x

مشوار الثعلب الصغير: لماذا جمع الجوهرى بين حب الجماهير واللاعبين؟

الإثنين 12-06-2017 23:59 | كتب: إسلام صادق |
حازم أمام ومحمود الجوهري - صورة أرشيفية حازم أمام ومحمود الجوهري - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

خلال مسيرتى الكروية تعاملت مع لاعبين مميزين ذكرت لكم أمس أحد أبرز هؤلاء على مدار تاريخ الكرة المصرية، وهو العميد «حسام حسن»، المدير الفنى للفريق الكروى الأول بالنادى المصرى البورسعيدى، وتحدثت عن أبرز المواقف التى جمعتنى به، أكدت خلالها أن حسام حسن يستحق أن يكون أحد أساطير كرة القدم الحقيقية، لكن عصبيته الزائدة جعلتنى أحاول استفزازه، ومداعبتى له بشكل مستمر خلال معسكرات الزمالك أو المنتخب الوطنى لكرة القدم، وهذه العلاقة شكلت الثنائى الأشهر داخل الملعب الذى ظهر بشدة خلال بطولة أمم أفريقيا 98 التى حصل خلالها العميد على لقب هداف البطولة، رغم أنه وقتها لم يسجل سوى هدف واحد قبل أن يصر محمود الجوهرى، المدير الفنى، على ضمه قبل البطولة وسط الانتقادات اللاذعة التى كان يتعرض لها بسبب تمسكه بضم العميد لكنه كسب الرهان فى نهاية المطاف.. وعاد «الجنرال» من بوركينا فاسو مرفوع الرأس صانعا مجدا جديدا لنفسه كمدرب وللكرة المصرية بعدما حصدنا بطولة أمم أفريقيا.. ومن هنا أبدأ حكاية هذا الرجل معى على المستوى الشخصى وأحاول معكم خلال هذه السطور أن أجيب عن السؤال الذى لا يجد أحد له إجابة حتى الآن إما لتجاهل من البعض أو لإنكار الدور الكبير الذى فعله محمود الجوهرى للكرة المصرية سواء كان مدربا أو مديرا فنيا لاتحاد الكرة، والسؤال هو: لماذا حظى الجنرال محمود الجوهرى بهذه الشعبية الجارفة بين لاعبى جيلى 90 و98؟!.. والإجابة لا تتوقف عند أنه قاد مصر لمونديال 90 لثانى مرة فى تاريخها عقب 34 عاما منا المشاركة الأولى فى مونديال 34 الذى شاركنا فيه.. ولا ترتبط الإجابة أيضا بكونه كان قائد المنتخب عندما حصدنا لقب أمم أفريقيا فى بطولة بوركينا فاسو 98 التى عدنا فيها للتتويج الأفريقى بعد غياب 12 عاما من لقب أمم أفريقيا الذى تحقق فى 86.. أن يحظى المدير الفنى بعشق الجماهير وتهتف باسمه فى المدرجات نتيجة إنجازاته فهذا أمر طبيعى، لكن أن يجمع بين حب الجماهير واللاعبين الذين تدربوا تحت قيادته فهذا لم يفعله سوى محمود الجوهرى.. وهو الأمر الذى لا يقتصر على اللاعبين المصريين فقط.. وعندما خاض تجربته مع الكرة الأردنية التى أحدث فيها طفرة تاريخية لم تحدث مع أى مدرب آخر.. وإذا سألت لاعبى الكرة الأردنية ومدربيها الذين عاصروا الجنرال سيؤكدون أنهم تعاملوا مع رجل وهب نفسه لكرة القدم.. فهو كان يتمتع بشخصية قوية وعصبية فى نفس الوقت، لكنه كان يصل بالعلاقة مع أى لاعب إلى أن يعتبره مثل والده فلا يغضب منه نهائيا.. وأذكر أنه طلب منى وعبدالستار صبرى فى أحد معسكرات المنتخب الوطنى متابعة محمد أبوتريكة، نجم الأهلى والترسانة الأسبق، عندما كان يلعب ضمن صفوف الشواكيش، وقال لنا حرفيا إن هناك لاعبا متميزا سيكون له شأن كبير، وأكد علينا ضرورة متابعته، وبالفعل عندما شاهدنا أبوتريكة أكدنا للجوهرى صحة وجهة نظره.. وأذكر أيضا أنه كان أول من تسبب فى إعادتى لنادى الزمالك خلال مشاهدته لى فى إحدى مباريات فريق الشباب أمام المقاولون العرب عندما سجلت هدفين فى مرمى الذئاب، فتوجه لى بعد المباراة وقال: «يا حازم إنت معى فى الفريق الأول من بكرة»!!.. وكانت لحظة فارقة فى حياتى جاءت فى وقت كنت أجهز نفسى فيه للرحيل عن القلعة البيضاء بسبب عدم قناعة الكابتن مجدى شلبى بقدراتى، لكن الجوهرى هو الذى منحنى قبلة الحياة وقتها.. ولم أنس أول محاضرة لى معه مع الفريق الأول للزمالك.. لم أركز فى أى شىء قاله.. ولم أتذكره.. فقد كان عمرى وقتها 16 عاما لكننى كنت منبهرا بأننى أمام أفضل مدرب فى مصر وفى أفريقيا الذى قاد منتخبنا إلى مونديال 90.. وصحيح أننى لم أشارك معه بشكل أساسى أثناء قيادته فى الزمالك لكن تجربتى الحقيقية فى الاحتراف كانت من خلال هذا الرجل.. فعندما شعر بأننى أمتلك إمكانيات فنية كبيرة لكننى أحتاج إلى تدريبات لياقة بدنية حضر إلى نادى الزمالك فى الثامنة صباحا كما رويت لكم فى حلقات سابقة ولم يتكبر ولم يقل إنه محمود الجوهرى فكيف أقود تدريبات لناشئ صغير ومن الممكن أن أكتفى بوضع البرنامج التدريبى ويتولى تنفيذه مدرب الأحمال وكان هو الدكتور عمرو المطراوى وقتها.. وقلت لكم إن الذى تعامل مع الجوهرى تأثر به سواء فى النواحى الفنية أو الإدارية.. ولم يتأثر يوما بأى هجوم إعلامى تعرض له سواء عندما رحل عن نادى الزمالك أو عندما رحل عن المنتخب الوطنى بعد بطولة القارات التى نلت فيها الكارت الأحمر الوحيد فى حياتى فى مباراة السعودية التى سأحكى عنها خلال الفترة المقبلة.. لكننى أذكر أيضا أن الجوهرى عقد معى جلسة فى أحد معسكرات المنتخب عندما كنت محترفا بنادى أودينيزى الإيطالى وأحضر لى ورقة وقلما وقال لى أكتب لى كيف تتدربون؟.. وكيف تأكلون؟.. وكيف تستعدون للموسم الجديد؟.. وكيف يتعامل المدرب مع اللاعب المصاب؟.. كان يهتم بكل كبيرة وصغيرة.. كان دقيقا فى كل شىء سواء داخل الملعب أو خارجه.. ولم يتأثر بأى آراء خارجية كانت تمر حوله، فعندما كان يقتنع بلاعب لم يتأثر بأى آراء أخرى، وهو كان يعلم كيف كان يخرج من أى لاعب أفضل ما عنده.. لكننا للأسف لم نقدر قيمة هذا الرجل ولم يلق التكريم الذى يليق به باعتباره أفضل مدرب فى تاريخ الكرة المصرية، وأقول ذلك وقد تعاملت مع مدربين مصريين وأجانب لا حصر لهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية