ناقش المهرجان القومي للمسرح، في دورته العاشرة، المقارنة بين دور المؤسسات المسرحية الرسمية والأهلية، وذلك من خلال ثاني ندواته التي نظمها اليوم، بالمجلس القومي للثقافة، بدار الأوبرا، خلال جلستين، أولهما تناول دور المؤسسات المسرحية الرسمية في تلبية احتياجات الجمهور فكريًا وجماليًا، بالإضافة إلى الجلسة الثانية التي ناقشت دور المؤسسات الأهلية في المسرح المصري.
وناقش الندوة كل من الأستاذ أحمد هاشم، والدكتور محمد زعيمة، وبحضور الدكتور حسن عطية، رئيس المهرجان، بالإضافة إلى عدد من المهتمين بالحركة المسرحية.
وتناول الأستاذ أحمد هاشم، ورقته البحثية التي اشتملت مناقشة دور المؤسسات الرسمية في المسرح ومساهمتها في إنتاج عدد كبير من العروض المسرحية، متساءلاً هل تنجح في اجتذاب الجمهور من عدمه وأن ذلك في اطار تلك المعادلة لا سيما في ظرفية اقتصادية وأننا نلمس أنها ظروف صعبة نعرف المسرح لم يعد في جدول أو مستهلك المواطن العادي لظروف كثيرة.
وأضاف أن المسرح كأي سلعة تستطيع أن تجذب الجمهور من عدمه ويتوقف ذلك على طريق عرضه على المستهلك وكيفية الوصول إليه بطرق شتى، والقدرة الشرائية.
وأشار إلى أن الدولة تمتلك مجموعة من المؤسسات الرسمية ذات التاريخ، مستدلاً بالبيت الفني للمسرح، والهيئة العامة لقصور الثقافة، ودار الأوبرا، صندوق التنمية، مضيفًا أنه علينا أن نضع أيدينا على الواقع المسرحي «المؤلم» والذي يعتقد أنه «تعيس» و«مرير» في جوانب منه، متخذًا كل من «البيت الفني»، و«قصور الثقافة» كمثالا لموضوع المناقشة.
وتساءل هل تريد الدولة بالفعل أن تصنع مسرحًا وكيف علينا أن نخلق الجمهور، مستدلاً بإحدى الفرق المسرحية الخاصة التي ظهرت مؤخرًا وبات الحصول على مقعد لحضور عرضها بمثابة حلم للجميع.
وانتقد إلى أننا أصبح الهدف هو «تستيف» الأوراق أهم من المنتج والجمهور نفسه، وعدم الاهتمام بالنصوص وموائمتها في المكان من عدمه وأن ما يهمنا في الوقت الحالي هو الورق ليس إلا لنكون قدمنا موسم مسرحي.
واستدل على أنه رأى أحد المسرح الثقافية الجماهيرية تقدم ليلة واحدة فقط بسبب عدم وجود دعاية، مضيفًا أن القائمين على المواقع الثقافية في الأقاليم يرى في بعض الأحيان أن الفعاليات الفنية هي عبء فهو يحتاج فقط لاجراءات ورقية موقع عليها فقط ليهيئ لنفسه أنه تم افتتاح المسرحية فقط، بالإضافة إلى غياب التسويق بين مؤسسات الدولة والتي تعتبر ركيزة أساسية من ركائز أي عمل وغياب الجانب التسويقي يؤثر على الحالة المسرحية بشكل عام، مختتمًا بأنه في النهاية أننا لدينا مسرح ولكن بلا عقل.
وأضاف الدكتور محمد زعيمة، من خلال ورقته البحثية، أنه حزين عن غياب دور المسئولين ومديرو الفرق المسئولة والمعنية بهذه المشكلات، متساءلاً هل مازلنا بعد كل ما يحدث في مصر نتحدث مع أنفسنا ويصبح المسؤول في برج عاجي، مؤكدًا على عدم استيعابهم للمشكلة.
وأشار إلى أنه يجب التركيز على 3 أشكال من المؤسسات التي تنتج المسرح وهم البيت الفني للمسرح، الهيئة العامة لقصور الثقافة، البيت الفني للفنون الشعبية، لافتًا أن الثلاثة كل واحدة لها خصوصيتها التي لا تعلمها للأسف، وأنهم مسرح المحترفين وبالتالي فكل من يعمل فيه المفترض هو مصدر رزقه وحياته وبالتالي له خصوصية.
وأضاف أنه داخل هذه الفرق كل له طبيعة خاصة ونوعية العروض التي تقدمها وإذا قمنا بتحليل لماذا أنشأوا هذه الفرق وهذا منذ نشأة هيئة المسرح سنجد أنه كان هناك وعي بأن كل الجمهور في مصر ليس جمهورًا واحدًا فهناك تنوع في الثقافة أو العمر وكل فرقة لها هدفها ومخاطبة نوعية من الجمهور لتقديمه.
وتابع أنه لذلك نجد أن في البيت الفني للفنون الشعبية فرق المفترض أنها مغايرة وموجودة بالبيت الفني، ومن الممكن أن يقدم عروض على هذه الفرق ولكنها لا تصلح تحت مسمى الفرقة، مستدلاً أنه عاصر مشكلة في أحد العروض بالبيت الفني للفنون الشعبية كانا بهما عرضين أو ثلاثة كان عليهم عائق لأن رئيس البيت وقتذاك رأى أنها لا تصلح للعرض لديه وكان هناك اصرار على تقديم تلك العروض وانتقلا بالفعل إلى مسرح أخر وتم تقديمهم.
فيما ناقشت الجلسة الثانية دور المؤسسات الأهلية في المسرح المصري والتعرف على الأزمات التي تواجهه والحلول وطرق معالجتها.