ما بين تجاهل الدولة والإهمال والنسيان والسيطرة والتعديات، تعانى المبانى التاريخية فى قاهرة المعز، تقف باحثة عمن ينقذها، ويعى قيمتها الحقيقية.. سنوات طوال طالب فيها خبراء الآثار بضرورة اهتمام الدولة بهذه المبانى، ولكن كان دائما الاختيار «الأسهل» أمام المسؤولين هو تركها فريسة للإهمال وعدم الدخول فى مواجهة مع الباعة، والحجة فى ذلك أنه سيتم رفع الإشغالات، وستعود بعدها بساعات، ولم تكلف الدولة نفسها بوضع هذه الأماكن على خريطتها السياحية رغم قيمتها الكبيرة..
مر اليوم العالمى للتراث، يوم 17 إبريل الماضى مرور الكرام، ولكن اختارت «المصرى اليوم» فتح الملف مجددا، بعدما اختار عدد من خبراء الآثار بعض الأماكن المجهولة والمعتدى عليها، واصطحبتهم «المصرى اليوم» فى جولة بها، رصدنا خلالها صور التعديات والتجاهل على المبانى الأثرية، والتى ظهرت فيها بشكل واضح سيطرة التجار والباعة الجائلين، وافتراشهم واجهات وجدران المبانى الأثرية، واستيلاء البلطجية على محيط هذه الأماكن واستخدامها كجراج للسيارات، وعدم وعى الأهالى بأصالة المكان فتحولت كمقالب للقمامة والمخلفات، إضافة إلى تأخر أعمال الصيانة والترميم وتدهور البنية التحتية بالمناطق الأثرية والتراثية، الأمر الذى تسبب فى طفح المياه الجوفية مما يهدد هذه الأماكن بالانهيار.
المثير أن أحد خبراء الآثار طالب بضرورة إحياء تراث المبانى الأثرية من خلال ترميمها، والأهم فض الاشتباك بين وزارتى الآثار والأوقاف، ومنع إقامة الشعائر الدينية فى مسجد السلطان حسن، للحفاظ على المبنى الأثرى من السلوكيات الخاطئة لبعض المواطنين.
خلف باب زويلة بالقاهرة القديمة وعلى بعد خطوات قليلة منه، ترى مسجدا ضخما بمئذنتين مرتفعتين، سور المسجد يغلقه عدد من الدكاكين الضيقة أحدها لبيع المصوغات الفضية، وآخر لبيع الأدوات المنزلية، وثالث لبيع الأقمشة، لتشوه جمال المسجد الأثرى، بينما تتعالى أصوات الباعة الجائلين بصورة عشوائية.. هنا مسجد المؤيد بشارع المعز لدين الله بالقاهرة. المزيد
فى أول حارة «خوشقدم» المتفرعة من شارع المعز لدين الله، ترى مسجد «الأفخر» أو «الفكهانى»، كما أطلق عليه العامة، تُحيط جوانبه محال للملابس الحريمى، ويجاوره وكالة وسوق لتجارة الفاكهة. المزيد
قال المهندس سعيد البحر، مدير مشروع تطوير القاهرة الخديوية، إن الهدف من المشروع هو إعادة المبانى التراثية التى يقع ثلثاها فى منطقة وسط البلد وحدها إلى طرازها المعمارى الفريد وجمالها، لافتاً إلى أنه تم الانتهاء من 25% فقط من أعمال التطوير حتى الآن بسبب التمويل. المزيد
كثيرون قاموا بزيارة مسجد السلطان حسن، وشاهدوا عالما آخر من الإبداع فى بناء وتكوين المسجد، ولكن هناك تفاصيل صغيرة موجودة به لا يلاحظها أى شخص، غير الدارسين له ولتاريخه، ولكن الصورة الذهنية التى قد تؤخذ عنه هى جماله وروعته، والكم الهائل من الطاقة الإيجابية التى يضفيها على روح الزائرين له، ولكن صور الإهمال فى أعمال الترميم بالمسجد من قبل وزارتى الآثار والأوقاف، بدت واضحة التأثير عليه. المزيد
دائماً ما نسمع عن المبانى الجميلة التى يوجد بها عدد من الوزارات داخل مصر، وتحديداً فى منطقة المنيرة، وتراودنا أسئلة كثيرة مثل تاريخ بنائها، وهل تم بناؤها فى الأصل كى تكون مقار لهذه الوزارات أم لا، ولكن كثيرا منا لا يعلم أن بعض هذه المبانى، فى الأصل كان قصوراً لملوك فى عهد الخديو إسماعيل، صادرتها الدولة، وتم تسكين هذه الوزارات بها. المزيد
قال المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، إنه يتم الآن التوسع فى قاعدة بيانات المبانى التاريخية، من خلال استخدام المسح الليزرى، وتم البدء فى 3 مبان بالفعل فى منطقة طلعت حرب، بوسط القاهرة، مشيرا إلى أنه تم تحرير 300 محضر تعد بموجب الضبطية القضائية للجهاز. المزيد
قالت الدكتورة سهير حواس، رئيس هيئة التنسيق الحضارى السابق، إن مصر خلال الـ 10 سنوات الماضية، أصبحت تهتم وتسعى للحافظ على مبانيها التراثية، وذلك بعدما صدر قانون رقم 144 والذى يتعلق بكيفية تنظيم أعمال هدم المبانى الآيلة للسقوط وكيفية المحافظة على التراث المعمارى. واضافت ان العالم كله حاليا يستخدم التراث الأحدث، modern heritage، ويتراوح عمره بين 40 الى 50 سنة اما فى مصر فالتراث الحديث يكون عمره حوالى 200 سنة، وتعد المبانى التراثية هى المبانى التى تكون ذات قيمة تاريخية فريدة من نوعها. المزيد