطر واجهت صعوبات في بداية الأزمة وتحملتها الدولة وتتمثل في توفير السلع الاستهلاكية في الأسواق القطرية لتعويض تلك السلع التي ترد إلى قطر من الدول الأربع التي فرضت عليها حصارا اقتصاديا (السعودية، الإمارات، البحرين ومصر) .
وقال الوزير القطري إنه من الناحية الأخرى فقد كانت الأزمة محفزة لرجال الأعمال القطريين للبحث عن بدائل وخيارات وهو ما تحقق ووفر تنوعا في الأسواق والسلع لم يكن موجودا في السابق .
وأضاف «إن كان من ايجابية في الحصار فهو أنه قد جعل قطر أقل اعتمادا على دول الجوار الخليجية وأكثر انفتاحا على الأسواق وخلق فرصا جديدة تسهم بفاعلية في الاقتصاد القطري».
وقال الوزير القطري إن قطر اليوم أصبحت أكثر اعتمادا على نفسها في توفير الأمن الغذائي، مؤكدا أن قطر ظلت وفية لالتزاماتها الدولية بتوفير الطاقة لمختلف الأسواق العالمية بناء على التعاقدات في انتاج الغاز الطبيعي والتي لم تؤثر فيها الأزمة .
وقال آل ثاني إنه قد بحث مع نظيره الروسي والوفد المرافق له تطورات الأزمة الخليجية، مبديا ترحيبه بكافة جهود الدول الصديقة التي تدعم الدور الكويتي لحل الأزمة في إطار دول مجلس التعاون الخليجي .
وتناولت المحادثات الموقف الروسي من الأزمة الخليجية والتي تنادي بضرورة «وقفها في أقرب وقت ممكن، والحفاظ على وحدة مجلس التعاون ودعم جهود أمير الكويت».
وأشار الوزير القطري إلى أن المحادثات تناولت الأزمة السورية، قائلا «ندعم الجهود لإعادة الاستقرار في سورية»، مضيفا أنه تمت مناقشة الأزمة في ليبيا، واتفق الطرفان على دعم اتفاق الصخيرات وحكومة الوفاق، كذلك تناولت المحادثات الوضع في العراق.
من جانبه قال الوزير الروسي سيرجي لافروف إنه بحث مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر عددا من القضايا الإقليمية والدولية، والعلاقات الثنائية بين البلدين .
وأضاف «بحثنا مع الأمير هذه القضايا. ولمسنا تصميما من الأمير على تسوية كافة القضايا بالمنطقة. ونحن ندعم ذلك».
وقال لافروف إن «روسيا تدعم الوساطة الكويتية، واكدنا استعدادنا للمساهمة في هذا الشأن، مضيفا أن»روسيا لا تمارس مهام وساطة خاصة بالأزمة الخليجية وانما تدعم الوساطة الكويتية وضرورة حل الأزمة في الإطار الخليجي، وانه حمل افكارا تدعم الوساطة الكويتية، موضحا «كل أزمات دول المنطقة يجب أن تحل عبر الحوار».
وقال لافروف إن روسيا حريصة على تفعيل العمل المشترك بين روسيا وقطر، وعلى تفعيل عمل اللجنة المشتركة الروسية القطرية .
وقال وزير الخارجية الروسي إنه سيقوم بجولة أخرى في المنطقة في مطلع شهر سبتمبر القادم وستشمل السعودية والأردن .