نظمت وزارة البحث العلمي بالتعاون مع وزارة الزراعة بمدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر، الخميس، ورشة عمل تدريبية لشباب الجامعات والمدارس لتشجيع زراعة «المانجروف» بساحل البحر الأحمر.
وقال الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين ورئيس قطاع الإرشاد الزراعي ورئيس الفريق التنفيذي لمشروع زراعة غابات «المانجروف»، إن ورشة العمل تهدف إلى تدريب ونوعيه الشباب بأهمية غابات «المانجروف» في حماية شواطئ البحر الأحمر من التآكل بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض والتغيرات المناخية، حيث ينفذ البرنامج من خلال التعاون بين وزارة الزراعة وأكاديمية البحث العلمي ومحافظة البحر الأحمر، موضحا أن المشروع التنموي يهدف إلى إعادة تأهيل «المانجروف» وتنفيذ نموذج لأول قرية بيئية مستدامة لجميع منازلها من خامات البيئة وتعمل بالطاقة الشمسية وسط غابات «المانجروف» بقرية القلعان بمرسى علم.
وأضاف خليفة أنه تم إنشاء 4 مشاتل لإكثار «المانجروف» وإنتاج الشتلات وتمت زراعة حوالى 100 فدان من «المانجروف» بمناطق سفاجا وحماطة والقلعان والقصير، موضحا أن بيئة «المانجروف» ترتبط بوجود الكائنات الحية من النباتات والحيوانات المصاحبة وبالتالي تعتبر مخزونا للمادة الوراثية، حيث تعد أشجاره مأوى للطيور وللعديد من الحيوانات البحرية والأرضية، كما أنه يحمي الشواطئ من التآكل ومن ارتفاع مستوى سطح البحر المتوقع نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وأوضح أن وجود «المانجروف» يؤدي إلى الحد من الملوحة الزائدة وتصل درجة الملوحة للأراضي التي ينمو فوقها «المانجروف» لحوالي 50 جزءا في الألف، بينما تزداد بشكل مفاجئ في الأراضي المجاورة مباشرة لحوالي 4 أمثال هذه القيمة، وتتخلص أشجار «المانجروف» من الملوحة عن طريق الإفرازات والتخلص من الأوراق المسنة والأعضاء المشبعة بالإصلاح.
ولفت المدير التنفيذي لمشروع زراعة «المانجروف»، إلى أن الجمال والماعز تتغذى على الأجزاء الخضراء لنباتات «المانجروف»، ومن الممكن أن يعتمد الإنتاج المحلي للعسل على نحل العسل الذي يستخدم أزهار «المانجروف»، وتوفر أشجار «المانجروف» المكان والمأوى للعديد من الكائنات البحرية مثل الأسماك والمحارات وبيئة جاذبة لتنمية وإنتاج الجمبري، مشيرا إلى أنه تم تجريب إنتاج عسل النحل على غابات «المانجروف»، وأعطى نتائج جيدة وعسلا ذات جودة عالية، ويعد هذا المشروع من المشروعات الاستثمارية للسكان المحليين .
وتابع: «بالرغم من أن السياحة البيئية لم تستخدم حتى الآن على نطاق واسع، إلا أنه يمكن اعتبارها مصدرا هاما للدخل، إذا ما استخدمت مناطق زراعة (المانجروف) كبقع خضراء لمشاهدة الطيور والتنوع الحيوي، خاصة أن معظم مناطق (المانجروف) توجد بالقرب من مراكز الجذب السياحي، وتعد المناطق الموجودة بمحمية رأس محمد ومحمية نبق بجنوب سيناء من أكثر المناطق المستخدمة في السياحة البيئية بمصر، وقد يكون هناك استخدامات صناعية أخرى محتملة لها مثل الصناعات الدوائية لكنها لم تتم حتى الآن».