x

الاحتلال يسرق وثائق «الأقصى».. ويعزز انتشاره الأمنى

الأحد 30-07-2017 20:50 | كتب: مروان ماهر, وكالات |
تصوير : رويترز

سرقت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، وثائق مهمة من المسجد الأقصى، تتعلق بأملاك وزارة الأوقاف فى القدس المحتلة وأراضيها، أثناء فترة إغلاقه أمام المصلين الأسبوعين الماضيين، وعززت قوات الاحتلال تواجدها حول أبواب الأقصى، وذكرت القناة الثانية العبرية، أنه سيتم وضع 6 عناصر بدلا من 3 على كل باب من أبواب المسجد، كما سيتم زيادة الكاميرات فى الشوارع المؤدية للمسجد، بعد فتح باب المطهرة بعد إغلاقه منذ اندلاع الأزمة، بالتزامن مع اقتحام المستوطنين المسجد مجددا من باب المغاربة تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.

وقال رئيس مركز القدس الدولى فى فلسطين حسن خاطر، إن الاحتلال سرق الوثائق تمهيدا لتهويد المدينة، موضحا أن الوثائق ستمكن الاحتلال من وضع يده على أوقاف القدس وأملاكها وعقاراتها باعتبارها أرشيفا خاصا بالمحاكم الشرعية لدى الأوقاف الإسلامية بالقدس، مؤكدا أن سرقة الوثائق تمثل كارثة حقيقية لأنها تخص أراضى 90% من القدس المحتلة.

وأوضح أن الوثائق المسروقة تشمل تفاصيل وأسرار الأوقاف والتوقيعات، وأن استيلاء الاحتلال عليها يمكنه من الحصول على التوقيعات وكيفية نقل الملكية والاطلاع على كل تفاصيلها ومحتوياتها، لافتا إلى أن الاحتلال بارع فى التزوير، بعد أن شرعن «قانون أملاك الغائبين»، الذى يمكنه من ابتلاع المزيد من الأراضى والمقدسات الدينية. وأفاد بأن اللجنة الفنية، التى شكلتها دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، ستقوم بحصر حجم المفقودات من الوثائق المسروقة.

وقال رئيس هيئة المرابطين بـ«الأقصى»، يوسف مخيمر، إن السرقة تمت خلال الأيام الثلاثة التى أغلق خلالها الاحتلال «الأقصى»، وقام بسرقة الوثائق من المتحف الإسلامى، وقسم المخطوطات، داخل الحرم القدسى، مضيفا، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، أن هناك لجنة فنية من وزارتى الأوقاف الأردنية والفلسطينية تقوم بحصر الخسائر من الوثائق، وأنه سيعقد مؤتمرا صحفيا لحصر الخسائر وإبلاغ المجتمع الدولى لضمان استرجاعها، لافتا إلى أن الفنيين يستغرقون 6 أشهر لترميم الوثيقة الواحدة.

واقتحمت قوات الاحتلال مخيم جنين واعتقلت شابين واندلعت مواجهات مع الفلسطينيين أسفرت عن وقوع عدة إصابات. وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» جمال محيسن، استمرار توقف الاتصالات مع الاحتلال حتى العودة للعملية السياسية واستئناف مفاوضات السلام التى ترتكز على قرارات الشرعية الدولية.

وينظر الفلسطينيون إلى تراجع إسرائيل عن التدابير الأمنية الأخيرة فى محيط المسجد الأقصى على أنه انتصار فى صراعهم مع الاحتلال، وهو خطوة نادرة لم يتحقق مثلها منذ أمد طويل، سجل فيها الفلسطينيون هدفا فى مرمى الاحتلال، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، وقال عوفير زالزبيرج، من مجموعة الأزمات الدولية: «تشجع الفلسطينيون للغاية بما اعتبروه نصرا لهم فى بحر من الهزائم». وأكد أن هناك شعورا كبيرا بالإذلال، فى صفوف الإسرائيليين، خصوصا فى أوساط اليمين، مشيرا إلى أن المتطرفين فى إسرائيل، يضغطون على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لعكس هذا الإذلال عبر الحصول على شىء آخر، ورأى أن الشبان الفلسطينيين الذين شاركوا فى الاحتجاجات وحققت إدارتهم انتصارا، سيكونون أكثر حرصا فى المستقبل على الضغط على قيادتهم حتى يتم وأد الانقسامات.

وقالت المسؤولة الفلسطينية السابقة، ديانا بطو، إن الحراك تجاوز كافة الخطوط، الدينية وغير الدينية، وجمع مسلمين ومسيحيين وأغنياء وفقراء، مشيرة إلى أن القيادة السياسية الفلسطينية والفصائل بما فيها «فتح» التى يتزعمها الرئيس محمود عباس «أبومازن» لم يكن لها دور فيما حدث، وإن الحراك بدأ عفويا وكان يقوده الشارع.

وذكر استطلاع للرأى أن 77% من الإسرائيليين اعتبروا أن إزالة البوابات الإلكترونية استسلام، وهاجمت صحيفة «إسرائيل هايوم» طريقة تعامل نتنياهو مع هذه الأزمة، وتعليقا على الانتقادات التى يواجهها على خلفية تعامله مع الاضطرابات قال: «أتفهم مشاعر الجمهور وأدرك الواجبات الملقاة على عاتق القيادة، الشخص الذى يجلس على هذا الكرسى يحمل على عاتقه المسؤولية العليا لضمان أمن إسرائيل، وأنا أتصرف وفقا لهذا المبدأ».

وأضاف خلال جلسة الحكومة الأسبوعية: «أعلم أن القرار الذى اتخذناه ليس سهلا، وبصفتى رئيسا للوزراء الذى يحمل على عاتقه المسؤولية عن ضمان أمن إسرائيل، يجب علىّ أن أتخذ قرارات برباطة جأش وبرشد، أقوم بذلك آخذا فى الحسبان الخريطة بأكملها وجميع التحديات والتهديدات التى نواجهها، وبعضها ليست معروفة للجمهور، وبطبيعة الحال لا أستطيع أن أفصح عن تفاصيلها».

وعلى صعيد متصل، قال العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، إن القضية الفلسطينية ومدينة القدس لها الأولوية الأولى لدى الأردن، لافتاً إلى أن الأردن مستمر فى القيام بدوره التاريخى فى حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالمدينة المقدسة. وأضاف: «لا يوجد صوت يتحدث كما يتحدث الأردن، فنحن نقوم بدورنا التاريخى والسياسى والقانونى، ونوفر الغطاء لمنع تهويد المقدسات بالرغم من حجم وصعوبة التحديات»، وحول مقتل أدرنيين برصاص حارس إسرائيلى فى سفارة تل أبيب بعمان، قال إن الأردن لن يتنازل أو يتراجع عن حقوق أبنائه، وسيكرس كل الجهود لضمان تحقيق العدالة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية