ألقت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، صباح الأحد، كلمة مصر في جلسة تحت اسم «تنسيق السياسات التنموية، وعرض الاستراتيجيات»، في إطار منتدى «الحزام والطريق»، ضمن مبادرة طريق الحرير، الذي افتتحه الرئيس الصيني، شي جين بينج، بحضور 30 من رؤساء الدول والحكومات، و1200 شخص من ممثلي 110 دول، في إطار مبادرة صينية عالمية طموحة لتعزيز التعاون الدولي والتنمية المشتركة، تضم جميع الدول التي يمر بها طريق الحرير عبر قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وحضر الجلسة كل من رئيس الوزراء الصيني، لي كه تشيانج، وأنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، وناصر صباح الأحمد الصباح، وزير شؤون الديوان الأميري في الكويت، وسلطان الجابر، وزير الدولة الإماراتي، وجيان بيرى، ممثل عن الرئيس الفرنسي الجديد، إيمانويل ماكرون، ووزير الصناعة الإندونيسي، إيرلانجا هارتارتو، ووزير التنمية والتخطيط الباكستاني أحسن إقبال، ووزير النقل الإسباني، أنيجو دي لا سيرنا.
وأكدت «نصر»، خلال الكلمة، أن مشاركة مصر في هذا المنتدى تعكس الشراكة العميقة والطويلة مع الصين، والتزامها القوي بتوسيع وتعزيز التعاون والمصلحة المشتركة مع جميع الشركاء الدوليين الحاضرين في هذا المنتدى.
وأوضحت الوزيرة أنه عبر تاريخ البشرية كانت عصور التنمية والازدهار تتصف بالتوسع في مجال التعاون وتبادل الأفكار والمعرفة، لهذا فإن مبادرة «الحزام والطريق» ستكون حجر الزاوية للنمو والتنمية في العالم، مشيرة إلى أن مصر تعتبر نقطة اتصال رئيسية في هذه المبادرة لموقعها الجغرافي الاستراتيجي وحجم سوقها الضخم، بالإضافة إلى مناخ الأعمال الحالي الذي أصبح ممهدا للاستثمار، حيث تعمل مصر بكامل طاقتها لتهيئة جميع الظروف اللازمة لبيئة تدعم النمو في الاستثمار المحلي والأجنبي مع الهدف الشامل وهو الإسراع بتوسيع قاعدة التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة.
وذكرت أن الحكومة المصرية أطلقت العديد من المشروعات الضخمة التي فتحت الباب لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في عملية التنمية، من أبرز تلك المشروعات محور تنمية قناة السويس، والعاصمة الإدارية الجديدة، والمثلث الذهبي، ومشروع استصلاح الأراضي «1.5 مليون فدان»، بالإضافة إلى العديد من الاستثمارات والمبادرات في القطاعات والصناعات الرئيسية لضمان وجود البنية الأساسية اللازمة لجذب استثمارات القطاع الخاص.
وأشارت «نصر» إلى أن قانون الاستثمار الجديد يعد قفزة كبيرة إلى الأمام في جهود مصر لتحسين بيئة الأعمال والتنظيم، فهو يقلل البيروقراطية، ويبسط الإجراءات، ويقدم مجموعة من الحوافز والضمانات للمستثمرين، وقد تم إعداده بعد مشاورات مكثفة بين الوزارات والمستثمرين وممثلين من القطاع الخاص المحلي والأجنبي ومجلس النواب.
وأوضحت أن قانون الاستثمار يركز على خمس ركائز رئيسية للإصلاحات لزيادة الاستثمارات في مصر، وهى تحسين بيئة الأعمال وتقليل البيروقراطية، وتشغيل إلكتروني للخدمة المقدمة للمستثمرين، وتحسين أداء مركز خدمة الاستثمار، ووضع سياسة استثمارية واضحة وتوفير الضمانات، وتشجيع الاستثمار من خلال الخريطة الاستثمارية، وتعزيز الحوكمة والشفافية والمساءلة، وتوفير الحوافز الاستثمارية لبعض المناطق الجغرافية والقطاعات التنافسية لضمان التنمية المستدامة.
وأكدت الوزيرة أنه يتم العمل على تقوية التعاون الاقتصادي مع جميع شركاء مصر الدوليين، وتعد الصين واحدة من الشركاء الاستراتيجيين الرئيسيين لمصر، حيث يتم بذل جهود لزيادة الاستثمارات الصينية في مصر، خاصة في مجالات الخبرة الصينية مثل البنية التحتية، والخدمات اللوجستية، والأعمال الزراعية، والسيارات، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات حيث تمتلك مصر إمكانات هائلة غير مستغلة، معربة عن تطلع مصر، باعتبارها عضو مؤسس في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، للاستفادة من نحو 15 مليار دولار خصصهم البنك على مدى 5 سنوات مقبلة في دول عملياته، منهم مصر، لمشاريع في قطاعات رئيسية مثل الطاقة والتنمية الحضرية والخدمات اللوجستية.
واختتمت «نصر»، كلمتها، بالتأكيد على أن نجاح مبادرة «طريق الحرير» يحتاج إلى حوكمة جيدة وسياسات سليمة حتى تستفيد جميع الدول المنضمة إلى المبادرة.