x

مشوار الثعلب الصغير: الرئيس مبارك وقّع على «فانلتى» مرتين إحداهما من وراء سكرتيره

الإثنين 19-06-2017 18:26 | كتب: إسلام صادق |
حازم إمام وسط نجوم منتخب ١٩٩٨ حازم إمام وسط نجوم منتخب ١٩٩٨ تصوير : اخبار

مهما حقق لاعب الكرة من بطولات وإنجازات، فهناك تقدير يناله يبقى مخلدا للجهد الذى يبذله، سواء فى التدريبات أو المباريات، وهى الجائزة التى يتمناها أى لاعب عندما يجد تقديرا من جماهير بلاده أو من أجهزة الدولة والمسؤولين بها، خصوصا إذا كان الأمر يتعلق ببطولات دولية للمنتخبات الوطنية.. وهذا ما تحقق عندما حصدنا لقب أمم أفريقيا 98 التى أقيمت فى بوركينافاسو.. فقد نال الجهاز الفنى بقيادة الجنرال محمود الجوهرى واللاعبين والجهاز الإدارى والطبى تقديرا لم أشعر به من قبل.. ففور انتهاء المباراة النهائية، أمام جنوب أفريقيا بالفوز بهدفين مقابل لا شىء سجلهما أحمد حسن وطارق مصطفى تلقى الكابتن محمود الجوهرى اتصالا هاتفيا من الرئيس الأسبق حسنى مبارك الذى هنأه بالفوز بالبطولة، وأكد له على أنه سيكون فى استقبال البعثة وهو ما نقله الجنرال للاعبين، وكنا فى غاية السعادة.. لكننا لم نتوقع أن يكون الاستقبال الحافل من الجماهير بهذه الطريقة.. فقد كانت مصر على بكرة أبيها فى استقبالنا فور عودتنا إلى مطار القاهرة.. ولم نتخيل هذا المشهد الذى لن أنساه فى حياتى.. بل الأكثر من ذلك فإن الجماهير تعاملت معى على أننى الوحيد الذى صنعت لقب البطولة رغم أننى كنت أحد كتيبة اللاعبين والجهاز الفنى التى قادها محمود الجوهرى، ونفذت تعليماته مع بقية زملائى وعلى رأسهم حسام حسن الذى حصل على لقب الهداف فى البطولة، رغم أنه كان يواجه موجة من الانتقادات اللاذعة التى كادت تقضى على مشواره فى الملاعب..

وأستطيع أن أؤكد لكم أن هذه البطولة هى التى أعادت حسام حسن مرة أخرى إلى الملاعب مرة أخرى، بعد أن كان قد سجل هدفا وحيدا فى الدور الأول بالدورى الممتاز وأضاع ركلة جزاء فى بطولة تايلاند الودية التى شاركنا فيها قبل البطولة، لكن إصرار الجوهرى وثقته بإمكانيات العميد جعلته يكسب الرهان فى نهاية البطولة.. وأذكر أن حسام حسن كلما سجل هدفا فى البطولة كان يتوجه إلى مقصورة الصحفيين التى كانت يتواجد فيها البعثة الإعلامية التى رافقتنا فى البطولة وكأنه يقول لهم «أنا أهه اللى طالبتوا باعتزاله» خصوصا أنه كان هناك صحفيا مرافقا للبعثة كان من أشد المؤيدين لاعتزال حسام حسن قبل البطولة، وقاد حملة إعلامية ضده قبل المباريات.. وأذكر أن هذا الصحفى وضع يده على كتف حسام حسن بعد البطولة ليشيد به وبجهده فى المباريات لكن العميد أنزل يديه ونظر إليه معاتبا على ما كان يفعله معه قبل البطولة.. وأعود للاستقبال الحافل من الجماهير التى حملتنى على الأعناق وكأننى «سوبر هيرو» وكنت سعيدا بذلك وشعرت وقتها أننى حققت شيئا لبلادى وكلما كنت أسير فى الشوارع أجد تقديرا واستقبالا غير عادى، وهو ما جعلنى أركز كثيرا فى مهمتى مع المنتخب الوطنى فى السنوات التى أعقبتها، لكن القدر لم يمهلنا من تحقيق إنجاز آخر قبل الاعتزال.. ووجدنا الرئيس مبارك فى استقبالنا وقبل النزول من الطائرة أصر حسام حسن على أن يصطحب معه كأس البطولة، وفكرت وقتها أن أحصل على توقيعه على الـ«تى شيرت» الخاص بى لكننى توجهت إلى السكرتير الخاص به، وطالبت منه ذلك فقال لى انتظر إذا سمح الأمر سأفعل ذلك..

ولم يتسنَّ لى الحصول على توقيع الرئيس الأسبق فى المقابلة الأولى وفى المرة الثانية التى استقبلنا فيها الرئيس عرضت الأمر مرة ثانية على سكرتيره، فقال لى إذا قمت بهز رأسى لك، فقدم له الـ«تى شيرت» حتى يوقع عليه.. وخلال الجلسة لم أبعد نظرى عن سكرتير الرئيس أملا فى أن يمنحنى الموافقة بالتوجه إليه حتى جاءت اللحظة التى كنت أنتظرها وتوجهت إليه، ووقع لى الرئيس بقلم «فلومستر» لكن التوقيع تم مسحه من على الـ«تى شيرت» قبل إنتهاء المقابلة، وشعرت بالضيق، لكننى قلت لنفسى هذه الفرصة لن تتكرر مرة أخرى فاذهب إليه ولا تنتظر موافقة سكرتيره من جديد، وهذا ما فعلته فتوجهت إليه وقلت له «يا أفندم معلش التوقيع اتمسح»، فوقع لى مرة أخرى وقال لى سلم على بابا.. كانت أجواءً غير طبيعية، ونال المنتخب الوطنى التكريم من كافة رجال الأعمال، وحصل على مكافآت، لكن لم يكن لى نصيب فيها بسبب سفرى إلى إيطاليا حتى أنتظم فى تدريبات فريق أودينيزى، ولم حصل إلا على مكافأة اتحاد الكرة التى بلغت 50 ألف جنيه على ما أذكر وتقدير مالى آخر من الأمير ترك، أذكر أنه 15 ألف دولار وقتها.. لكن هذه الأجواء والحصول على البطولات لا يمكن أن تقدر بثمن، وهو ما أطلبه من أى لاعب يجد نفسه أمام فرصة ذهبية لتمثيل بلاده.. فعليه أن يثابر ويقاتل ويجتهد ولا يبخل بذلك عن منتخب بلاده لأنه سينال التقدير المناسب، سواء من الجماهير أو الدولة، والأهم من ذلك أنه سيسطر تاريخا كبيرا لنفسه ولأبنائه وبلده لا يمكن تعويضه.

حلقة الغد:

تلاعبت بنجوم الأهلى في مباراة القمة

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية