x

مشوار الثعلب الصغير: رفضت الانتقال إلى «سامبدوريا» الإيطالى دون علم مسؤولى الزمالك

السبت 03-06-2017 21:45 | كتب: إسلام صادق |
تصوير : اخبار

حلم أى لاعب كرة قدم هو الاحتراف الخارجى، خصوصا إذا تحقق فى أكبر الدوريات الأرووبية وأفضلها فى العالم.. ومنذ أن ذاع صيتى فى مصر، خصوصا عقب بطولة أمم أفريقيا 96، التى شاركنا فيها فى عهد الهولندى رود كرول بات الحلم يراودنى خصوصا بعدما تألقت فى مباريات المنتخب سواء أمام أنجولا التى اتسمت فيها بالفردية، مما أصاب زملائى بالغضب من جهتى، وقلت لكم أمس أن كرول عاقبنى بالمران بمفردى عقب مباراة أنجولا، وقال للاعبين: «حازم هيضرب لوحده عشان بيلعب لوحده ومش بيمرر الكرة لحد».. لكننى تعلمت من هذا الدرس، وأذكر أن الكابتن أحمد الكأس نجم الكرة المصرية الأسبق كان من اللاعبين الذين غضبوا من كثرة فرديتى فى البطولة، لكنه كان مؤدبا فى تعامله معى ولم يعنفنى أبدا بل كان يأتى لى ويتحدث معى داخل الملعب ويهمس فى أذنى ويقول لى: «يا حازم ألعب مع زمايلك».. فلم ينهرنى وينفعل علىً وكنت أخجل من نفسى من كثرة احتفاظى بالكرة، ومن احترام أحمد الكأس معى.. لدرجة أننى فكرت فى أن أرد له المعاملة الطيبة وهو ما حدث بالفعل عندما صنعت له الهدف الشهير الذى سجله فى مرمى جنوب أفريقيا التى فزنا فيها بهدف مقابل لا شىء، وعقب مباراة أنجولا خضنا مباراة الكاميرون التى أعتبرها من أفضل المباريات فى حياتى..

فقد كنت أراوغ لاعبى الكاميرون بسهولة وسددت كرة ارتطمت بالعارضة وصنعت هدف الفوز فى هذه المباراة وفعلت كل شىء فى كرة القدم، وعندما عدنا إلى الفندق فوجئت برود كرول يبلغنى أن أحد وكلاء اللاعبين يرغب فى التحدث معى ويدعى «ماسكولين» إيطالى الجنسية وصار من أشهر وكلاء اللاعبين فى الوقت الحالى لأبرز نجوم الكرة فى العالم على رأسهم «بوجبا» لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزى، كما جاءنى هانى رمزى وأبلغنى أن عددا من وكلاء اللاعبين فى ألمانيا يرغبون فى عقد جلسة معى من أجل معرفة إمكانية انتقالى إلى أحد الأندية الألمانية، وعقدت جلسة مع الوكيل الإيطالى الذى فوجئت به يؤكد لى أن فريق سامبدوريا الإيطالى مهتم بالتعاقد معى وسألنى عن عقدى مع الزمالك، وكنت وقتها لم أوقع على عقد رسمى مع الزمالك، لأننى كنت لاعبا صاعدا، ولم أكن وقعت عقدى مع النادى.. فرد على الوكيل الإيطالى مؤكدا لى أنها فرصة طيبة جدا فى أن تنتقل إلى سامبدوريا دون إبلاغ الزمالك، خصوصا أننى حر، ومن حقى التوقيع لأى ناد آخر، لكننى أخطرته أننى لن أسمح أن أرحل أو أهرب من الزمالك لأى ناد آخر وإذا خضت تجربة الاحتراف فى أى ناد سيكون بموافقة الزمالك وبمعرفة مسؤوليه..

وشرحت للوكيل الإيطالى وضعى داخل نادى الزمالك وحجم عائلتى داخل القلعة البيضاء ومدى الشعبية التى يمتلكها والدى حمادة إمام وأن أخلاقياتنا لا تسمح أن نسلك أى طريق آخر غير الطريق الشرعى تقديرا واحتراما لجماهير الزمالك وللنادى الذى تربينا بين جدرانه، فاحترم الوكيل الإيطالى رؤيتى وأكد لى أنه سيبذل أقصى ما فى وسعه من أجل إتمام صفقة انتقالى إلى سامبدوريا الإيطالى وهو كان حلما كبيرا بالنسبة لى، خصوصا أنه وقتها كان يلعب له النجم الإيطالى الشهير «فيالى» وأيضا «مانشينى»، وأكد لى الوكيل الإيطالى أن سامبدوريا سيرسل عرضا إلى نادى الزمالك من أجل إتمام التعاقد بشكل نهائى، وعندما عدت إلى القاهرة رتبت كافة أمورى على أننى سأنتقل إلى سامبدوريا الإيطالى، لكن مسؤولى الزمالك طلبوا مبلغا مغالى فيه وكانوا يرغبون فى استمرارى مع الفريق، وهو ما أصابنى بإحباط وكنت أشارك فى التدريبات دون أن أكون لدى رغبة فى الاستمرار.. وأذكر أن المستشار جلال إبراهيم رئيس النادى وقتها اشتكى منى إلى والدى لأننى سلمت عليه جالسا ولم أقف أثناء مبادلة التحية مثل بقية اللاعبين.. ووقتها عاد والدى إلى المنزل غاضبا من تصرفى وقال لى «عيب اللى أنت عملته ما ينفعش تسلم على المستشار جلال إبراهيم وانت قاعد.. هو زى أبوك ورئيس النادى ورمز للنادى» فاعتذرت لوالدى وأبلغته أننى لم أقصد مبادلة التحية للمستشار جلال إبراهيم لكننى كنت مرهقا وقتها ولم أستطع الوقوف من مكانى، وتلقيت اتصالا من وكيلى الإيطالى وأبلغنى أن هناك ناديا آخر يرغب فى ضمى اسمه «أودينيزى»، وأكد لى أن هذا النادى يهتم بالمواهب الصغيرة ويقوم ببيعها مرة أخرى إلى الأندية الكبرى فى أوروبا.. وأثناء عرضى سامبدوريا وأودينيزى فوجئت باتصال آخر من الكابتن عبده صالح الوحش نجم الأهلى الأسبق والمدرب الشهير وكان من الشخصيات التى أحترمها وأبلغنى أن نادى مانشستر يونايتد الإنجليزى يرغب فى أن أجرى اختبارات به تمهيدا للتعاقد معى وأن السير أليكس فيرجسون تابعنى خلال بطولة أمم أفريقيا واختارنى ومعى مارك فيش نجم منتخب جنوب أفريقيا فى ذلك الوقت من أجل رؤيتهما على الطبيعه مع مانشستر يونايتد، لكن المفاوضات مع أودينبزى الإيطالى كانت قد أخذت مراحل متقدمة وسألت الكابتن الوحش فقال لى جمله لن أنساها «يا حازم عصفور فى اليد خير من عشرة على الشجرة» ولو المفاوضات مع أدينيزى اقتربت من النهاية فسافر والدورى الإيطالى مهم ومن أكبر الدوريات فى العالم، وبالفعل فضلت استكمال المفاوضات مع أودينيزى وعلمت بأن مانشستر يونايتد لم يكمل صفقته مع مارك فيش الذى انتقل بعدها إلى أحد الأندية الإنجليزية ولو كنت وافقت على إجراء الاختبارات به كانت ستضيع على فرصة أول عربى ومصرى يحترف فى الدورى الإيطالى وهو ما سأتحدث عنه سواء عن إتمام المفاوضات مع أدوينيزى أو بداية فترتى مع عالم الاحتراف والأيام الصعبة التى عشتها فى إيطاليا فور سفرى بدون والدى ووالدتى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية