x

بعد ارتفاعها لـ150 جنيها للكيلو.. ركود في سوق الأضاحي قبل العيد (تقرير)

الثلاثاء 29-08-2017 12:44 | كتب: رويترز |
الركود يضرب «سوق الخرفان» بمحافظة الدقهلية، 6 سبتمبر 2016. - صورة أرشيفية الركود يضرب «سوق الخرفان» بمحافظة الدقهلية، 6 سبتمبر 2016. - صورة أرشيفية تصوير : السيد الباز

تشهد سوق الأضاحي في مصر حالة من الركود قبل أيام قليلة من عيد الأضحى في ظل عدم قدرة الكثير من المصريين على الشراء بسبب تدني دخولهم، وسط جنون الأسعار الذي اجتاح كل السلع والخدمات عقب الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها مصر في الأشهر العشرة الماضية.

ويقول كريم الشرقاوي، تاجر ماشية من الفيوم لـ«رويترز»: «الإقبال ضعيف للغاية، والعام الماضي كنت أبيع من 10 إلى 15 رأس ماشية في الأسبوع، وهذا العام أبيع نحو 3 رؤوس فقط أسبوعيا»، وأضاف: «نعم هناك ارتفاع في الأسعار، لكن انظر أيضا إلى أسعار الأعلاف وإلى أين وصلت؟».

ويبلغ متوسط سعر كيلو اللحوم الحمراء نحو 100 جنيه (5.67 دولار)، ويرتفع إلى ما بين 140 و150 جنيها للحم الضأن لدى القصابين، ولكنه يصل في المجمعات التابعة لوزارة التموين ووزارة الزراعة وبعض المحافظات إلى ما بين 80 جنيها و100 جنيه للكيلوجرام.

وقال محمد شرف، نائب رئيس شعبة القصابين باتحاد الغرف التجارية، إن الإقبال على الشراء أقل من المتوسط، والتراجع بسبب قرب العام الدراسي الجديد ومصروفاته الكثيرة، لذلك شراء اللحوم يأتي في أولوية متأخرة لدى المواطنين.

وأضاف: «أسعار العجول وصلت إلى 60 ألف جنيه، مقابل 40 ألفا العام الماضي، ووصل متوسط سعر الخروف إلى 4 آلاف جنيه من 2500 جنيه العام الماضي».

وقال كريم قرني، صاحب محل جزارة: «الجزارون (القصابون) يتعرضون لخسارة بسبب حالة الركود، وأغلقت محلي العام الماضي عقب عيد الأضحى لمدة ثلاثة أشهر».

ولم تستطع سناء إبراهيم، ربة منزل، أن تخفي غضبها، وهي تتحدث مع مراسل «رويترز» في الفيوم، قائلة: «مفيش أضحية السنة دي، وفرحة العيد راحت خلاص، والأسعار مش معقولة، وإحنا مش قادرين نستحمل الوضع ده».

وتنفذ حكومة رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، سلسلة إصلاحات اقتصادية منذ نهاية 2015 سعيا لإنعاش الاقتصاد وإعادته إلى مسار النمو، من بينها زيادة أسعار الطاقة وإقرار قوانين جديدة للاستثمار وتعديلات على قانون ضريبة الدخل وإقرار قانون ضريبة القيمة المضافة والموافقة مبدئيا على قانون للإفلاس.

وفي إطار الإصلاحات، حررت الحكومة سعر الصرف في نوفمبر الماضي، ورفعت أسعار المواد البترولية مرتين خلال أشهر قليلة، فضلا عن زيادة أسعار الكهرباء والمياه والدواء والمواصلات.

ويشكو مصريون من بين ملايين يعيشون تحت خط الفقر من أنهم قد لا يجدون قوت يومهم بعد القفزات المتتالية في الأسعار، بما في ذلك مترو الأنفاق الذي يستخدمه ملايين المواطنين، ويبلغ الحد الأدنى للأجور في مصر 1200 جنيه.

وقالت نوال محمد، ربة منزل، في محافظة كفر الشيخ لـ«رويترز»، إن «عيد الأضحى سيعقبه دخول المدارس، وزوجي يعمل موظفا بالمحليات، ونحن أمام معضلة حقيقية وحيرة من توفير احتياجات المدارس مع مصاريف العيد، ولن نشتري لحوما كثيرة، سنكتفي باللحوم المجمدة أو لحوم وزارة التموين».

لكن ما قد يمثل انفراجة لدى الطبقة المتوسطة في مصر، وهي الأكثر تضررا من الإصلاحات الاقتصادية، هو لجوء الحكومة لتوفير الأضاحي واللحوم المذبوحة والمجمدة بأسعار منخفضة إلى حد ما في كثير من أنحاء مصر عبر 2000 منفذ تتبع وزارة التموين.

وقال ممدوح رمضان، المتحدث باسم وزارة التموين لـ«رويترز»، إن «الأسعار لدينا منخفضة جدا مقارنة مع أسعار القطاع الخاص، ولذا نشهد إقبالا كثيفا في منافذنا».

وأضاف: «لدينا رصيد من اللحوم الحية يكفي احتياجات البلاد لمدة 3.5 شهر، وطرحنا أكثر من 12500 أضحية كندوز سوداني بسعر 85 جنيه للكيلوجرام، ولدينا لحوم مجمدة برازيلية بسعر 60 جنيه للكيلو جرام، ولدينا منها كميات كبيرة استعدادا للعيد».

وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في وقت سابق هذا الشهر، أن معدل التضخم السنوي في مدن مصر قفز إلى 33 % في يوليو.

وهذا هو أعلى مستوى للتضخم في المدن منذ يونيو 1986، عندما بلغ 35.1%، وفقا لحسابات «رويترز»، كما أنه ثاني أعلى مستوى على الإطلاق منذ بدء تسجيل بيانات تضخم المدن عام 1958.

وفي الشرقية، قال يوسف عبد الحميد، صاحب محل منظفات، «مصاريف إيجار الشقة والمحل ومدارس الأولاد تستنزف كل دخلي تقريبا، ولا أشتري اللحوم البلدية (المحلية) نهائيا، وأعتمد على لحوم القوات المسلحة ووزارة التموين».

وبدأت القوات المسلحة في مصر منذ نحو عامين في توفير أعداد كبيرة من السيارات التي تجوب جميع أنحاء البلاد، خاصة المناطق الشعبية والفقيرة لتبيع اللحوم والدواجن والسلع الأساسية بأسعار مخفضة في محاولة لتخفيف العبء على المصريين.

وقالت آية محمد، من السويس، «والدي كان يشترك مع بعض الأقارب في شراء أضحية، لكن هذا العيد وبعد ارتفاع الأسعار بهذا الشكل سيكتفي بشراء لحوم مذبوحة».

ولجأ بعض المصريين هذا العام لشراء الأضاحي بالتقسيط أو بالمشاركة مع الأصدقاء والأقارب للتغلب على ارتفاع الأسعار، الذي يتراوح ما بين 30 و50% في بعض المحافظات.

وقال رمضان فتحي، من محافظة مرسى مطروح، إن «العيد في مطروح هو الأضحية، وبدونها لا تفرح الأطفال، ويبدو أننا سنلجأ لشراء الأضحية بالتقسيط من أجل أطفالنا».

ورغم تحرك الحكومة لتخفيف وطأة الإصلاحات الاقتصادية بإجراءات من بينها زيادة الدعم لبطاقات التموين والمعاشات ومنح علاوات غلاء، يضج المصريون بالشكوى من الغلاء الطاحن الذي يلتهم الدخل ويعجزون معه عن تدبير احتياجاتهم الأساسية.

وتقول رضا جمال، وهي سيدة مسنة تعيش في القاهرة، «كل حاجة غالية، لكن اللحمة غالية جدا ومقدرش أشتريها، وهستنى ولاد الحلال يوزعوها في العيد ولو مفيش هحمد ربنا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية