«قواعدالعشق الأربعون» رواية للكاتبة التركية الشهيرة(إليف شافاق) وقد وزعت أكثر من نصف مليون نسخة في أيام معدودة وترجمت لأكثرمن ثلاثين لغة ولها أكثر من ترجمة عربية ،وتعتمد الرواية خطين دراميين وسرديين متوازيين أحدهما في القرن الثالث عشر ويحكي عن العلاقة الإنسانية والروحية بين جلال الدين الرومي والدرويش الرحالة شمس الدين التبريزي في القرن الثالث عشر- عصر الاقتتال الطائفي ونزعات التكفير- ويحدث التبريزي تحولا عظيما في الرومي كما تحدث هذه القصة والعلاقة بين الرجلين تأثيرها القوي على سيدة معاصرة على مشارف الأربعين من عمرها وهذا هو الخط السردي الثاني المعاصر في الرواية حيث القرن الواحد والعشرين- في ملمح فكري وعقائدي مشابه حيث الاقتتال الطائفي أيضا ونزعات التكفير- وتعيد هذه السيدة مراجعة حياتها المستقرة والرتيبة بل وتعيد صياغتها في تحول روحي لنمط حياتها وقناعتها، حيث التقت مؤلف الكتاب الذي يدور عن علاقة الرومي بالتبريزي ويحدث مؤلف الكتاب تحولا مماثلا للتحول الذي أحدثه التبريزي في الرومي ،وقد شكل تحويل هذه الرواية رهانا مسرحيا صعبا ومغامرة فنية بكل المقاييس للمخرج عادل حسان والذي اعتمد الخط الأول للرواية ليخرج العمل في أروع صورة بعد عامين ويعرض الآن على مسرح السلام وإذا كان مما أكدت عليه الرواية تشابه القرن الثالث عشر والقرن الواحد والعشرين في ملمح التعصب الديني والاقتتال الطائفي فإن العرض يقدم مراجعة لقناعاتنا وتعاملنا مع الآخر وقد ترجم عادل حسان والدراماتورج رشا عبدالمنعم القواعد الأربعين للعشق في لوحات درامية رفيعة المستوي ومعمورة بالصفاء الروحي ويحلق بنا فيها الغناء الصوفي ورقصة سما المولوية لحالة من السمو الروحي في أجواء إيمانية وحالة عشق متراوحة بين العشق المادي والروحي والعشق الإلهي وإذا كانت دعاوي تجديد الخطاب الديني قد بلغت أوجها هذه الأيام فإن وسائط تجديد هذا الخطاب لايقتصر على المؤسسات الدينية ومنابرها والتعليم والإعلام بل يعد الغناء والدراما والسينما والمسرح وسائط أكثر جذبا وأسرع وصولا وتأثيرا ومن ثم فإننا نوجه الدعوة لكل مسؤول في الدولة أن يشاهد هذا العرض كمايتعين على الدولة دعم وترويج مثل هذه الأعمال صاحبة التأثير السريع في الناس ،ونحن نحن هنا نقدم قراءة للعرض وملامحه الفنية كما التقينا مجموعة من أبطال العمل ومخرج العرض
