x

«زي النهارده».. وقوع معركة ميسلون بين السوريين والفرنسيين 24 يوليو 1920

الإثنين 24-07-2017 01:40 | كتب: ماهر حسن |

كانت هذه المعركة سببا في وقوع الانتداب الفرنسى على سوريا وتقسيمها إلى خمس دويلات، وقد بدأت نذر هذه الحرب تلوح في الأفق منذ يوم ٨ مارس عام ١٩٢٠ مع انعقاد المؤتمر السورى، الذي اتخذ عدة قرارات تاريخية تنص على إعلان استقلال سوريا بحدودها الطبيعية ورفض ادعاء الصهيونية في إنشاء وطن قومى لليهود في فلسطين، وإنشاء حكومة مسؤولة أمام المؤتمر وتنصيب الأمير فيصل ملكًا على البلاد.

غير أن هذه الخطوة لم تلق قبولا من بريطانيا وفرنسا واعتبرتا فيصل أميرًا هاشميًا لا يزال يدير البلاد بصفته قائدًا للجيوش الحليفة لا ملكًا على دولة، وعقد مؤتمر السلم في سان ريمو الإيطالية في ٢٥ إبريل ١٩٢٠، وقرر الحلفاء وضع سوريا تحت الانتداب الفرنسى، وفلسطين والعراق تحت الانتداب البريطانى، وكان ذلك سعيًا لتحقيق وعد بلفور لليهود فيها. ولم يكن مادارفى سان ريمو إلا تفعيلا لاتفاقية سايكس ـ بيكو، وإصرارا فرنسيا على احتلال سوريا واندلعت المظاهرات وأجمع الناس على رفض ما جاء بالمؤتمر من قرارات وتحت تأثير الضغط الوطنى رفض فيصل قرارات مؤتمر سان ريمو.

وفى أثناء ذلك تشكلت حكومة جديدة برئاسة هاشم الأتاسى في ٣ مايو ١٩٢٠ ودخلها وزيران جديدان من أشد الناس مطالبة بالمقاومة ضد الاحتلال، هما: يوسف العظمة، وعبدالرحمن الشهبندر، ورفضت هذه الوزارة أي تدخل خارجى واتخذت إجراءات دفاعية لحماية البلاد واتخذت فرنسا قرارًا بإعداد حملة عسكرية وإرسالها إلى بيروت؛ استعدادًا لبسط حكمها على سورياولم يلبث أن وجه الجنرال «گورو» قائد الحملة الفرنسية الإنذار الشهير إلى الحكومة العربية بدمشق في ١٤يوليو ١٩٢٠يطلب فيه قبول الانتداب الفرنسى، وتسريح الجيش السورى ولما سمع الناس بخبر هذا الإنذار، اشتعلت حماستهم وأقبلوا على التطوع واجتمع الملك فيصل بمجلس الوزراء في ١٦ يوليو ١٩٢٠ لبحث الإنذار وعارض العظمة الرضوخ فيما اتجه رأى الأغلبية إلى قبول الإنذار الفرنسى، وقبل فيصل الإنذار بموافقة وزرائه وبدأت الحكومة تسريح الجيش دون خطة أونظام واختلطوا بالجماهيرالغاضبة بسبب قبول الإنذار.

وساد الاضطراب وفى هذه الأجواء المضطربة كان الجيش الفرنسى على مشارف دمشق بقيادة گورو في ٢١ يوليو ١٩٢٠ بعد انسحاب الجيش العربى وأوقف فيصل تسريح الجيش وتقدم يوسف العظمة لقيادة الجيش السورى في الوقت الذي زحف فيه الجيش الفرنسى نحو خان ميسلون وخرج واشتبك مع القوات الفرنسية «زي النهارده» فى ٢٤ يوليو ١٩٢٠ في معركة غير متكافئة، هي معركة ميسلون والتى كان النصر حليف الفرنسيين كما استشهد يوسف العظمة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية