أكد عدد من المسؤولين الفلسطينيين أن مفاوضات السلام ستعقد الشهر المقبل فى واشنطن بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد الاتفاق على استئنافها خلال لقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» ونظيره الأمريكى دونالد ترامب فى بيت لحم مؤخرا، وأوضحوا أن واشنطن لم تخبرهم عن بنود أى مبادرة رغم تشاورها مع القادة الإسرائيليين حولها، حتى بعد زيارة جاريد كوشنر، صهر ترامب للأراضى الفلسطينية وإسرائيل.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبويوسف، إن إعلان ترامب عن مبادرة سلام مجرد اجتهادات من صحف إسرائيلية، موضحا أنه سيحاول بدء مفاوضات سلام الشهر المقبل.
وأكد لـ«المصرى اليوم» أن منظمة التحرير تعقد اجتماعات لبحث كيفية فتح مسار وأفق سياسى من أجل عملية السلام لإعطاء الشعب الفلسطينى حقه، موضحا أن منظمة التحرير ستعلن 3 أسس لقبول أى مبادرة سلام، أولها: عدم قبول أى عملية سياسية دون مرجعية لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، وعدم قبول أى مبادرة سياسية دون تحديد سقف زمنى لإنهاء الصراع، وعدم قبول أى مبادرة سياسية طالما يواصل الاحتلال جرائمه وانتهاكاته.
وأكد أن هناك تقارير تشير إلى أن مصر أو الأردن ستنظمان بعض جولات مفاوضات السلام، موضحا أن تلك التقارير غرضها البلبلة، ومعتبرا مصر الشقيقة الكبرى التى تحمى القضية الفلسطينية، ولكن احتضان أى من تلك الدول لمفاوضات سلام سيضر بالقضية، قائلا: إن «الأمر يحتاج لعلاقة جدية بين الفلسطينيين والإسرائيليين والأمريكيين للوصول إلى حل نهائى وعادل». وأوضح أن «أبومازن» عرض على ترامب، خلال قمتهما فى بيت لحم، أن هناك قبولا فلسطينيا لتبادل الأراضى بنسبة 6.5%، وأن تكون القدس عاصمة مفتوحة للدولتين.
بدوره، قال عضو المجلس الوطنى الفلسطينى، نبيل أبوعمرو، إن الأمريكيين لم يلمحوا خلال زيارتهم للأراضى الفلسطينية بأى مقترحات حول المبادرات التى يعتزمون إعلانها، مؤكدًا لـ«المصرى اليوم» أن القادة الفلسطينيين ينتظرون ردهم بعد إرسال رسائل لهم من أجل التشاور لبحث كيفية وضع خطة للأفق السياسية من أجل الوقوف على مستجدات الوضع للتوصل إلى حل الدولتين. وأضاف: «من حقنا أن نطلع على بنود تلك المبادرة والمقترحات الأخرى لرفضها أو قبولها، بدلا من أن تُقَرَّ علينا أمور لا نريدها»، وتابع: «الإسرائيليون اتفقوا مع الأمريكيين على أن يعترف الفلسطينيون بيهودية إسرائيل قبل إعلان حل الدولتين، والتطبيع مع العرب قبل تنفيذ المبادرة العربية، وهو ما نرفضه تماما قبل اتخاذ أى خطوة إيجابية لصالح الشعب الفلسطينى».
وأكد أن الأمريكيين يريدون تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين وإسرائيل، ولكنهم ينحازون للإسرائيليين، لأن المبادرة التى أعلنت مصادر من داخل البيت الأبيض عقدها الشهر المقبل لم تحدد شيئا واضحا حول مستقبل اللاجئين والمياه والاستيطان وغيرها من مقومات الدولة الفلسطينية. وأوضح أن «أبومازن» وافق من حيث المبدأ على تبادل الأراضى، ولكن سيتم بحث كيفية ذلك للتوصل إلى التسوية النهائية.
وأكد مفوض الإعلام والتعبئة الفكرية لحركة «فتح»، يحيى رباح، أن ما نشرته الصحف الإسرائيلية بطلب ترامب من «أبومازن» التخلى عن العودة لمبدأ الحل على حدود 67 غير واقعى بالمرة، موضحا أن القادة الفلسطينيين مُصرون على دولة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، لافتًا إلى أن مبدأ تبادل الأراضى متاح، وأوضح فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» أن الفلسطينيين يريدون توسيع مساحة قطاع غزة نحو النقب بعدما ضاق عليهم القطاع، مقابل توسيع المساحة بين نتانيا وتل أبيب الإسرائيلية بأخذ أراض من قلقلية فى الضفة الغربية وضمها لإسرائيل.
وأضاف أن القادة الإسرائيليين يريدون تنفيذ ما وضعه مستشار الأمن القومى الإسرائيلى السابق، جيورا أيلند، وأن هناك أطرافا عربية ربما تدخل فى هذا التخطيط، ومنها مصر والأردن والسعودية، مؤكدا أن مصر تريد طريقا بريا مباشرا بينها وبين الأردن وهذا ما سيتم التشاور عليه أيضًا.