لقبت الأمريكية هيلين توماس بـ«عميدة صحفيي البيت الأبيض» وقد كانت أحد أهم رموز الصحافة الأمريكية وعملت صحفية في البيت الأبيض لستين سنة.
غطت أخبار الرؤساء الأميركيين من جون كينيدي إلى جورج بوش الابن وكانت طيلة هذه الحقبة متصدرة لقائمة أهم الصحفيين الأمركيين من خلال كتبها وأعمدتها في عدة صحف مرموقة، مما جعلها تحظى بمقعد في الصف الأمامي في البيت الأبيض لتوجيه أسئلة قوية وصريحة للرؤساء الأمريكيين. ويذكر لها أيضا مطالبتها للإسرائيليين بالخروج من فلسطين والعودة إلى ألمانيا أو بولندا، وربما كان هذا أحد أسباب استهدافها بحملات تشويه من قبل الداعمين لاسرائيل ولم يشفع لها مسيرتها الغنية عندما عبرت عن رأيها هذا حول الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، حيث ألّب عليها اللوبي اليهودي الصحفيين وتعرضت لحملة تشويه واسعة أجبرتها على التقاعد قبل وفاتها بحوالي ثلاثة أعوام.
وقد دفعت «توماس» ثمن تصريحاتها غاليا،حيث هاجمتها الصحافة الأمريكية، وتخلت عنها الوكالة التي كانت تعمل لصالحها، بينما وصف المتحدث باسم الأبيض تصريحاتها بأنها شنيعة وتثير الكراهية وفي2010 تصدرت توماس لائحة الأشخاص الأكثر كراهية لإسرائيل حسب معهد «سايمون ويزنتال» اليهودي.
لكن مواقف «توماس» من سياسة إسرائيل أكسبتها احتراما في أوساط الصحافة العربية التي تعتبرها تنتمي لشريحة قليلة من إعلاميي الغرب الذين رفضوا بشجاعة انحياز دولهم المطلق لإسرائيل وهي صحفية أمريكية مراسلة إخبارية وكاتبة عمود في صحف شركة هيرست، وعضو في فريق البيت الأبيض للصحافة حيث خدمت كمراسلة، ولاحقا رئيسة قسم البيت الأبيض في وكالة يونايتد برس انترناشونال وكانت أول امرأة كعضو في نادي الصحافة القومي، وأول امرأة عضو ورئيس لجمعية مراسلي البيت الأبيض، وأول امرأة عضو في «نادي جريديرون» وهو أقدم وأهم نادي للصحفيين في واشنطن دي سي ولها أربعة كتب آخرها: «كلاب حراسة الديمقراطية»، والذي تنتقد فيه دور وسائل وشبكات الإعلام الأمريكية في فترة رئاسة جورج بوش.
ووصفت وسائل الإعلام الكبرى منها على وجه الخصوص بأنها تحولت من «سلطة رابعة وكلاب تحرس الديمقراطية ومراقب على الديمقراطية» إلى «كلاب أليفة».
ولدت «توماس» في وينشستر، كنتاكي لوالدين مهاجرين من طرابلس لبنان وكانت عائلتهاتعرف سابقا بـ«طلوس» قبل إنشاء دولة لبنان من سوريا وتربت في ديترويت، ميتشيجن والتحقت بجامعة واين، وحصلت على البكالوريوس في 1942 عملت بعدها في أول وظيفة لها كموظفة طباعة في جريدة واشنطن ديلي نيوز ثم انضمت إلى وكالة يونايتد برس انترناشونال في1943 حيث قامت بإعداد تقارير عن المرأة لوكالة الأنباء تلك لاحقاثم كتبت في عمود لصحف المؤسسةوبعد 1955 قامت بتغطية نشاطات الوكالات الفيدرالية الأمريكية مثل وزارة العدل الأمريكية، مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الصحة والتعليم والرعايةالاجتماعية (وزارة سابقة) كما خدمت كرئيس لنادي المرأة القومي للصحافة بين 1959 و1960 وفي 1960 بدأت تغطي أنشطة الرئيس المنتخب لاحقا جون إف كندي لتلحق به في البيت الأبيض في يناير 1961 كمراسلة لوكالة يونايتد برس.
اشتهرت توماس بلقب «بوذا الجالس»، و«ظِل الرؤساء الأمريكيين»وابتداء من فترة الرئيس كندي أصبحت هي من يطرح السؤال الأول على الرئيس لانها عميدة المراسلين، وهي من ينهي اللقاء بالقول: «شكراالسيد الرئيس لكن بوش الابن حرمها ذلك الامتياز وقد وجهت نقدا لفترة رئاسة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش للولايات المتحدة الأمريكية حيث تقول أن الرئيس الأمريكي بات ومنذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية على الولايات المتحدة ينظر إلى كل من يعترض على سياساته، وخاصة في العراق»على أنه يقف مع الإرهابيين، وإذا كان أمريكيا فإنه غير وطني كما تقول.
وأضافت في حوار صحفي لها أجرته في 2004 إن ذلك المنطق العجيب سرعان ما أفقد أمريكا احترامها وهيبتها في العالم، وبدد الصورة الديمقراطية للولايات المتحدة.
وقالت أمام مركز الحوار العربي في واشنطن أن بوش الابن هو أسوأ الرؤساء الأمريكيين على الإطلاق، لأنه أدخل العالم في مرحلة من الحروب الأبدية المستديمة، وهو ما يكرر أهوال الماضي وفي عهده خسرت أمريكا معظم أصدقائها في العالم إلى أن قدمت استقالتها في يوم 8 يونيو2010 على إثر إدلائها بتصريح قالت فيه عن إسرائيل:«هؤلاء الناس محتلون وعليهم أن يرجعوا إلى ألمانيا أو بولندا...أخبِرْهم أن يخرجوا من فلسطين» وتوفيت بعد ثلاث سنوات من استقالتها تحديدا «زي النهاردة» في 20 يوليو 2013 عن92 عاماً.