x

غسان سلامة المبعوث الدولي الجديد في ليبيا.. 5 مميزات أمام 5 تحديات

الجمعة 21-07-2017 17:20 | كتب: منة خلف |
تصوير : اخبار

منذ الإطاحة بنظام الرئيس الليبي السابق، معمر القذافي، وعلى مدار أكثر من 6 سنوات، استهلكت الأزمة الليبية 5 مبعوثين دوليين للأمم المتحدة، كان أولهم الأردني عبد الإله الخطيب، ثم البريطاني إيان مارتن، مرورا باللبناني طارق متري، فالأسباني برناردينو ليون، وأخيرا الألماني مارتن كوبلر.

وهاهو سادس مبعوث دولي، اللبناني غسان سلامة، المبعوث الدولي الجديد يتسلم المهمة، وسط مشهد ليبي زادت تعقيداته ومخاطره، إلا أن سلامة يتمتع بعدد من المميزات التي لا يستهان بها في مهمته الجديدة، حسب محللون سياسيون، كما أنه يواجهه أيضا عددا من التحديات.

وحسب الخبير بوحدة الدراسات العربية والاقليمية بمركز الأهرام، الدكتور زياد عقل، فإن تفعيل اتفاق الصخيرات وإجراء تعديلات عليه هو التحدي الأكبر بل المهمة الرئيسية لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا؛ ففي نوفمبر 2015، بدأ كوبلر مهمته كمبعوثًا دوليًا في ليبيا، باتفاق الصخيرات الذي عرقل البرلمان تنفيذه وطالب بتعديلات كان أبرزها علي المادة 8، فيما تم تشكيل مجلس رئاسي، بقيادة فايز السراج.

ورغم كل محاولات واجتماعات كوبلر مع الفرقاء الليبين، وتدخل دول الجوار والدول الكبرى، انتهت ولاية كوبلر ولا يزال اتفاق الصخيرات لم يدخل قيد التنفيذ، ولم يتم الاتفاق أيضا علي تعديله.

يقول «عقل» للمصري اليوم إنه أمام سلامة 5 تحديات، أهمهم تعديل اتفاق الصخيرات وتفعيله، ثم التواصل مع الفرقاء الليبيين بلا استثناء، والتواصل مع الميليشيات المتناحرة، وتوحيد القوي الإقليمية، وأخيرًا تهيأه المناخ المناسب للتسوية السياسية في ظل التطورات الأمنية والحرب على الإرهاب.

وقال «عقل» إن سلامة يجب أن يتجنب ما فعله سلفه كوبلر من إنحياز للغرب الذي يعاني انقسامًا سياسيًا، مؤكدًا علي أن سلامة جاء في مشهد سياسي وميداني مختلف، فسياسيا كانت القوي الإقليمية خاصة مصر والجزائر غير متفقتان علي مدار عامين بالنسبة لتعديلات اتفاق الصخيرات، الوضع الذي اختلف حاليا لرغبة جميع الأطراف في التسوية السياسية.

أما ميدانيا فقال «عقل» إنه يجب علي سلامة الانتباه لأمر الميليشيات لأن ليبيا تمر بمرحلة إعادة بناء تحالفات سياسية وبالتالي فهناك ميليشيات حاليا تتفكك ويعاد بناءها مرة أخري وهو الأمر الذي يمثل تحديا صريحا لعملية التسوية السياسية، وأيضا الانتباه إلي مدي تمكن استقطاب سيف الإسلام القذافي فصائلًا وميليشيات، وما إذا كان سيؤخذ ذلك في الحسبان في أي عملية للبحث عن تسوية مستدامة.

وقال الدكتور خالد حنفي، الباحث في الشئون الأفريقية، للمصري اليوم إن جنسية المبعوث العربية اختيار موفق في الفترة الحالية، لأنه بطبيعة الثقافة الليبية يتم اتهام البعثة الأممية الحالية بالعمالة والخيانة لجنسيتهم الأجنبية، وأن المجتمع الدولي يفرض سيطرته علي ليبيا، مؤكدًا علي أن الفيصل في مدى نجاح غسان هو مقدار الدعم الذي سيتلقاه من القوى الإقليمية أولًا والفصائل الليبية ثانيًا.

واتفق علي أن تنظيم الآلية التي سيتم تعديل اتفاق الصخيرات من خلالها هي المسؤلية الرئيسية لسلامة، وهي أن يتم تنظيم لجنة بها 15 عضو من مجلس النواب الليبي، و15 آخرين من مجلس الدولة، ومما لا شك فيه سيتم تعديل المادة الثامنة.

وبالعودة إلى الدكتور زياد عقل، الخبير بوحدة الدراسات العربية والاقليمية بمركز الأهرام، فإنه رجح الاتفاق علي أن يصبح هناك مجلس رئاسي ومجلس عسكري منفصلين، أي أنه لن يكون للمجلس الرئاسي نفوذ علي المجلس العسكري، وأن المجلس العسكري سيتبع مجلس النواب.

وأكد «عقل» أن أحد أهم العراقيل التي واجهت كوبلر هو قلة حجم التفاعل بين الفصيلين الرئيسيين في ليبيا وهم المجلس الرئاسي بقيادة السراج، والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وسيكون موقف حفتر في التعامل شخصيًا مع المبعوث الجديد مهمًا وفقًا للخبراء، نظرًا للتقدم الميداني الذي سجله الجيش الليبي على الأرض، ونظرا لما تسببت فيه الجفوة بين كوبلر وحفتر، التي استمرت عدة أشهر، ونتج عنها عرقلة مهمة المبعوث الدولي السابق.

وعن إمكانية اجتماع حفتر بسلامة، قال المتحدث باسم الجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري، للمصري اليوم، إن تعيين مبعوثا دوليا جديدا يعد مسألة سياسية، لا علاقة للجيش بها، وإنما تتعلق بمجلس النواب المنتخب، مضيفا أن مسألة اجتماع حفتر بسلامة غير واضحة بعد وأن مواقف سلامة ليست واضحة بعد.

وأوضح المسماري أن جنسية المبعوث الأممي لا تشكل فارقا وإنما صفته كمبعوثا دوليا هي الأساس، مؤكدا أن مهمته سياسية لا علاقة لمهمة الجيش الميدانية بها.

وعلي الرغم من صعوبة التحديات إلا أن سلامة يتولي المهمة متميزا بـ5 مميزات عن سلفه كوبلر، أهمهم جنسيته العربية، بجانب أن سلامه يبدو أكثر دراية بشؤون المنطقة العربية نظرا للمناصب الدبلوماسية التي تولاها من قبل، وثالثا قربه من عدد من أصحاب القرار في

المنطقة، ومعرفته الجيدة بكواليس الدبلوماسية الفرنسية في باريس لطبيعة عمله أستاذا للعلوم السياسية في جامعة السوربون والصداقة الشخصية التي تربطه بالأمين العام للأمم المتحدة الحالي، أنطونيو جوتيريس،

وأخيرا حسب الخبراء فإن سلامة يأتي في مشهد عربي مختلف، في إشارة إلي الأزمة الخليجية القطرية، وإن تكاتف الدول العربية وتوحيد صفوفها ضد دعم الإرهاب خاصة في ليبيا يعطي سلامة فرصة توحيد القوي الإقليمية والفرقاء الليبيين مما يسهل مهمته.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية