أجل المنتج أحمد الجابرى مسلسل «النيل الطيب»، الذى وقع على بطولته محمود حميدة قبل قيام ثورة يناير بفترة، وكان البحث جاريًا عن أبطال للعمل.
الجابرى أكد، لـ«المصرى اليوم»، أن قراره سببه حالة الارتباك التى يتعرض لها الوسط الفنى، والتى يتوقع أن تمتد لفترة طويلة لحين استقرار الأوضاع السياسية والأمنية، وقال الجابرى: أزمة الفن تتمثل فى أن فكرة الشراء أصبحت صعبة جدًا، فالتليفزيون المصرى الذى كان أحد أهم المساهمين فى شراء الأعمال الفنية يمر بمرحلة عدم استقرار، وكذلك القنوات الخاصة، والسبب الرئيسى أن الإعلانات تكاد تكون معدومة الآن، وهى العنصر الأساسى الذى يتحكم منذ سنوات عديدة فى التسويق وحركة البيع والشراء وأسعار المسلسلات، وكذلك أجور النجوم، فالنجم الذى كان يجلب اسمه إعلانات أكثر، يطالب بمنتهى الثقة بأعلى أجر، وفى حالة انهيار القاعدة الأساسية للشراء بانهيار الإعلانات، نجد أن الأمور انقلبت، ولحين استقرار أحوال المعلنين، لا يمكن الحكم على أى شىء سواء سعر النجم أو ميزانية المسلسل أو سعر بيعه، والحل الوحيد، هو التكاتف بين النجوم وصناع الفن بمعنى تخفيض النفقات والأجور المليونية، وعودة المسلسلات ذات الميزانيات المحدودة، ولو بشكل مؤقت، حتى يسهل بيعها وشراؤها وتنتعش الحياة الفنية من جديد، لأن أى مبالغة فى الأسعار سترفض من القنوات، وأنا كمنتج لن أضيع ملايين فى مسلسل لن أجد من يشتريه.
وعن تأثر الإقبال على النجوم الذين كانت لهم تصريحات ضد للثورة، وإدراجهم فى قوائم سوداء، قال الجابرى: هناك بالفعل بعض الممثلين تطاولوا بألفاظ خارجة على الثوار، وهذا نعتبره جميعًا تصرفًا غير أخلاقى يجب التوقف عنده، لكن يجب ألا نخلط بين هؤلاء، وبين من اختلفوا فى الرأى مع الثورة، وكانت لهم آراء أخرى، وهذا حقهم، بما أننا نطالب بعصر حر وديمقراطى واحترام كل وجهات النظر، وأعتقد أن التليفزيون المصرى هو المسؤول الأول عن شحن البعض بمعلومات مغلوطة من أجل انتزاع تصريحات من النجوم مضادة للثوار، كما ستشهد الفترة القادمة تناولاً مختلفًا للأحداث بعد رفع سقف الحرية الذى تعيشه مصر، والذى سيفتح الباب لتناول رموز الفساد دون قيود. تمر صناعة السينما بحالة سيئة، فقد توقف إنتاج الأفلام لأجل غير مسمى، وقال المنتج وائل عبدالله: أجلت فيلمى «المصلحة» و«بارتيت» لأنه ليس من اللائق أن أطلب من الجيش أن يصرح لى بالتصوير أو يؤمن لى الشوارع، فهناك ما هو أهم، وظروف البلد لا تسمح بأى شىء، وللأسف الشديد، هناك شبه تدمير لصناعة السينما، فالسوق فى الداخل لا يمكن أن نراهن عليها لأنه من المحتمل أن تحدث اعتصامات تهدد عرض الفيلم وتعرضنى للخسائر، بالاضافة إلى أن السوق الخارجية فى الدول العربية يكاد يكون متوقفا بسبب ثورات داخلية فى كل الدول الشقيقة.
والحل كان القنوات الفضائية، لكنه غير متاح لأن الإعلانات معدومة ولن تشترى الفضائيات دون وجود معلنين يمولون عملية الشراء، وغالبًا سيفلس أصحاب هذه القنوات إذا استمرت الأوضاع بهذه الطريقة، وبذلك، فقدنا كل الحلول التى تضمن بيع الفيلم واستمرار عملية الإنتاج.
وعن تأثير الأحداث على تغيير خريطة أسعار النجوم المليونية، قال وائل: صعب جدًا أن تعود الأجور لأوضاعها السابقة، فهناك ظروف طارئة وعصيبة والاقتصاد فى العالم كله يشهد صعوبات لا حصر لها، والحل الوحيد فى حالة استمرار الإنتاج السينمائى أن يكون أجر النجوم نسبة من الإيرادات وشباك التذاكر، لتكون المخاطرة على المنتج والنجم معا، وهناك عدد كبير جدًا من السينمائيين يفضل إلغاء موسم الصيف هذا العام، لأن الموسم الدراسى تم تأجيلة أكثر من أسبوع أثناء المظاهرات، وهذا يعنى ترحيل موعد الامتحانات بدلاً من منتصف شهر مايو إلى منتصف يونيو، بينما يحل رمضان فى شهر أغسطس وهذا يعنى أن أمام أفلام الصيف شهرًا واحدًا على الأكثر للعرض، كما أن الانتخابات الرئاسية وانتخابات مجلسى الشعب والشورى ستتم فى نفس الوقت تقريبًا. وأكد «وائل» أن موضوعات السينما فى الفترة القادمة ستشمل الموضوعات الكوميدية والاجتماعية والسياسية، وقد تتطرق فى سياق تلك النوعيات لأحداث من الثورة.