نظمت إدارة المهرجان القومي للمسرح، أولى ندوات دورتها العاشرة، وذلك بالمجلس الأعلى للثقافة، بدار الأوبرا، بمشاركة الوفد الإماراتي وهم، أحمد أبورحيمة، رئيس دائرة الثقافة والاعلام بإمارة الشارقة، المخرج والكاتب ومصمم السينوغرافيا، محمد العامري، والكاتب والفنان عبدالله مسعود، والمخرج والفنان حميد سمبيج، وأدار الندوة الناقدة داليا همام، بحضور عدد الدكتور حسن عطية، رئيس المهرجان القومي للمسرح، وعدد من المهتمين بالمسرح.
وناقشت الندوة والتي جاءت على جلستين، الحركة المسرحية في دولة الإمارات منذ نشأتها وما وصلت إليه، وسرد عدد من مدارسها المسرحية، وعرض نماذج مما تم تقديمه في السنوات السابقة.
ورحب الدكتور حسن عطية، بالوفد الإماراتي، وبدأت الجلسة الأولى بمشاركة كل من أحمد أبورحيمة، رئيس دائرة الثقافة والإعلام بإمارة الشارقة، والمخرج والكاتب ومصمم السينوغرافيا، محمد العامري.
وأوضح «أبورحيمة»، أن المتتبع للحركة السمرحية يعرف أنها كانت في بداية الخمسينيات وانطلقت من المدارس والنوادي الرياضية وتم تقديم العديد من الأعمال التي خرجت من المسرح المدرسي لتقديم الاسكتشات البسيطة، وتلاها الانتقال إلى وجود المعسكرات الكشفية والتي تخرج منها العديد من النجوم.
وأضاف أن الحركة المسرحية تغيرت مع تكوين الاتحاد والتي قدمت الكثير وأن الإمارات قدمت الدعم، مستدلاً بالعديد ممن أثروا وقدموا خبراتهم ومنهم ذكي طليمات، وخبراء من السودان والعراق، واصفًا إياهم بأنهم أكثر المؤثرين للحركة المسرحية، وأن هذه الفترة بدأت في تطوير أدوات الممثل مثل مسرحية «مقهى أبوحمزة» أن الكل يتحدث عنها في الإمارات ومن خرجوا من عباءاتها مثل أحمد الأنصاري، حسن رجب، مؤكدًا أنهم خرجوا من هذه الدورة التدريبية باحترافية وقدموا كثيرًا من الأعمال وهم أقوى «رموز» والتي امتدت هذه الفترة أكثر من 20 عام.
وأشار إلى أن مهرجان أيام الشارقة المسرحية تعددت الفعاليات به ورجعوا في أكثر من مهرجان في الامارات، مسردًا عن مهرجان المسرح الصحراوي والتي يتفاعل الجماهير معه الذي هو من أولى أهداف المسرح الوصول للجماهير، مستدلاً تقديم المخرج محمد العامري ملحمة «داعش»، مشيدًا بدور حاكم الشارقة في دعم الحركة المسرحية، أملاً في تقديم المرحلة العالمية.
وأردف «أبورحيمة» أن الكتابة لدولة الإمارات بدأت مع اتجاه المسرحيين للاقتباس من المسرح العالمي ومن ثم بدأت القصة تدخل إلى عطش فصار هناك الحنين إلى التراث وقدمت الكثير من الأعمال وبدأت تدخل إلى التكرار وبالتالي تقديم نصوص جميلة، موضحًا أنه طالما الكاتب مدركًا وواعيًا فيكون ذلك جيدًا وانتقلت في العقدين الأخيرين في الكتابة وتطورت وبالتالي أصبح حاليا هناك الكثير من النصوص، لافتًا أنهم يقدمون جوائز تشجيعية على ذلك بهدف النهوض بالحركة المسرحية والحاجة إلى الكثير من النصوص من أجل مواكبة الركب العالمي، أملين بأن نرى الكتابة على مستوى الوطن العربي بأكمله.
وعن سؤال حول قلة تواجد العنصر النسائي في الإمارات أوضح «أبورحيمة» أنه على العكس فلديهم «تخمة» منهن، لافتًا أنه للأسف كعرب دائمًا مشكلتنا بالصضورة النمطية التي نسمعها وتكوين أفكار عن الأخرين ولكن في الامارات لديهم العديد من المجالات والتي تقلدت بها المرأة العديد من المناصب ووجدت لها متسع كبير بها.
وأضاف المخرج محمد العامري، أن هناك جهود كبيرة من خلال القيادة في تطوير الحركة المسرحية وتوفير كل ما يلزم ودفع دماء جديدة لفنانين داخل الإمارات والتواصل مع أساتذة وكل من تأثروا وتتلمذوا على أيديهم في المسرح الخليجي والعربي.
وأشار إلى أن السعي في هذا الاتجاه بدأ من خلال المسرح المدرسي خلال المسرح المدرسي، والتجارب الشابة والمسرحيات القصيرة، بهدف تأسيس جيل جديد يتعامل بمفهوم آخر مع كل عناصر العرض المسرحي إلى جانب كل من تالقوا في السابق من المبدعين، لافتًا أن هناك دماء شابة جديدة في أيام الشارقة المسرحية خرجت الكثير من الوجوه الفنية وأن التعاون مع العروض الجديدة مع تطور المسرح والانطلاق من مرحلة التأسيس وأن هذا الجيل الجديد حاول التعاون مع المسرح بفكر جديد وبحث في تطويره.
وتابع أن الأعمال المسرحية خرجت من الشكل الكلاسيكي المتشابهة بالعروض الشعبية إلى الاحترافية فبدأت العروض في انطلاق أيام الشارقة المسرحي مؤكدين أن هناك مستوى مختلف للمسرح الإماراتي.
وأشار إلى أنه قدم الكثير من الأعمال والذي قد سُمي من خلالها بـ «مجنون المسرح»، موضحًا أن رحلة البحث مجنونة للوصول إلى أكثر مراحل التواصل مع المتلقي والتي بها حالة مع البحث والجنون مع كل عناصر العرض المسرحي، مسردًا عدد من المسرحيات خلال رحلة البحث والتي كانت من خلال النص المقدم صاحب السمو، والكاتب إسماعيل عبدالله، والذي قدم نصوصًا كثيرة باللهجتين الإماراتية والعربية الفصحى، مشيدًا بالجهود العربية والتي كانت لهم الأثر والدور الكبير في تطور الحركة المسرحية خلال رحلة البحث.
وعن الإخراج والسينوغرافيا، يوضح المخرج أنها تطورت في الإمارات وامتدادًا للعالم العربي، وأنه تم التعاون مع كل عناصر العرب والبحث كان السبيل للوصول لوفرة الخيارات الموجودة بالدورة وتم توصيل الفن لأكبر شريحة من المجتمع وهذا ما حدث في الدورات الأخيرة في امارات الشارقة وفي المهرجانات المختلفة «الكشفي، المدرسي، الصحراوي، القصيرة» فجميعهم فرصة لكل الشعب للانضمام والتجربة وانطلاقة جديدة لاستقطاب كل الدماء.
وأوضح أنه بدأت في أيام الشارقة المسرحية وقدم الكثير من العروض وتأثر مع زملاءه وكانت هناك منافسة مع وجود خبرات ونقاشات أثرت في تكوينه، مستدلاً بـ المسرح التجريبيي بالقاهرة، والذي كان له الأثر الكبير في مشاهدة عروض مغايرة والخروج على النطاق التقليدي والتي قدمت شكل مغاير ومختلف.
وأشار المخرج إلى أن الاحساس بوجود مشكلة في النصوص المسرحي لذا وجب البحث عن النصوص وخرجت التجارب التي أصبح المخرجون يكتبون لعدم وجود فكرة التي يمكن تواكب الأحداث الحالية.
وأضاف أن القائمين والعاملين في المسرح والسينوغرافيين كانت أعدادهم قليلة في السابق ولكن مع تطور الحركة المسرحية زادت بالإضافة إلى الأفكار الجديدة والامتداد، لافتًا أن هناك ارتباط بين السينوغرافيا والإخراج وهما امتداد لبعضهما البعض.
فيما ناقشت الجلسة الثانية من الندوة، والتي شارك بها كل من الكاتب والفنان عبدالله مسعود، والفنان حميد سمبيج، مهرجان الأطفال والاحتياج لمسرح متنوع.
وقال الكاتب والفنان عبدالله مسعود، إنهم بحاجة إلى مسرح متنوع ومناقشة ما يدور في المحيط العربي ولم يكن في «العالمي»، لافتًا أنه من المهم أن يشاهد الجمهور هذه الأعمال.
وأضاف أنه بالفعل هناك حضور جماهيري لديهم مميز والموسم المسرحي يعمل خلال الأجازات الأسبوعية ويقدم أعمالاً لهم، وأنهم يقومون باستقطاب شريحة كبيرة وهناك اهتمام من جمعية المسرحييين وبدعم من حاكم الشارقة.
وتابع أن مهرجان الطفل ساهم بشكل كبير في إنضاج الجمهور وأن هذا يساعد على الاستمتاع والبعد عن أمور أخرى مثل التطرف وغيره من المشكلات، لافتًا أن هذا المهرجان هام جدا في الامارات.
وأضاف أنه يعشق المسرح العربي وأنه إذا لم تكن ايجابيا في المجتمع فكيف تكون في صناعة الفن، مشيرًا إلى أن أيام الشارقة المسرحية هي سبب وجود المسرح الإماراتي وأن الفنون كبشر ولكن لا نعرف كيف يتم تقديمها، وأن تجربة التمثيل بالنسبة له كانت مثيرة ومرعبة في بداياته ولكن اختلف الوضع حاليًا، ويتم ترجمته من خلال التصفيق على خشبة المسرح من الجمهور.
وأشاد الفنان حميد سمبيج، بالمهرجان، لافتا ان المسرح المصري يشمل قطاعات كبيرة ومهمة وقد يكون أكثر تألقًا وبروزًا من خلال جميع العناصر.
وأضاف أن هناك مسابقة للمدرس والتأليف المسرحي وللطالب والتي تناقش العديد من القضايا، وأن أي تجربة مسرحية أشرف عليها خلال المسرح المدرسي فكانت بها فائدة كبيرة واستفاد منها ووصفها بـ «الثرية» وحققت نجاحًا كبيرًا، وأن هدفهم سلوك الطفل وتفوقه في دراسته وأن يكون مطلعًا.