رغم تفاؤل عدد كبير من المبدعين بأن ثورة 25 يناير ستزيح الحواجز الرقابية على حرية الإبداع، فمازالت مشكلة المؤلف هانى فوزى مع الرقابة على سيناريو فيلم «الوضع تحت السيطرة» قائمة وتزداد سوءاً، فقد رفضت الرقابة الفيلم قبل أحداث يناير بسبب موضوعه الذى يتناول الفتنة الطائفية وأسبابها وخطرها، وكلفت لجنة جديدة لقراءة السيناريو وإبداء الملاحظات - على حد تأكيد المؤلف هانى فوزى الذى قال: «بعد نجاح الثورة ظننت أن الأمور تسير فى اتجاه الحرية فى الإبداع، ولن نجد المشكلات والتحفظات الرقابية نفسها، خاصة أن هناك عددا من المبدعين وصناع السينما والمختصين، وعلى رأسهم سيد خطاب رئيس الرقابة، طالبوا جميعا بإلغاء جهاز الرقابة، ولكن للأسف الشديد تحدثت أكثر من مرة مع رئيس الرقابة سيد خطاب ومع ذلك لم أجد رداً شافياً بل فوجئت بمماطلات لا أول لها ولا آخر، فمنذ يوم 11 فبراير لا أسمع منه سوى كلمة واحدة (بكرة أو بعده) وهكذا، وحاولت أن أصل لحل لكن دون جدوى، ويبدو أن الرقابة مازالت تتعامل بمنطق أمن الدولة القديم الذى يبت فى الأعمال الفنية ويمنع أى عمل جرىء يتناول أحوال الناس والبلد، وهذه ليست مشكلتى وحدى بل هناك عدد كبير من المؤلفين يقابلون نفس الرد ويعاملهم رئيس الرقابة بنفس الطريقة، منهم المؤلف عمرو سلامة الذى يقاسى الأمرّين مع الرقابة».
وعلى جانب آخر، أكد الدكتور سيد خطاب، رئيس الرقابة، أن أحوال الرقابة على ما يرام ولا صحة لما يقال عن وجود ارتباك أو مماطلة، وفيما يخص سيناريو «الوضع تحت السيطرة» فهناك لجنة يتم تشكيلها لقراءته وإبداء ملاحظات عليه رغم أن مؤلف الفيلم تم إبلاغه من قبل ببعض الملاحظات ورفض تنفيذها، كما رفض تسلم قرار الرقابة بالرفض واتجه للجنة التظلمات، وهذا هو الإجراء القانونى فى هذه الحالة لكنه يريد أن يحصل على موافقة من الرقابة دون اللجوء للجنة التظلمات.
وأضاف خطاب: «ما يدهشنى فعلاً أن الثورة بالفعل حققت حرية لا مثيل لها فى كل المجالات وبما فيها الرقابة التى أنادى أنا شخصيا بتقليصها أو إلغائها، وأثبتت أيضا الثورة أن الفتنة الطائفية مجرد أكذوبة وقشرة كانت على السطح ويتم الترويج لها لأهداف أخرى وأهمها الوقيعة بين الشعب وإلهاؤه عن أحواله، لذلك أتعجب بشدة من إصرار بعض المؤلفين على التمسك بنفس هذه الأفكار والترويج لها فى الأعمال، وأنا شخصياً لا أجد أى أهمية لتناول الفتنة الآن، وعلى المبدعين أن يحذفوها من قناعاتهم ويبدأوا عصرا جديدا بعد حذف كل الأكاذيب والأوهام التى كانت موجودة قبل الثورة.