بحث سامح شكرى، وزير الخارجية، مع رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية (إحدى غرفتى البرلمان الفرنسى)، فرانسوا دى روجى، عددا من الموضوعات، على رأسها مواجهة خطر الإرهاب والأوضاع فى المنطقة العربية، وتعزيز التعاون بين البلدين، بحضور رئيسة لجنة العلاقات الخارجية بالجمعية. وأعرب «شكرى»، خلال اللقاء، عن تطلع مصر لاستمرار التعاون بين الجمعية الوطنية ومجلس النواب المصرى، كما هو الحال بالنسبة للعلاقات المصرية الفرنسية فى مختلف المجالات، وقدم شرحاً مستفيضاً للموقف المصرى تجاه عدد من الملفات المهمة، التى أبدى رئيس الجمعية الوطنية اهتماماً بالتعرف على تقييم مصر لها، وفى مقدمتها الاتفاق الذى تم توقيعه بشأن ليبيا فى فرنسا.
من جانبه، ثمّن (دى روجى) العلاقات المصرية الفرنسية، مشيراً إلى سابق عضويته فى لجنة الدفاع بالجمعية الوطنية، حيث شهد بنفسه عمق العلاقات المصرية الفرنسية فى مجال الدفاع.
واستعرض وزير الخارجية، مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ الفرنسى، كريستيان كامبون، صباح أمس، الموقف المصرى المتضرر من دعم قطر للإرهاب وتدخلها فى زعزعة استقرار مصر منذ عام 1996، مع بداية احتضان قطر الفكر المتطرف لمحاولة لعب دور إقليمى فى المنطقة.
وقال وزير الخارجية إن تأثير الدور القطرى تنامى مع اندلاع ثورات الربيع العربى وبزوغ ما يسمى (الإسلام السياسى) ودعم الغرب هذا التيار، مشيرا إلى أن رفض الشعب المصرى التيار الإسلامى المتطرف جعل الموقف القطرى يتجه نحو دعم التنظيمات الإرهابية لزعزعة استقرار مصر ومحاولة الإضرار بالوحدة الوطنية للشعب المصرى. وأضاف أن كل المحاولات التى بُذلت لإثناء قطر عن هذا المنحى فشلت، ما اضطر مصر إلى التحرك مع السعودية والإمارات والبحرين، للضغط على قطر لتصحيح مواقفها.
وأبدى «شكرى» أسف مصر من بعض المواقف الغربية، التى تأبى أن تدرك مخاطر المواقف والتصرفات القطرية وتأثيرها السلبى على استقرار المنطقة، وشدد على أنه لا يوجد أى تهاون أو تفريط مع مَن تلوثت يده بدماء المصريين.
واتفق النائب الفرنسى مع رؤية مصر بشأن خطورة ظاهرة الإرهاب، مؤكداً دعم فرنسا جهود مصر فى محاربته. وأعرب «شكرى»، خلال اللقاء، عن امتنان مصر للدعم الذى قدمته فرنسا للجانب المصرى خلال السنوات الأخيرة، واهتمام مصر بتمثيل فرنسا فى البرلمان الأوروبى، وتطلعها للدعم الفرنسى، فى إطار تواجدها الفاعل فى المؤسسات الأوروبية، على ضوء تفهم فرنسا التحديات التى تمر بها مصر.
وقال المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية، إن «شكرى» وجّه التهنئة لـ«كامبون»، بمناسبة توليه رئاسة اللجنة. واستعرض الوزير ركائز الموقف المصرى تجاه الوضع فى المنطقة، حيث اهتم الجانب الفرنسى بالتعرف على تقييم مصر للاتفاق، الذى تم توقيعه فى فرنسا بشأن ليبيا.
على صعيد الأزمة السورية، أكد «شكرى» أهمية البناء على التقدم المحرز فى جولة المفاوضات السابعة فى جنيف، والتى شهدت عقد العديد من اللقاءات التنسيقية.
من جانبه، قال رئيس اللجنة إن المبادرات التى طُرحت لحل الأزمة السورية لم تثمر عن نجاح يُذكر حتى الآن، وأبدى استعداد بلاده لتقديم المساعدة لحل الأزمة السورية.
وفيما يتعلق بعملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، عرض وزير الخارجية رؤية مصر، التى تؤكد مبادرة السلام العربية، باعتبارها الإطار الإقليمى الأفضل لحل الصراع،.