كشف مصدر مسؤول بالمقر البابوي أن البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، طالب بإعداد ملف كامل يخص تراخيص كنيسة إدفوا وتم إرساله إلى المجلس العسكري لدراسته، مشيراً إلى أن تصريح الهدم كان تصريحًا بهدم كنيسة، وليس مبني مضيفة والتي يصلي فيها قرابة 45 أسرة منذ سنة 1940، وقد تقدم أقباط القرية بطلب ترميم الكنيسة للإدارة الهندسية، وبعد دراسة طلبهم بواسطة لجنة استشارية هندسية من محافظة أسوان أكدت الإدارة أنها لا تصلح للترميم ولا للصلاة فيها، وأنه يجب إحلال وتجديد تلك الكنيسة، وأرسل محافظ أسوان طالبًا رأى مفوضي الدولة في ذلك التقرير، فصدر قرار من مفوضي الدولة بأنه لا مانع من إحلال وتجديد الكنيسة وقام مهندسو الكنيسة بعمل رسومات هندسية للكنيسة وتقديمها للإدارة الهندسية لمحافظة أسوان، التى وافقت عليها وأعطتهم رخصة رقم 42 فى مايو لسنة 2011 باسم كنيسة مار جرجس وليس بدار ضيافة.
كانت قرية «الماريناب» بإدفو التي تقع شمال محافظة أسوان قد شهدت، الجمعة الماضي، مناوشات بين مسلمين ومسيحيين بسبب بناء كنيسة، أسفرت عن هدم وإحراق أجزاء من مبنى يقول الأقباط إنه كنيسة، كما أسفرت عن إحراق ثلاثة منازل، ولم تقع إصابات أو قتلى، وعليه فقد تظاهر قرابة 500 قبطي أمام مبني ماسبيرو للمطالبة بالتحقيق في الأمر كما قطع نحو 5 آلاف قبطي شارع رمسيس لمدة ساعتين مساء السبت.
وأمهلت الحركات القبطية الحكومة 48 ساعة لتنفيذ مطالبها، وهددت بإعلان العصيان المدني والاعتصام أمام ماسبيرو كما حدث مراراً قبل ذلك. وتتمثل مطالب الحركات القبطية «أقباط بلا قيود»، «اتحاد شباب ماسبيرو» و«أقباط من أجل مصر» في إقالة محافظ أسوان وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق، وتعويض المضارين وكشف من قاموا بالهجوم على الكنيسة.
يأتي ذلك في الوقت الذي يؤكد فيه محافظ أسوان مصطفى السيد أن أحد الأقباط في قرية المريناب بإدفو خالف قرارا صدر في 2010 بإعادة بناء مضيفة على مساحة 280 مترًا، وحولها إلى كنيسة مما تسبب في احتقان وإثارة أهالي القرية، مشيرا إلى أن الكثافة السكانية لا تسمح بإقامة كنيسة (75 قبطيًا)، كما أن أقرب كنيسة تقع على بعد 2 كم فقط بمنطقة الحج زيدان.
وأكد المحافظ أنه لم يوقع أي قرارات لبناء كنيسة في قرية المريناب، حيث إن المبنى الذي يدور الخلاف حوله «مضيفة» صدر لها قرار إحلال وتجديد بارتفاع تسعة أمتار، مشيراً إلى أن الأقباط خالفوا الترخيص الممنوح لهم، وأقاموا مبنى بارتفاع 12 متراً تعلوه قبة، تمهيداً لتدشينه كنيسة تحت اسم «كنيسة مار جرجس»، ولذا صدر قرار بهدم الأجزاء المخالفة، ولم تمانع القيادات الكنسية بأسوان في تنفيذه، ولكن لم يحدث، منوهاً بأنه وقعت مناوشات بين الأهالي حول المبنى، بسبب إصرار الأقباط على الاستمرار في البناء وعدم هدم الأجزاء المخالفة، إلى أن تجمع بعض الشباب وتعدوا بالهدم على بعض أجزاء المبنى، وتدخلت قوات الأمن وتصدت لهم، مشيراً إلى أنه لم تقع خسائر بشرية أو إحراق منازل للأقباط.