x

أهالى ضحايا القطار من أمام المشرحة: لحد إمتى هيفضل مالناش تمن؟

السبت 12-08-2017 21:50 | كتب: نبيل أبو شال, رجب رمضان, ناصر الشرقاوي |
تصوير : محمود طه

مشاهد مأساوية شديدة القسوة، سيطرت على أرجاء مشرحتى كوم الدكة بمنطقة محطة مصر وسط الإسكندرية، ومستشفى رأس التين العام بمنطقة بحرى، أمهات وآباء وأشقاء مكلومون من هول الحادث وفقد الأخ والابن والأب فى الحادث، الصمت يخيم على الجميع والكلمات تنتزعها من المتحدثين بصعوبة شديدة، الحزن سيد الموقف ومطلب إقالة الحكومة هو الرابط المشترك بين «الحزانى».

«المصرى اليوم» رصدت الأجواء والأوجاع أمام مشرحة كوم الدكة، والتى امتلأت جنباتها بأهالى فقدوا أبناءهم فى رحلة قطار «مشؤومة» لا يدر بخلدهم على الإطلاق أنها ستكون آخر رحلة لهم فى الحياة الدنيا، الكل ينظر إليك بعيون زائغة وقلوب قطعها الحزن.

أنيسة مصطفى، 50 عاماً، قالت وقد اتشحت بالسواد منذ الصباح، حزناً على شقيقها الذى فاضت روحه إلى السماء من منطقة خورشيد: «أنا بدى أعرف بس هما المصريين هيفضلوا لغاية إمتى ملهمش تمن ودمهم هيبقى رخيص كده؟!، إيه يا مصر هما ولادك ملهمش سعر عندك ولا إيه؟، كل يوم عساكر من الشباب زى الورد بيموتوا فى سيناء على إيد الإرهابيين الخونة، وشعب بيموت من الجوع والمعيشة الصعبة، حتى القطارات مش رحمانا، هو فى إيه؟ مش كفاية العيشة واللى فيها، كمان أرواح الناس تروح هدر بلا قيمة!!»، واختتمت كلامها بالقول: «شيل الحكومة ياريس»

وأضافت: «اللى بيحصل من الحكومة ده إهمال لا يمكن السكوت عليه، وبعدين لغاية إمتى أرواحنا هتفضل رخيصة عندك يا حكومة، لازم يتحط حد للإهمال والتسيب والاستهانة بأرواح المصريين بالشكل ده، حرام أرواحنا تروح هدر»، وتابعت: «يلا معلش اللى راح راح بقى وخلاص، بس يا ريت العملية تقف لغاية هنا، ومنصحاش الصبح على كارثة وفجيعة تانية من كوارث الحكومة المصرية بتاعتنا».

وتابعت ريهام على، 23 عاماً، والدموع تنهمر من عينيها، حزنًا على فقد خطيبها ورفيق دربها، الذى كانت تحلم بأن تدخل عش الزوجية معه خلال شهور قليلة: «كرهت كل شىء برحيل خطيبى وحبيب عمرى وسندى، محمد».

لم تختلف الحال كثيرًا أمام مشرحة مستشفى رأس التين العام، التابع لمديرية الشؤون الصحية فى الإسكندرية، حيث الدموع والعويل والصراخ الذى لا يتوقف على الإطلاق، الكل يبكى ذويه من الكبار والصغار، ويحمل المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، وحكومته المسؤولية القانونية والجنائية الكاملة تجاه الحادث.

زاهية عطية، 50 عامًا، فقدت زوجها، قالت: «راح السند والعون، لكن ربنا كبير ومش حيسيب حق زوجى وأبو ولادى»، متمنية أن يغفر لزوجها وتحتسبه عند الله من الشهداء والصالحين، مضيفة: «للأسف الشديد مصر ولادها أصبح ملهمش تمن.. الدم أصبح رخيص قوى فى البلد دى.. المفروض إن الرئيس عبد الفتاح السيسى يحاسب كل واحد تسبب فى الكارثة دى ويحاكمه مهما علت مكانته، لأنه استهان بأرواح المصريين وميستهلش يقعد فى منصبه دقيقة واحدة».

ووسط الأهالى جلس أحمد الشوربجى، عجوز طاعن فى العمر، قال: إنه «لا يوجد لديه أقارب من الضحايا فى الحادث، لكنه فضل أن يكون موجوداً وداعماً لجميع ذوى الضحايا باعتبارهم أبناءه»، رافضًا الحديث فى تفاصيل الحادث قائلًا: «يا ريت الكلام يرجع اللى راح كنا إتكلمنا للصبح، لكن والله مفيش فائدة يا ابنى، وربنا يصبر الناس دى ويعوضهم على ما فقدوهم واللى راح منهم»، وطالب بإقالة حكومة المهندس شريف إسماعيل، حتى تنطفئ نار أسر المصابين والضحايا، لأن الحكومة هى المسؤولة عن الحادث من أوله إلى آخره «وذنب الناس دى كلها فى رقبتها».

ماهر رزق، أحد الناجين، قال: «إنه كان يستقل القطار القادم من بورسعيد، الذى صدمه القطار القادم من القاهرة بسرعة كبيرة، إلا أن الله كتب له النجاة من الحادث الأليم»، وأضاف أن أهالى عزبة خورشيد، التى شهدت الحادث، لم يتوانوا لحظة واحدة فى تقديم المساعدات والمساهمات لإنقاذنا من الموت المحقق ما يكشف معادن المصريين «الجدعان» فى ساعة المحنة والشدة.

وتابع: «للأسف كالعادة نسمع تصريحات من المسؤولين فى الحكومة بالإصلاح، وسرعان ما تدفن تلك التصريحات مع جثث الموتى الأبرياء، مشيراً إلى أن كارثة قطارى الإسكندرية- بورسعيد، ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة فى ظل الفساد والإهمال، فقد شهدت مصر العشرات من الكوارث المماثلة، راح ضحيتها آلاف المصريين الأبرياء»، متابعًا: «للأسف الشديد فإن مصر حققت مراكز متقدمة كثيرة فى الكوارث، فمصر تتصدر دول العالم فى كوارث القطارات وحوادث الطرق، وفى غرق العبارات، وفى انهيار العمارات، وفى نسبة البطالة، وفى انتشار الأمراض وفى الفساد».

وشدد على ضرورة تكثيف الرقابة من الدولة والتدخل المباشر من رئيس الجمهورية، لتحسين أوضاع السكك الحديدية والقضاء على الإهمال والفساد فى ذلك القطاع ووضع خطة تطوير حقيقية، الهدف الأول منها الحفاظ على أرواح المصريين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية