x

مشوار الثعلب الصغير: الجوهرى كسر علينا زجاج الغرفة بعد الهزيمة من المغرب

الجمعة 16-06-2017 19:30 | كتب: إسلام صادق |
حازم مع زملائه فى منتخب ٩٨ حازم مع زملائه فى منتخب ٩٨ تصوير : اخبار

ما زلنا نتحدث عن بطولة أمم أفريقيا 98 التى حصدها المنتخب الوطنى لكرة القدم بعد غياب 12 عاما عن آخر بطولة أفريقية فزنا بها التى أقيمت على أرضنا عام 86، وقد كنت وقتها صغيرا أتابع مباريات البطولة منبهرا بثابت البطل والخطيب وطاهرأبوزيد، نجم البطولة وهدافها، وجمال عبدالحميد ومجدى عبدالغنى وغيرهم.. ولم يخطر ببالى أن القدر سيمنحنى الفرصة لأكون ضمن كتيبة اللاعبين التى حققت البطولة التالية، وأود التأكيد على أن كل من شارك فى هذه البطولة سواء كان أساسيا أو بديلا كان له دور كبير فى إحراز اللقب.. فقد يكون الخبراء والجماهير قد اختارونى مع حسام حسن لنكون أبرز اللاعبين فى هذه البطولة.. لكن الأمانة تقتضى أن أؤكد لكم أن كل لاعب شارك فى البطولة كان له دور بارز سواء نادر السيد أو عبدالستار صبرى أو سمير كمونة وياسر رضوان ومحمد عمارة وأحمد حسن وطارق مصطفى وبقية اللاعبين.

فقد كانت الظروف والأجواء صعبة كما ذكرت لكم أمس بدأت بسوء الفندق الذى أقامت فيه البعثة وتذمر اللاعبون للمرة الأولى أمام محمود الجوهرى الذى سرعان ما احتوى الموقف وطالبنا بالتركيز فى البطولة وقال «إحنا مش جايين نتفسح»، وأعد مسابقة بين اللاعبين حول أفضل بيت سيكتشفه خلال متابعته ومروره علينا.. فقد كان كل أربعة لاعبون فى منزل واحد وكان معى عبد الستارصبرى وحسام حسن ومدحت عبد الهادى.. لكن هانى رمزى كان أكثر اللاعبين تنظيما وحصل على مكافآت من الجنرال.

وبمرور الوقت تخطينا أزمة الإقامة، خصوصا بعد مشاركاتنا فى أول مباراة أمام موزمبيق بهدفين مقابل لا شىء سجلهما حسام حسن صنعت أحدهما عندما راوغت أكثر من لاعب من الفريق المنافس وسددتها «لوب» من فوق حارس موزمبيق وتابعها العميد.. وبدأت الثقة تدب فى نفوس اللاعبين عقب المباراة الأولى، وفى المباراة الثانية أمام زامبيا التى انتهت بنتيجة 3-1 دخل علينا الجنرال الجوهرى غرفة خلع الملابس وقال لنا «خلاص يا رجالة إنتوا اتكشفتوا، لازم نكسب البطولة وكل الناس تتابعكم وتحترم أداءكم ولابد من المنافسة على البطولة».. حتى جاء موعد مباراة المغرب التى تلقينا فيها هزيمة بهدف مقابل لا شىء سجله مصطفى حجى فى مرمى نادر السيد.. ووقتها انفعل محمود الجوهرى علينا بعد المباراة وراح يهاجم كل لاعب على حدة، ونال مدحت عبدالهادى، لاعب الزمالك الأسبق، القسط الأكبر من الهجوم ولم يهدأ الجنرال إلا بعد أن «كسر» زجاج الغرفة.. وقضينا يوما قاسيا من المدير الفنى ولم نستطع التحدث معا ولم أجرؤ على اللعب على «البلاى ستيشن» كما كنت أفعل يوميا خلال أيام البطولة..فقد كان الجوهرى يرغب فى الثأر من المغرب بعد أن فازوا علينا فى التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أفريقيا بهدف مقابل لا شىء فى مراكش بهدف بصير صلاح الدين.. وكان يرغب فى أن نتصدر المجموعة ولا نضطر إلى السفر الى مدينة أخرى بعد أن تعودنا على المدينة التى خضنا فيها المباريات الثلاث أمام موزمبيق وزامبيا والمغرب، وكانت الجماهير قد تعاطفت معنا لكن الهزيمة من المغرب دفعتنا للسفر إلى مدينة أخرى لمواجهة كوت ديفوار التى فزنا فيها بركلات الترجيح، وفى اليوم التالى للسفر بعد أن وصلنا إلى مدينة واجادوجو تحولت طريقة معاملة محمود الجوهرى معنا.. فقد فوجئت أنا وعبدالستارصبرى بالجنرال يدخل علينا الغرفة ويقوم بإيقاظنا بنفسه ويداعبنا فى أقدامنا ويضحك معنا، وفعل نفس الأمر مع بقية اللاعبين حتى توجهنا إلى المحاضرة ونحن نسأل عن سر التحول بعد أن ثار علينا عقب الهزيمة من المغرب لكننا علمنا بعد المحاضرة التى سبقت مباراة كوت ديفوار أنه يريد أن يخرجنا من الأجواء التى عشناها بعد المباراة وأراد أن يضفى جوا من المرح قبل مواجهة الأفيال، وقال لنا «إن هذه المباراة حياة أو موت.. لكننا فوجئنا بالأجسام الفارعة للاعبى كوت ديفوار أثناء نزولنا إلى أرض الملعب وأذكر أننى تحدثت مع عبدالستار صبرى عن أحمد وتارا،

نجم كوت ديفوار، الذى كان يتسم بالطول الفارع والبنيان القوى وقلت له «الله يكون فى عون سمير كمونة» والذى تولى مراقبته خلال المباراة لكن كمونة كان الأفضل واستطاع إيقاف خطورته، وكان هذا اللقاء من المباريات الصعبة التى خضناها خلال البطولة.. وقبل تسديد ركلات الترجيح اختارنى الجنرال الجوهرى لتسديد الركلة الأخيرة لكنه تراجع مرة أخرى وطالبنى بتسديد الركلة الرابعة التى حسمت الفوز لنا بالمباراة وتأهلنا إلى المربع الذهبى أمام بوركينا فاسو، وتسبب تغيير رأى الجنرال باختيارى لتسديد الركلة الرابعة فى زيادة شهرتى بعد أن راح الكابتن أحمد شوبير يشيد بى عقب المباراة وتعلقت به الجماهير عندما راح يذكر اسمى كاملا ووقتها لم يكن يعلم أحد أن فى اسم العائلة «الحرية».. حتى دخلنا للمباراتين الحاسمتين أمام بوركينا فاسو وجنوب إفريقيا واللتين سنتحدث عنهما غدا وعن الاستقبال الحافل لجماهير الكرة المصرية والانقلاب الذى ساهمت فيه هذه البطولة فى مسيرتى الكروية فضلا عن تعقيب مسؤولى أودينيزى الإيطالى الذين لم يكونوا يعلمون بأننا حصدنا لقب
أمم أفريقيا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية