قال مفوض التعبئة الإعلامية، القيادى فى حركة «فتح»، يحيى رباح، إن وثيقة «حماس» الجديدة بالفعل هى محاولة لإرضاء القاهرة، وإنها تُعتبر استجابة لمطالب مصر الأخيرة من «حماس» بفك ارتباطها بالإخوان المسلمين، وهو ما تم.
وأضاف، لـ«المصرى اليوم»، أن «حماس» استجابت لمطالب القاهرة فى ورقة المصالحة، وتغيير بعض بنود ميثاقها من أجل تفعيل بنود المصالحة التى أعدتها القاهرة عام 2011.
وأكد «رباح»، الذى يتواجد فى غزة، أن شرعية «حماس» الداخلية أصبحت على المحك، خاصة بسبب بعض الممارسات السياسية الخارجية، التى دفعتها إلى تغيير ميثاقها.
وتابع «رباح»: «(حماس) حولت وثيقتها من أيديولوجية متطرفة إلى سياسية وطنية»، موضحا أن تدخل «حماس» فى الشأن المصرى كان له مردود سلبى كبير على القضية، وتساءل قائلاً: «منذ متى وفلسطين ومصر بينهما عداء سياسى؟!»، لافتا إلى أن «حماس» كانت سبب ذلك، إلا أن مراجعتها ستعيد القضية إلى حضن الوطن العربى.
وأوضح أن علاقة «حماس» مع العرب ستكون جيدة للغاية، خاصة أن فك ارتباطها بالإخوان هو ما سيُعيد العلاقات مع مصر والسعودية والإمارات، التى تصنف «الإخوان» جماعة إرهابية، موضحاً أن العلاقة مع إيران ستكون محايدة، لأن طهران ستحاول أن تدرس وقائع وصدى وتبعات إصدار الوثيقة الجديدة.
وأكد «رباح» أن «حماس»- رغم الوثيقة الإيجابية، من خلال وضع بنود توافقية مع منظمة التحرير- فإنها من داخلها تكره ممارسات الرئيس، موضحا أن «حماس» يجب ألا تنسى أن العرب يتعاملون مع منظمة التحرير، كونها الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى، ولا يمكن لـ«حماس» أن تحل محلها، لأنها لا تملك الأهلية ولا الإمكانية ولا الشرعية.
من جانبه، قال المحلل السياسى الفلسطينى، أستاذ العلوم السياسية، إبراهيم أبراش، إن «حماس» هاجمت «عباس» قبل زيارته لأمريكا، لأنها تظن أنها ستصيب المجتمع الدولى بوثيقة رنانة، يمكن أن تجعلها بديلا تفاوضيا، وهذا خطأ ستقع فيه الحركة.
وأكد، لـ«المصرى اليوم»، أن سبب تغيير الوثيقة هو أن «حماس» أدركت أن الفصائل تنفر منها، وأن الشعب بدأ يشعر بالاختناق، لذلك تحاول الحركة ضم جميع الفصائل حولها حتى لا تفقد شرعيتها، كما تحاول إرضاء المجتمع الدولى، فضلا عن القاهرة والرياض وعمان.
وقال المحلل السياسى الفلسطينى، طلال عوكل، إن الوثيقة بعدت كل البعد عن التطرف، واتجهت إلى السياسة، وهو ما يريده الشعب الفلسطينى فى غزة، الذى كان قاب قوسين أو أدنى من الانفجار.
وأضاف، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، أن تلك الوثيقة ستساعد على إتمام المصالحة. مؤكداً أن «حماس» تحاول خلع عباءة الإخوان، رغماً عنها، بسبب التغييرات السياسية على الساحة العالمية وليس العربية فقط.