x

مواطن يُثبت مصرية الجزيرتين بشهادات ميلاد أطفاله: الأولى صنافير.. وتيران فى السكة

الجمعة 16-06-2017 00:19 | كتب: سحر عربي |
الطفلة صنافير الطفلة صنافير تصوير : اخبار

فى صباح أحد أيام شهر إبريل من العام الماضى، كان رشدى السيد أحمد، 32 عاماً، منشغلاً بمتابعة قضية جزيرتى تيران وصنافير، وأزمة ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، ومع أصوات الإعلاميين فى التليفزيون وصرخات زوجته إيذاناً بمجىء موعد ولادتها الأولى، ارتسم اسم مولودته أمام عينيه.

رشدى، الحاصل على ليسانس الشريعة قسم الدراسات الإسلامية والعربية، قرر تسمية ابنته «صنافير» ليبعث للعالم رسالة بوجود الكثير من الحلول البديلة عن المظاهرات حتى لو بفكرة بسيطة، يقول: «أنا كده قولت إنها مصرية ولو أتثبت عكس كده، فأكون رضيت ضميرى وسجلت موقفى فى التاريخ».

وبعد عام وشهرين، وبعد تمرير مجلس النواب المصرى لاتفاقية ترسيم الحدود والتى تجيز سعودية الجزيرتين تيران وصنافير، لم يندم رشدى على قراره، ويقول: «أنا دورى كمواطن قمت بيه عن طريق ثورة محترمة عبرت فيها عن رأيى من غير تجريح أو تخريب وباسم بنتى هتفضل صنافير مصرية صعيدية أصيلة، محدش فى الكون هيقدر يخدها منى». تعليقات كثيرة ساخرة تلقاها رشدى، الذى يعيش فى قرية أولاد يحيى بمحافظة سوهاج، وذلك عقب قراره: «الناس كانت بتعايرنى وتقولى السعودية هتاخد بنتك، كنت بفضل أتابع القضية بقلق طول السنة اللى فاتت». لم يخف رشدى من هذه الكلمات ولكنها كانت تزعجه، مجرد إزعاج لم ينل من حبه بالاسم واقتناعه بتسميته.

لم يشغل رشدى باله يوماً ما بالقضايا السياسية، ولم يشارك فى مظاهرة أو اعتصام من قبل ولم يكن له أى انتماء سياسى معين، ولكن حبه للأرض وغضبه من القضية ومتابعته لها فى وسائل الإعلام المختلفة، دفعه لإقناع زوجته بتسمية طفلته باسم صنافير: «وافقت بعد ما فهمت هدفى، وكان رفضها فى الأول خوف عليا مش أكتر».

خطوة جديدة سيتخذها رشدى فى غضون سبعة أشهر لإثبات موقفه من الجزيرتين: «مراتى حامل فى الشهر التانى، وهنسمى طفلنا الجاى تيران». أياً كان نوع الجنين فرشدى فى انتظاره ليكمل أو تكمل مع الابنة الكبرى حلم رشدى. ينتظر رشدى القرار النهائى الذى ستتخذه الدولة بشأن الجزيرتين، ويرى أنه إذا استطاعت القيادة إثبات سعودية الجزيرتين سيكون أول الداعمين لها ولن يعلق على أى أحكام صادرة من الحكومة، لكنه سيتمسك بأسماء أولاده، وسيجعل منها لحظات لن ينساها: «فى كل الأحوال مش ندمان على قرارى أبداً».

لم يقصد رشدى، المواطن البسيط، تحدى الدولة، كما يظن بعض الأهالى حوله بمركز دار السلام فى قريته، موضحاً: «أنا واحد من الطبقة المطحونة عبرت عن رأيى بشكل شوفته هادئ وبسيط». يعيش رشدى سعيد، مرفوع الرأس، فهو استطاع تخليد ذكرى ستظل فى التاريخ لأجيال قادمة: «لما بنتى صنافير تكبر، ولما المولود تيران ييجى بالسلامة هيعرفوا إن أبوهم وطنى وقال رأيه باللى يقدر عليه».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية