واصل الرئيس السودانى، عمر البشير، ادعاءاته ضد مصر، وقال إن قوات الأمن السودانية ضبطت عربات ومدرعات مصرية إثر المعارك الأخيرة فى إقليم دارفور (غرب) نهاية الأسبوع الماضى، مجدداً اتهامه للقاهرة بدعم المتمردين بالإقليم.
وقال «البشير»، أمام قيادة الجيش فى الخرطوم، إن القوات المسلحة ضبطت «عربات ومدرعات مصرية أثناء المعارك الأخيرة فى دارفور»، وشهدت نهاية الأسبوع الماضى اشتباكات بين القوات الحكومية وقوات تحرير السودان- جناح منى مناوى- فى شمال وشرق إقليم دارفور، بعد أشهر من الهدوء.
وأضاف: «حاربنا مع المصريين منذ 1967، وظللنا نحارب لمدة 20 سنة ولم يدعمونا بطلقة، والذخائر التى اشتريناها منهم كانت فاسدة».
فى المقابل، هاجم أعضاء بمجلس النواب وخبراء عسكريون تصريحات البشير وأكدوا أنها ادعاءات وأكاذيب.
وقال أحمد الطنطاوى، عضو تكتل«25-30» البرلمانى، إن الرئيس السودانى يمر بأزمة داخلية، ودائما ما يحاول الإفلات منها عبر التطرق إلى العلاقات المصرية، سواء بالحديث عن منطقة حلايب وشلاتين، أو حديثه مؤخرا عن مصادرة عربات ومدرعات مصرية كانت بحوزة مسلحين خلال المعارك الأخيرة فى إقليم دارفور.
وطالب «الطنطاوى»، فى تصريحات لـ «المصرى اليوم»، البشير بعرض ما ذكره فى فيلم تسجيلى وتقديمه للقيادة المصرية وليس للإعلام أو لدول مستفيدة من إفشال العلاقات، موضحا أن العلاقات «السودانية – المصرية» تمر بأزمة.
وأضاف: لا أستطيع فهم السياسية الخارجية تجاه دول حوض النيل والمجموعة العربية، فنحن نعود تدريجيا لما قبل 25 يناير بإعطاء الأفضلية لأمريكا ودول الخليج وأوروبا الغربية على حساب أفريقيا»، لافتا إلى أن الدور المصرى فى السودان سلبى وسيئ والآن يبدو منسحباً، كما أن مصر تخلت عن حضورها ونفوذها لأسباب غير مقبولة.
وقال أحمد إمبابى، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، إن تصريحات البشير كلها مغالطات وكذب وادعاءات، مؤكداً أنها تعد تحولا فى سياساته تجاه مصر فى الفترة الأخيرة بعد توطيد علاقاته مع قطر، وأضاف أنه يتحرش لفظيا بمصر، رغم أن الأخيرة تحتفظ بعلاقات طيبة مع الشعب السودانى وعليه أن يراجع نفسه ويعود لصوابه.
وقال العميد سمير راغب، الخبير العسكرى، رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية: «ما يقوله الرئيس السوادنى ادعاءات كاذبة، فمعروف أن مصر لا تتعامل مع جماعات وميليشيات مسلحة بل الدولة المركزية وجيشها النظامى، كما أنها لا تتدخل فى شؤون الدول الداخلية، وليس من مصلحتها التدخل فى دول الجوار عموما».
وأضاف: «ليس على أرض السودان مدرعات مصرية الصنع أو تابعة لقواتها المسلحة سوى فى منطقتين «كادوقلى ودافور»، ضمن القوات المصرية المشاركة فى حفظ السلام لأنه تسليح مطلوب وخاضع لقوات حفظ السلام فى المنطقتين».